سوريا تعود إلى «حضن الأشقاء» بعد انقطاع 8 سنوات.. و«المقاطعة» العربية تخنق قطر
انطلاق مؤتمر الاتحاد البرلمانى العربى فى الأردن بمشاركة رئيس مجلس الشعب السورى
بعد نحو 8 سنوات من الغياب بضغوط من دول داعمة للإرهاب، على رأسها قطر، عادت سوريا إلى حضن العرب، اليوم، بمشاركة واسعة وغير مسبوقة فى الدورة الـ29 لـ«الاتحاد البرلمانى العربى»، التى انطلقت فعالياتها فى العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة رؤساء 17 برلماناً عربياً، بينما استمر تهميش «الدوحة» واستبعادها من المحافل الدبلوماسية العربية، التى استضافتها الرياض وشرم الشيخ وأبوظبى، مؤخراً، بحسب وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى، الدكتور أنور قرقاش.
واحتفى المسئولون العرب فى اجتماعهم الرفيع، اليوم، بعودة دمشق إلى الصف العربى، بعدما أظهرت صموداً واضحاً فى حربها ضد الإرهاب، وسط توقعات بعودتها إلى جامعة الدول العربية قريباً، لتنتهى بذلك صلاحية قرار مجلس الجامعة بـ«تجميد عضوية دمشق» بها، وهو القرار الذى تبنته قطر وحشدت لتمريره، فى نوفمبر 2011.
مشاركة سورية رفيعة فى الاتحاد البرلمانى العربى بالأردن.. و«خارجية الإمارات»: حضور «الدوحة» كغيابها
وبدأت فعاليات الدورة، اليوم، بكلمة رئيس مجلس النواب الأردنى عاطف الطراونة، الذى دعا نظيره السورى حمودة صباغ للمشاركة فى الاجتماع، وقال فى كلمته: «لا بد من تحرك فاعل باتجاه التوصل إلى حل سياسى يضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويعيد لها عافيتها ولتستعيد دورها ركناً أساسياً من أساس الاستقرار فى المنطقة».
وقال رئيس مجلس الشعب السورى «إن سوريا طالما كانت قلب العروبة النابض وحاضرة فى كل المحافل، والمؤسس لكل المؤتمرات والاجتماعات العربية»، واعتبر أن مشاركة دمشق فى مؤتمر عمان ووجودها بين الأشقاء بالأردن وبين المحبين أمر طبيعى، وعن تطلعات سوريا للعودة إلى الجامعة العربية قال: «نخطو خطوات قوية نحو النصر النهائى وهناك إنجازات كثيرة تحققت».
واستمراراً لتضييق الخناق السياسى والدبلوماسى، الذى بدأته دول المقاطعة العربية ضد قطر، منذ نهاية 2017، شن وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى، الدكتور أنور قرقاش، اليوم، هجوماً حاداً على الدوحة، قائلاً: «إن سبب الحضور الهامشى لقطر فى المحافل الدولية جاء نتيجة عزلتها عن محيطها».
وفى تعليقه على المشاركة القطرية الضعيفة فى اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى بأبوظبى، أمس الأول، أضاف «قرقاش»، فى تدوينة على موقع «تويتر»، أنه «من الرياض إلى شرم الشيخ إلى أبوظبى لا تكاد ترى التمثيل القطرى، ويكاد يكون الحضور كالغياب».
وأكد «قرقاش» أن «الأزمة التى تعانيها قطر اليوم ليست من اختيار مواطنيها، إنما هى نتاج لنرجسية لا منطق لها، وخيارات مؤسفة لقيادة تقاعدت ولم تتقاعد، ولا بد للجيل الحالى من الخلاص من هذا الإرث المأزوم»، بينما قال وزير الخارجية البحرينى خالد بن أحمد آل خليفة إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تطبق «مقاطعة» على قطر وليس «حصاراً»، مضيفاً لصحيفة «البيان» الإماراتية، اليوم، أن «قطر جزء من المنطقة حال عودتها إلى الرشد، وإلا فإنه لا حاجة إليها».
بينما ركزت كلمة رئيس الاتحاد البرلمانى العربى، رئيس مجلس النواب المصرى الدكتور على عبدالعال، على القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى «حل الدولتين».