"رجل الدين الحقيقي".. كيف يحقق برنامج تدريب الدعاة مبادرة السيسي؟
الرئيس السيسي
"رجل الدين الحقيقي لابد أن تكون عقليته جامعة، لكي يستطيع التحدث في جميع القضايا التى تحيط به فى عصرنا"، هكذا جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته نوفمبر الماضي، خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، الذى نظمته وزارة الأوقاف بمركز مؤتمرات الأزهر.
وطالب الرئيس السيسي، بضم عدد من شباب الدعاة للأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، للاستفادة من البرامج التعليمية والتدريبية التي توفرها، وحتى لا تكون ثقافة الداعية مقتصر على التعاليم الفقهية فحسب.
بعد أيام قليلة من دعوة "السيسي"، بدأ العمل داخل الأكاديمية الوطنية على قدم وساق لتنفيذ المبادرة على أرض الواقع، وصولاً إلى تدشين "البرنامج القيادي للدعاة"، المستمر حتى الآن، ويضم العشرات من الدعاة لتدريبهم في مجالات متنوعة.
الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية، قالت إن البرنامج يهدف للتدريب والتعرف على أحدث النظم العلمية الحديثة في مجالات متنوعة.
وأكدت أن "البرنامج القيادي للدعاة" يساهم في رفع صورة مصر في العالم، ويسعى لتخريج كوادر جديدة من الدعاة للمساهمة في إصلاح المجتمع المصري ليس فقط محليًا بل أيضًا على المستويين الإقليمي والدولي.
ويأتي إطلاق البرنامج التدريبي وسط دعوات متكررة بضرورة تجديد الخطاب الديني، لمواجهة التغييرات الجديدة والتصدي للمشكلات التي تواجه المجتمع والدولة المصرية، لاسيما الجماعات الإرهابية التي تروج لأفكار متطرفة، ويهدف البرنامج إلى تزويد الدعاة والأئمة، لاسيما الشباب منهم، بالثقافة اللازمة في مجالات متنوعة.
وعلمت "الوطن" أن المناهج التعليمية والتدريبية تتنوع بين الجوانب السياسية والتاريخية والاقتصادية والأمنية أيضاً، فضلاً عن تدريس علوم الإدارة والقيادة وريادة الأعمال، وعقد جلسات لتنمية الوعي والثقافة بالقضايا المجتمعية العامة، بحضور خبراء ومتخصصين وأساتذة جامعات، ومن المنتظر تخريج الدفعة الأولى من البرنامج.
وحاضر في "البرنامج القيادي للدعاة"، الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الذي أكد تقديره للتوجه الرئاسي في رعاية الأكاديمية، واعتبر أنها البداية الصحيحة، قائلاً: "إن البرامج المطروحة تعد انطلاقة بديعية تقود الفكر الصحيح في مصر والخارج".
وأضاف "علام" في تصريحاته السابقة عقب زيارته لمقر الأكاديمية في مدينة 6 أكتوبر فبراير الماضي: "أثمن هذا الجهد المبذول من الأكاديمية التي تأخذ بيد الإنسان المصري إلى المكانة التي يجدر أن يكون بها"، واصفًا أكاديمية الشباب بأنها مصنع حقيقي لبناء الإنسان، لتكون مصر رائدة في هذا العالم.
الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، كان أحد المحاضرين في "البرنامج القيادي للدعاة"، وألقى محاضرة حول الهوية المصرية تناولت مكانة مصر الدولية بين الأمم على مر التاريخ وتميز الشخصية المصرية وأهمية دور الأزهر الشريف.
وكانت الأكاديمية أنشئت بموجب قرار جمهوري أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي في أغسطس 2017؛ لتكون قبلة التطوير والتعلم في مصر، ولتأهيل جيل جديد من القيادات في مختلف المواقع.