حفيد «الشيخ القاياتى»: جدى قال للأقباط «ملعون الاستقلال لو هيفرقنا»
الشيخ مصطفى القاياتى
خطيب وطنى ثائر ضرب نموذجاً حياً لمعنى الوحدة الوطنية، فلم يعبأ بمنصب ولم يخف من سلطان، وقف فى وجه الإنجليز وخرج فى تظاهرات ضدهم، وخطب على منبر الأزهر وفى الكنيسة، ليلهب مشاعر المصريين جميعاً بما وهبه الله من موهبة الخطابة وبلاغة اللسان، وجاهد كثيراً فى سبيل نجاح هذه الثورة، إنه الشيخ مصطفى أحمد عبدالجواد القاياتى، خطيب ثورة 1919، الذى ولد بقرية القايات، مركز العدوة، بمحافظة المنيا، وتوفى فى عام 1927 دون أن يترك أبناء.
عثمان القاياتى، حفيد الشيخ عبدالمجيد الشقيق الأصغر لخطيب الثورة، يقول لـ«الوطن» إن جده حكى له كثيراً عن الشيخ مصطفى ونضاله فى ثورة 1919، حيث كان من أوائل المشاركين فيها منذ اندلاع شرارتها.
«جدى جمع توكيلات لسعد باشا زغلول»، هكذا يتحدث الحفيد عن بطولات الشيخ، الذى كان واحداً ممن جمعوا التوكيلات من داخل الأزهر الشريف لتفويض سعد باشا ورفاقه لتمثيل مصر فى «مؤتمر باريس» لطلب الاستقلال عن الاحتلال البريطانى، وفى صباح اليوم التالى للقبض على الزعيم سعد زغلول انتفضت التظاهرات التى تطالب بالإفراج عنه، وهنا قاد الشيخ القاياتى الجموع التى خرجت من الأزهر الشريف، بحسب ما يروى الحفيد لـ«الوطن»، قائلاً: «خلال المظاهرات الإنجليز خرجوهم من الأزهر، لكن الكنائس فى مصر فتحت لهم الأبواب»، وعندما استشعر الشيخ مصطفى القاياتى مخاطر تفتيت الوحدة الوطنية المصرية بمكائد الاحتلال، ذهب فى مايو 1922 إلى الكنيسة البطرسية وخطب أمام خمسمائة من القبط وهو يقسم بالله: «إذا كان الاستقلال سيؤدى إلى فصم اتحادنا فلعنة الله على هذا الاستقلال».
«عثمان»: الاحتلال نفى «خطيب الثورة» والقمص سرجيوس إلى رفح.. وسجنهما فى معسكر الجيش الإنجليزى
يؤكد «عثمان» أن السلطات البريطانية اعتقلت القمص سرجيوس والشيخ القاياتى، وقامت بنفيهما إلى رفح، وسجنهما فى معسكر للجيش الإنجليزى، فى سابقة اهتزت لها مصر بأكملها، لكن الثورة استمرت ونجحت، وتم إعلان قيام المملكة المصرية، وصدور دستور ١٩٢٣، ووصل سعد زغلول إلى الحكم، ووصل قبطى إلى منصب رئيس مجلس النواب، وأصبح مكرم عبيد الرجل الثانى فى حزب الوفد بعد مصطفى النحاس.
رواية عثمان القاياتى عن بطولة جده خطيب الثورة، التى جاءت على لسانه، وثقها أيضاً كتاب «ثورة 1919 تاريخ مصر القومى من سنة 1914 إلى سنة 1922»، للمؤرخ المصرى عبدالرحمن الرافعى، الذى عاصر الثورة وكان يبلغ حينها 30 عاماً، وتخرج فى كلية الحقوق وإلى جانب عمله بالمحاماة اشتغل بالصحافة فى جريدة اللواء، وأكد الرافعى فى كتابه أن الأزهر الشريف قام بدور كبير فى ثورة 1919 «فقد كان الأزهريون فى مقدمة صفوف المتظاهرين، ومن أكثر الطلبة جرأة وحماسة وتضحية فى بث روح الثورة والإضراب فى طبقات الشعب، وكثيراً ما كانت المظاهرات تبدأ من الأزهر، كما أن الاجتماعات العامة كانت تعقد فيه»، وأوضح أن هناك عدداً من خطباء الأزهر الشريف ساهموا بدور فعال فى ثورة 1919 من خلال خطبهم الحماسية، «وقد ظهرت فيه شخصيات برزت بمواهبها الخطابية، وكان بعضهم يسترعى الأسماع حقاً ولكن من الممكن أن نذكر بعضهم، فمنهم الشيخ مصطفى القاياتى، الشيخ على سرور الزنكلونى، الشيخ محمود أبوالعيون».