«إبيانة».. عمدة قرية الزعيم يطالب المسئولين بترميم منزله وتحويله إلى مزار سياحى
منزل سعد زغلول فى كفر الشيخ
قرية كبيرة يقطنها أكثر من 15 ألف نسمة، تتبع إدارياً الوحدة القروية بـ«منية المرشد» التابعة لمركز مطوبس فى محافظة كفر الشيخ، تعانى الإهمال الظاهر على طرقها المتعرجة التى تسكنها «الحُفر والمطبات»، إثر شروع الحكومة فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى، ضمن القرى التى يجرى إدخال الخدمة لها فى 2020 بتمويل من الاتحاد الأوروبى، وتضم القرية مدرسة للتعليم الأساسى تحمل اسم «زعيم الأمة» سعد باشا زغلول، وأخرى إعدادية ومعهداً دينياً، ووحدة صحية كبيرة، فضلاً عن جمعية زراعية.. هنا ولد قائد ثورة 1919 وتربى وعاش فيها فترة من عمره، هى قرية «إبيانة» بمركز مطوبس فى كفر الشيخ، مسقط رأس الزعيم الراحل.
10 دقائق فقط، تستغرقها من مدينة مطوبس إلى قرية «إبيانة»، تسير فيها على طرق غير ممهدة نسبياً إلى أن تصل لمدخل القرية، فى مدخلها قاعدة أسمنتية كبيرة متهالكة، تحيطها مجموعة من الأعمدة القديمة الآيلة للسقوط، يتوسطها تمثال الزعيم الراحل سعد زغلول، الذى وُلد بالقرية فى يوليو 1857، وبعد وفاته شُيّد له تمثال ضخم فى مدخل قريته، وكان كثير من المسئولين وقيادات حزب «الوفد»، وغيرهم من السياسيين والقيادات الشعبية، يحرصون على إحياء ذكراه حتى ستينات القرن الماضى، ومنذ أوائل السبعينات، خفت الاهتمام بذكرى زعيم «ثورة 1919»، وتحول تمثاله من رمز للصمود ومقاومة الاحتلال البريطانى إلى مجرد قطع أسمنتية تحاصرها القمامة.
«منزله» الذى لا يزال يحمل اسمه حتى الآن، يقطن إلى جواره العشرات من أحفاده، فالمنزل عبارة عن مبنيين كبيرين بلون أصفر باهت، تظهر منهما الشقوق، أحدها كان مخصصاً لاستقبال الرجال وهو عبارة عن طابقين، الأول عبارة عن «بدروم» كان للخدم وإعداد الطعام، والآخر يضم 4 غرف ويسمى «السلاملك»، والآخر مبنى النساء ومكون من ثلاثة طوابق، طابق أرضى واثنين علويين، وكان يُسمى «الحرملك»، مخصص للسيدات، وفى فترة ما تم استغلال أحد المبانى كمدرسة لأبناء القرية، إلى أن تم إنشاء مدرسة للتعليم الأساسى تحمل اسم الراحل، وسط مطالبات بضم تلك المبانى للآثار لتكون مزاراً سياحياً نظرا لفخامة المبنى وأثريته.
وعن تمثال «سعد»، قال عوض على، من أهالى القرية: «التمثال أصبح فى حالة يُرثى لها، حتى فقد قيمته كرمز لزعيم الأمة، رغم أن كثيراً من الأجيال تربت على حب سعد زغلول، والفخر به، وحفظ كل ما يتعلق بحياته وتاريخه، وطالبنا المسئولين فى المحافظة وهيئة الآثار مراراً بترميم تمثال وبيت الزعيم الراحل، بعد أن ضربته الشروخ والتصدعات، ثم تحويله إلى متحف، حتى يكون مزاراً سياحياً، دون جدوى، وبالرغم من أن هيئة الآثار وعدت بترميم المنزل وتجميل الميدان والتمثال، باعتباره من المعالم الأثرية التى تتميز بها القرية إلا أن وعودها لم تُنفذ».
حفيدة سعد زغلول ومديرة مدرسة تحمل اسمه فى القرية: التصدعات تهدد بانهيار المنزل.. وجماعة الإخوان الإرهابية شوهت تمثاله
وأكدت سها زغلول، حفيدة الزعيم، مديرة المدرسة التى تحمل اسمه، والتى حصلت على لقب الرائد المثالى على مستوى إدارة مطوبس التعليمية منذ أيام، أن القرية التى خرجت أجيالاً وعلماء وزعماء كجدها سعد باشا زغلول، لم يزرها المسئولون ولم يحرصوا على إعادة إحياء ذكراه منذ سنوات، وعندما زارها المحافظ الأسبق عام 2015، طالبته بترميم منزل جدها الآيل للسقوط، وتسليمه للآثار كى ترممه وتحوله لمزار سياحى، إلا أن ذلك لم يحدث، مطالبة بترميم تمثاله الذى شوهته جماعة الإخوان الإرهابية وحاولت إزالته حينما قاموا بزرع قواعد خرسانية على يمين ويسار التمثال، بحجة تزيينه.
من جانبه، قال عمر الزعيقى، رئيس الوحدة المحلية بقرية «منية المرشد» التابعة لها قرية إبيانة، إنه يتم تطوير الخدمات كالصرف الصحى الذى كان متوقفاً منذ سنوات، حيث بدأ الاتحاد الأوروبى فى إدخال المشروع ضمن خطة 2020، وضمن عدد من القرى التى يتم إدخال المشروع بها، مضيفاً أنه لا يمكن رصف الشوارع والطرق فى الوقت الحالى، وتكسيرها مرة أخرى بسبب المشروع، فالطرق والشوارع بالفعل غير ممهدة ولا يمكن إصلاحها قبل الانتهاء من الصرف الصحى، مشيراً إلى أن إدارة السياحة بديوان عام المحافظة طلبت منذ فترة معلومات عن منزل الزعيم سعد زغلول، ليكون ضمن الخريطة السياحية للمحافظة، وأضاف لـ«الوطن» أنه أرسل مذكرة لهيئة الآثار لتتسلمه وتقوم بترميم المنزلين، لكن لم يتم الرد، وأن هناك العديد من المذكرات تم إرسالها دون جدوى، مشيراً إلى أن المنزلين آيلان للسقوط، لكن لا يمكن التصرف فيهما سواء بالإزالة أو الإبقاء لأنها مبان تاريخية وأثرية.