4 نصائح من البابا تواضروس للكهنة الجدد
البابا تواضروس للكهنة الجدد: عليكم الالتزام بأربع مقومات للنجاح
ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الاثنين، خلال القداس الإلهي لسيامة آباء كهنة من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، عظة على الكهنة الجدد، طالب هم خلالها بالالتزام بأربع مقومات للنجاح في رسالتهم.
وقال البابا في عظته، أهنئكم بالصوم المقدس هذه الأيام الروحية التي نحيا فيها ونقدم صلواتنا مشفوعة بتوبتنا في هذا الصوم التي تمارسه كنيستنا الأرثوذكسية بنسكيات عالية، ونعيش في هذا الصوم ما يسميه البعض بربيع الحياة الروحية أو موسم التائبين، ومن فرحنا في هذا اليوم وهو أول أيام الصوم أن نكرس في الكهنوت ثلاثة عشر شماسا لكي ما يكونوا كهنة يخدمون في بعض كنائس القاهرة وأوروبا وأمريكا، وعندما نجتمع جميعا ونفرح بتكريس هؤلاء الشمامسة، ونفرح بأن يصيروا كهنة في كنيسة الله الحي، نعرف بأن المسئولية ليست هينة وأن مسئولية الكهنوت ليست بسيطة ولا نكتفي فيها بمظاهر الفرح والسيامة، لكنها خطيرة أمام الله، والأمر الأخطر هو أننا يمكن أن نسمي الكهنوت أنه اختبار إيمان فالمدعو للكهنوت يبدأ اختبار إيمان يستمر معه طوال حياته فهو اختبار إيمان شخصي له، وكلنا تعرضنا لامتحانات معلومة ومحددة التوقيت، ولكن عندما يرسم الكاهن يبدأ امتحانا يستمر معه طول فترة حياته، إنه بالحقيقة اختبار ايماند وعند دخول أي امتحان يكون غرضنا هو النجاح.
وأضاف البابا خلال عظته، عن مقومات النجاح في اختبار الإيمان، وهم أربع مقومات:
1- "أهرب من ذاتك"، يجب أن تعلم أن الذات يمكن أن تطيح بك بعيدًا جدًا عن الملكوت، فيجب أن تبتعد عن ذاتك وعن مفهوم السلطة في الخدمة، فهذه الكلمة ليس لها وجود في حياتنا الكنسية أنت خادم لكلمة الله في نفوس شعبك، وعندما نرتدي ملابس الكهنوت السوداء التي تميزنا إنما تذكرنا بتراب الأرض فكأن الإنسان مدفونا فيها وهذا المعنى لكيما ينتصر الإنسان على ذاته، إذن الكهنوت اختبار إيمان وأول شيء تعمله فيه أنك تذكره وتعيشه وتدرسه كل يوم، تهرب من أي شكل من أشكال السلطة، تهرب من الأنا الداخلية.
2- "اهتم بأمانتك ونقواتك الشاملة"، متابعًا "الكاهن عندما يخدم ويوجد في الخدمة يشبه الطبيب الذي يستعد لإجراء عملية جراحية، فقبل أن يبدأ يجب أن يدخل غرفة تعقيم ويعقم كاملة من رجليه لشعر رأسه وإلا سيوجد خطورة على المريض فأعلم أنك مقدم على خدمة النفوس ورعايتها والإيمان بها، فيجب أن تكون نقيا وأمينا وهما في كنيستنا "التوبة" نرددها كثيرًا فيجب أن تكون نقيًا في كل المجالات في علاقاتك مع كل الناس كبار أم صغار رجال أم نساء كثيري الحضور في الكنيسة أم لا، يجب أن تكون نقيا كليا فالنقاوة ليس فيها درجات يجب أن تكون نقيا في علاقتك بالمال لئلا يفسد كهنوتك وتصير حاملا لصورة الكهنوت ولكنك لا تملك قوته، يجب أن تكون نقيا وأمينا في كل تعاليم تقدمه التعليم الذي نقدمه في كنيستنا مبني على الكتاب المقدس وأقوال الآباء وسيرهم وتفسيراتهم وقوانين الكنيسة التي نعيش فيها، يجب أن تكون أمينا إلى أقصى درجة، والنقاوة ليست بها نسب هي شاملة أم لا، وبالتالي أهتم لكي ما تنجح في اختبار الإيمان أن تكون نقاوتك مئة بالمئة".
3- "ارعى رعيتك بالأبوة والافتقاد"، فشغلتنا ككهنة في الأساس هي تقديم الأبوة فهو احتياج لكل إنسان، فكل إنسان يحتاج أن يرى هذا في الأب الكاهن لهذا نلقبه بلقب "أبونا" وكل إنسان يحتاج للافتقاد والسؤال ليس المرضى أو الحزانى او المتعبين فقط ولكن كل أحد، لذلك المقوم الثالث للنجاح في اختبار الإيمان ان ترعى شعبك بالأبوة حتى لو كانت صغير السن مجرد أن تترسم تصير أبونا فمن هو أكبر سيقبل يديك، لذلك يجب أن أبوتك تستمدها من محبتك للمسيح، ارعى شعبك بالأبوة والافتقاد وكيف أن تبتكر وسائل لتصل إلى كل أحد، أحيانا يخطئ الخادم في مدارس الأحد عندما يستلم كشف أسامي المخدومين وعندما يغيب أحدهم يحذفه من الكشف فيتقلص العدد كل سنة فبعد مضي اعوام قليلة يجد أن الأولاد الذي يخدهم تشتتوا دون ان يعلم ما هو مصيرهم، أما الكاهن الواعي الكاهن الأب الكاهن الحقيقي فهو يعرف خاصته تماما يفتقدهم لكن قبل كل شيء من خلال الأبوة.
4- "أرفع قلبك بالصلوات الحارة"، فالكاهن وظيفته مصلي، كل واحد فينا له وظيفة ووظيفة الأب الكاهن الأولية والأساسية هي الصلاة وليست كعمل روتيني لكن حقيقة بحرارة القلب نافعًا أمام الله، ليست صلوات بالشفتين فقط والقلب مبتعد عن الله وليست صلوات روتينية يقوم بها لأنها دوره فقط، ارفع صلواتك باستمرار وأعتمد على الصلاة وهذه الصلوات الطقسية أو السرائرية أو الليتورجية أو الفردية أرفعها بحرارة. هذه الصلوات هي اعتمادك وزادك ونجاحك فبالصلوات تستطيع أن تصنع العجب وتتوب النفوس بالصلوات تستطيع أن ترعى كل أحد فهي اعتمادنا واتكالنا، وفي الصوم الكبير نقول "الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين" شيطان الذات شيطان الخطايا الخفية والظاهرة هذه الشياطين كلها يمكن أن تخرجها بالصلاة والصوم.
واختتم البابا تواضروس عظته قائلًا: "إذن أيها الأحباء المزكون للكهنوت، لتعلموا أنكم عندما تنالون هذا السر أنما تبدؤون امتحانا يستمر معكم طوال الحياة، هو اختبار الإيمان ولكيما تنجح يجب أن يكون لك هذه المقومات الأربعة اهرب من ذاتك، اهتم بنقاوتك الشاملة، ارعى رعيتك بالأبوة والافتقاد، ارفع صلواتك بقلبك وبحرارة روحية، طبعا لكي ينجح الأب الكاهن في خدمته يجب أن يصلي من أجله كل الناس، فليست خدمة الكاهن خدمة بسيطة وتكريس النفس أمام الله في كنيسته المقدسة عمل عظيم، لذلك يجد من يحاربه ومن ينتقده ومن يشوه صورته. وهذه ليس الآن فقط لكنه منذ المسيح لذلك يجب على الرعية أن تصلي بحرارة من أجل خدمة الأب الكاهن".