«إيمان».. عميد «الصحة العامة» بجامعة أريزونا: «لسه فاكرة ذكرياتى فى مصر»
إيمان حكيم وأسرتها
حصلت على بكالوريوس طب الأطفال من جامعة القاهرة، والدكتوراه فى صحة الطفل وتغذيته من جامعة عين شمس، كان عمرها 37 عاماً، حينما قررت السفر إلى الولايات المتحدة عام 1992، لاستكمال مسيرتها العلمية، صعدت درجات السلم بروية، إلى أن أصبحت عميداً لكلية «ميل وانيد زوكرمان» للصحة العامة فى جامعة أريزونا الأمريكية، لفترة تزيد على 10 سنوات.
خلال سنوات العمل لم تنس الطبيبة المصرية، إيمان حكيم، ذكرياتها فى مصر، لا تزال تتذكر مرسى مطروح وبورسعيد، وتتواصل مع أصدقائها فى المركز القومى للبحوث، حيث كانت قبل سفرها أستاذاً مشاركاً فى قسم صحة الطفل بالمركز، وترغب دوماً فى بناء تعاون قوى بين الجامعة والمركز، وهو الأمر الذى تعرضه على مسئولى المركز فى أثناء زيارتها إلى القاهرة، مرة أو مرتين فى العام.
بدأ نجاحها فى أمريكا بحصولها على درجة الماجستير فى الصحة العامة، والطب الوقائى من كلية الطب جامعة أريزونا عام 1994، أى بعد انتقالها للولايات المتحدة بسنتين، ومنذ ذلك الحين، انتقلت الأسرة كلها، زوجها وبنتان، للعيش فى الأراضى الأمريكية. خلال دراستها فى أريزونا، التقت إيمان، البالغة من العمر 64 عاماً، بمدير مركز علاج السرطان بأمريكا، الذى أقنعها بالتركيز على أبحاث السرطان، ومنحها فرصة المشاركة فى قيادة مشروع ضخم للوقاية من سرطان الجلد، فحظيت بالدعم الذى مكنها فيما بعد من النجاح فى مركز السرطان. وفى عام 1997 حصلت على منحة أكاديمية مدتها 5 سنوات، من المعهد المحلى للسرطان، لتغيير مسيرتها المهنية من طب الأطفال إلى علم الأورام الوقائى. قالت إيمان لـ«الوطن»: «قبل نهاية السنوات الخمس، أصبحت مديراً لقطاع علوم تعزيز الصحة العامة، فى كلية ميل وانيد زوكرمان للصحة العامة فى أريزونا 2002-2007، ثم تم اختيارى كعميد للكلية فى عام 2007، أستيقظ فى السادسة صباحاً للتحدث مع والدتى فى مصر، لمدة 10 دقائق.
بالإضافة إلى نجاحها وتميزها فى عملها، نجحت إيمان أيضاً على المستوى الأسرى، فزوجها هو أكبر داعميها، كما نجحت فى تربية ابنتيها، «داليا» تبلغ من العمر 35 عاماً تعيش فى أريزونا مع زوجها وابنتها، وتعمل أستاذاً للطب فى جامعة أريزونا، وماريان 37 سنة؛ حاصلة على البكالوريوس فى نظام إدارة المعلومات وماجستير فى إدارة الأعمال، وتعيش فى كاليفورنيا مع زوجها وابنها. أصبحت إيمان امرأة مؤثرة بين أطفالها وأحفادها. رغم الاختلاف الثقافى، ترى «إيمان» أن المرأة فى الولايات المتحدة ومصر تتمتع بحقوق متساوية، مثل الحصول على تعليم جيد وكذلك الفرص المتاحة لها لتحقيق حياة ناجحة، فضلاً عن الوظائف المتوافرة، وتضيف، «لم تكن حياتى فى مصر فى السبعينات والثمانينات مختلفة عن حياتى فى أمريكا».
تعدى تأثيرها المحيط الذى تعيش فيه، فبمجرد رؤيتها كسيدة فى منصب قيادى فى مكان حساس مثل تلك الكلية، تعتبر نموذجاً قوياً لأعضاء هيئة التدريس المبتدئين، خاصة من الفتيات والنساء الأصغر سناً، تقول إيمان، «لما البنات بيشوفونى وأنا من مجتمعهم سواء العربى أو المصرى، تصبح إمكانية تحقيق إنجازاتهم الخاصة أكثر واقعية»، قصة نجاح وراءها الكثير من المثابرة، والخوف، والصعوبات.
أصبحت «إيمان» واحدة من أهم الشخصيات فى كلية «ميل وانيد زوكرمان»، للصحة العامة فى جامعة أريزونا، التى تعتبر إحدى أبرز كليات الطب على مستوى العالم، وخاضت غمار الكثير من الصعوبات بحثاً عن تحقيق ذاتها والتأثير فى محيطها، مهامها اليومية ضخمة للغاية، أولها قيادة الكلية فى تطوير وتنفيذ خطتها الأكاديمية للتميز فى التعليم والأبحاث والخدمات وتحقيق أهدافها، بما فى ذلك التمويل ومنح البحث وإيرادات رسوم التعليم، وثانياً المساهمة فى قيادة الخطة الاستراتيجية الشاملة للجامعة، وأخيراً التمثيل الخارجى للكلية والجامعة لغرض نمو الدخل.