منح الدراسية وقوافل طبية.. أفريقيا على رأس أولويات المؤسسات الدينية
صورة أرشيفية
تحظى قارة إفريقيا باهتمام خاص من المؤسسات الدينية منذ تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي مطلع فبراير الماضي، تأكيدا للدور الريادي لمصر في القارة، فأعلن الأزهر مضاعفة المنح الدراسية المقدمة لطلاب أفريقيا لتصبح 1600 منحة بدلا من 800 منحة دراسية، بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019.
ويستقبل الأزهر طلاب 46 دولة أفريقية للدراسة في جامعة الأزهر ومعاهده، كما قررت المشيخة زيادة منح تدريب الأئمة الأفارقة على آليّات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المُستحدَثة، وإنشاء معاهدَ أزهريّةٍ ومراكزَ لتعليم اللغة العربية، فضلًا عن الدَّور المِحوَريّ لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية في نشر تعاليم الإسلام السمحة في ربوع القارة الأفريقية.
وقررت المشيخة مضاعفة عدد القوافل الطبية والإغاثية التي يرسلها الأزهر إلى مختلف دول القارة الأفريقية، والتنسيق مع وزارات وهيئات الدولة المختلفة، بما يوفر الدعم اللازم لتلك القوافل، ويحقق الاستفادة المثلى منها، خصوصًا في ضوء ما حققته تلك القوافل من أصداء إيجابية في الدول التي عملت بها، ما جعل العديد من الدول تتقدم بطلبات للأزهر الشريف للاستفادة من خدماتها.
وأكدت المشيخة أنه مع تَسَلُّم مصرَ رئاسةَ الاتحاد الأفريقي، خلال عام 2019، حرَص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على استثمار وتَوظيف كلّ عناصرِ الثّقل الأزهري في أفريقيا؛ لمواكبة التحركات المصرية تُجاهَ القارة السمراء، حيث قرّر تشكيلَ لجنةٍ مختصّة بالشئون الأفريقية بالأزهر، تكون مهمتها العمل على وضْع البرامج والخُطط والأنشطة التي من شأنها دعم دول القارة وشعوبها.
وقررت وزارة الأوقاف إنشاء لجنة دائمة للشئون الأفريقية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وموسوعة لأعلام أفريقيا، وترجمة خطبة الجمعة للغات الإفريقية الرئيسية، وتطوير المركز الإسلامي المصري التابع للأوقاف المصرية في تنزانيا.
وأعلن مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء، إصدار نشرة دورية عن الإرهاب والتطرف فى أفريقيا، وتكثيف رصد نشاط الجماعات الإرهابية داخل القارة السمراء بشكل عملي، في ظل تحول أنشطة الجماعات الإرهابية، خصوصًا "القاعدة" و"داعش" للقارة السمراء، بما يمثِّل تحديًا خطيرًا ضد مساعي التنمية في القارة التي تهدف إليها القيادة المصرية التي تترأس الآن الاتحاد الأفريقي.
وأضاف المرصد أن النشرة سيجرى توزيعها على مراكز الأبحاث الأفريقية ومراكز دعم اتخاذ القرار وسفارات مصر في أفريقيا والأكاديميات والجامعات المختلفة إلى جانب الدوائر الإعلامية الموجودة في القارة السمراء.
وأعلنت دار الإفتاء أن المفتي سيلقي محاضرات في دول إفريقية؛ لتعزيز التعاون مع القارة السمراء، وأكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء عملت على تقديم كل أشكال الدعم العلمي والشرعي لدول القارة الإفريقية، خصوصًا في مجال التدريب على الفتوى، حيث تولت تدريب عدد كبير من الطلبة من مختلف الدول الإفريقية على فنون ومهارات الإفتاء.
وأوضح "نجم" أن الدار سعت خلال الفترة الماضية إلى التواصل المباشر مع المسلمين في كثير من الدول الإفريقية، عبر الجولات التي قام بها المفتي وعلماء دار الإفتاء في عدد من دول القارة، جاء على رأسها: "نيجيريا، وكوت ديفوار، والسنغال"، وأن القافلة الإفتائية إلى دول إفريقيا، التقت عددا من كبار المسؤولين هناك، فضلًا عن اللقاءات العامة والمحاضرات في كبرى المساجد والجامعات في تلك الدول، وقد حظيت باستقبال رسمي وشعبي كبير، وأن المفتي سيقوم خلال العام الحالي بجولة إفريقية، بزيارة عدد من الدول الأفريقية ويلقي مجموعة من المحاضرات هناك، استمرارًا لجهود دار الإفتاء ورسالتها تجاه القارة الأفريقية.
قال الدكتور عبدالله النجار، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، جهود المؤسسات الدينية المصرية في خدمة أفريقيا غاية في الرقي ولكننا نحتاج المزيد منها، فالقارة يمكن وصفها بالمتعطشة للفكر الوسطي، ويعانون من حالة تهميش ديني حيث غاب عن لغاتهم الترجمات الوسطية للفكر الديني وهو ما جعلها نهبًا للمتشددين، لذلك نحتاج السير في عدة اتجاهات حيث محاربة التشدد واستقطاب المتدينين الذين يعشقون الأزهر ومن يأتي من مصر بشكل لا يمكن وصفه، فالعمامة الأزهرية في أفريقيا ذات مكانة كبيرة، وكل من يأتي من مصر يستقبله الأفارقة بترحاب كبير.