رغم احتفالات المئوية.. "الوفد" فوق صفيح ساخن
المستشار بهاء أبوشقة - رئيس حزب الوفد
حالة من الانقسام يشهدها حزب الوفد، قبيل أيام من احتفاله بمرور 100 عام على قيام ثورة 1919، التي قادها سعد زغلول مؤسس الحزب، وبعد تسارع حدة الاحتقان داخل بيت الأمة، أطلق المستشار بهاء أبوشقة رئيس الحزب، مبادرة جديدة للم شمل الوفديين، في إطار احتفالات مئوية الثورة.
وقال المهندس ياسر قورة المتحدث باسم المفصولين من الحزب، إنّ مبادرة لم الشمل التي أطلقها أبوشقة، ما هي إلا شو إعلامي وليس لها أسس ومعايير تقوم على أساسها.
«أبوشقة» يدعو للم الشمل.. والمفصولون: الاعتراف أولا ببطلان انتخابات «عليا الحزب»
وأضاف قورة، لـ"الوطن"، أنّ أسس المبادرة ولم الشمل تعني الجلوس والتفاوض فيما مضى من الاختلافات، والنظر في المشكلات التي نشبت والعمل على حلها، متابعا أنّهم أول من بادروا بفكرة التصالح والتفاوض، لكن أبوشقة رفض وأغلق الأبواب في وجوههم، وفضل اللجوء إلى القضاء دون إيجاد حلول للأزمة معهم.
وأكد المتحدث باسم المفصولين من حزب الوفد، أنّ أسس التفاوض معهم هي الاعتراف ببطلان نتائج انتخابات الهيئة العليا التي أجريت في 9 نوفمبر الماضي، ودون ذلك فإن أي دعوة للم الشمل ستكون مرفوضة.
«قورة»: دعوته «شو إعلامي».. و«مبروك»: تضليل للوفديين
وقال محمد مبروك رئيس اتحاد شباب الوفد السابق، إنّ مبادرة أبوشقة للم الشمل لا تستند على أسس واقعية أو سياسية لعودة المفصولين بشكل موضوعي، وإنّما تستهدف تضليل الوفديين والدولة بأنّه رجل يسعى للوفديين مستلهما روح ثورة 1919، والحقيقة أنّ الحزب يمر بأضعف فتراته السياسية والمالية والتنظيمية على يده.
وأضاف مبروك، أنّه على رئيس الحزب أولا توجيه الدعوة لكل المفصولين بمقر الوفد وبحث طرق العودة بشكل لائق ومحترم، وقبول طلبات المفصولين الموضوعية التي تستهدف هي الأخرى الاستقرار لحزب الوفد.
وشدد رئيس اتحاد شباب الوفد السابق، على ضرورة الابتعاد عن الشو الإعلامي، قائلا "إنّها طريقة أبوشقة منذ وصوله إلى رئاسة الوفد، والتي لم تسفر عن أي مخرجات سياسية تفيد الدولة المصرية أو الحزب".
رئيس الحزب: هدفنا الوقوف صفًا واحدًا في ذكرى 1919
وأطلق أبوشقة رئيس حزب الوفد، مبادرة جديدة للم شمل الوفديين وفتح صفحة جديدة معهم، بمناسبة مئوية ثورة 1919، ومئوية تأسيس حزب الوفد، داعيا جميع الوفديين إلى العودة إلى بيت الأمة باعتباره بيتًا لجموع المصريين بلا استثناء.
وأضاف أبوشقة، أنّ المبادرة تستهدف وقوف جميع الوفديين صفًا واحدًا بمناسبة مئوية ثورة 1919 ومرور 100 عام على تأسيس الوفد، مشددا على أنّ هذه المناسبة يجب أنّ تكون مبادرة للم شمل الوفديين داخل بيت الأمة.
وكان الحزب أعلن برنامج الاحتفال بمئوية ثورة 19، ومرور 100 عام على تأسيس حزب الوفد، ويتضمن زيارة لرئيس الحزب وأعضاء الهيئة العليا والبرلمانية إلى بيت الأمة، صباح السبت 9 مارس، وزيارة لمقر إدارة الثورة في منزل سعد زغلول الذي تحول إلى بيت لكل المصريين، وزيارة ضريح سعد المواجه لبيت الأمة.
وينظم الحزب بمقره في الدقي مساء اليوم ذاته، معرض صور تتضمن أحداث ثورة 19، ومن المقرر أن يحضر افتتاحه عدد من الوزراء وقيادات الحزب وعدد من الشخصيات العامة، ويستمر لمدة أسبوع وسيكون متاحًا للجمهور بداية من يوم 10 مارس.
وقرر الحزب تنظيم الاحتفالية الكبرى بمئوية ثورة 1919، الجمعة 22 مارس الحالي في مركز المنارة للمؤتمرات والمعارض الدولية في التجمع الخامس، وتشهد فعالياته عرض فيلم وثائقي عن الثورة وزعيمها سعد زغلول وأحداثها، بداية من 13 نوفمبر 1918 وحتى اندلاعها، واستعراض نتائجها.
وتختتم الاحتفالية بحفل غنائي، يشارك فيه عدد من المطربين، إضافة إلى فقرات تتضمن أغاني ثورة 1919، وسيد درويش، وتقدمها فرقة الموسيقى العربية.
وشهد حزب الوفد حالة احتقان كبيرة أدت إلى هجرة عدد من أعضاء الحزب الفاعلين في الحياة الحزبية، وفصل وتجميد عضوية عدد منهم، أبرزهم النائب محمد فؤاد، والنائب أحمد السجيني.
ولم تمض سوى أشهر قليلة على حالة الاحتقان، وتسارعت حدة الأحداث بعد انتخابات الهيئة العليا التي أجريت في 9 نوفمبر الماضي، وإعلان 26 قياديا في الحزب من المرشحين الخاسرين رفضهم لنتيجتها، وطعنوا عليها أمام القضاء، وتطور الأمر إلى أن قرر رئيس الحزب فصل 6 أعضاء منهم، أبرزهم المهندس ياسر قورة، واللواء محمد إبراهيم، واللواء محمد الحسيني.