مترجم "لعبة العروش" لـ"الوطن": متخوف من نمطية الجزء المرتقب للمسلسل
لعبة العروش
8 سنوات، ولا يزال جمهور "لعبة العروش" Game of Thrones، في تزايد فما أن ينشر الفيديو التشويقي للمسلسل، حتى يحصد ملايين المشاهدات، ويحاط المسلسل المقرر بثه في أبريل المقبل بالنظريات والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
سلسلة "لعبة العروش" هكذا يطلق عليها هشام فهمي مترجم رواية "أغنية الجليد والنار" للعربية، رافضا المسمى الرائج "صراع العروش"، موضحا أن "جورج أر أر مارتن" استخدم مصطلح "game" طوال الرواية ويتحدث عن الأبطال كلاعبين ومتلاعب بهم ويتحدق عن القطع والبيادق والأحداث كأنهم في "شطرنج"، وربما سبب كلمة "صراع العروش" كانت لأسباب ترويجية ومن أطلقها لم يقرأ الروايات وبالتالي لم يكن يدرك أهمية كلمة "لعبة" في السياق.
وتوقع فهمي في حديثه لـ"الوطن"، أن يكون الجزء المرتقب من المسلسل مبهر بصريًا، وغير مسبوق، لكنه "متخوف من كتابة نمطية معتمدة على (الحبكة) فقط بغض النظر عن طبيعة الشخصيات ودوافعها والمنطق الداخلي للعمل، وهو ما بدأنا نراه في المسلسل من الموسم الخامس تحديدًا، والموسم السابع كانت هناك العديد من الانتقادات للكتابة النمطية".
فهمي: متخوف من كتابة نمطية للجزء الآخير
ويرى فهمي، أن من أسباب رواج وشهرة المسلسل أنه "غير مسبوق" في تاريخ الفانتازيا على شاشة التليفزيون، موضحا أن وقت عرضه لم يكن هناك "فانتازيا" على التليفزيون، وربما كان آخرها "هركليس وزينا" في التسعينات ولم تكن بنفس القدر من التشويق، ولهذا يمكن أن نقول إنه "بدأ عصر الفانتازيا في التليفزيون".
وتابع فهمي أن المميز بـ"أغنية الجليد والنار" أنه مختلف عن الفانتازيا التي نشاهدها في السينما، فرغم أنه ذكر الجمهور بثلاثية The Lord of the Rings من حيث ضخامة الإنتاج، والأجواء الملحمية وما إلى ذلك، فعالم سيد الخواتم سحري بالأساس ومليان كائنات عجيبة، أمام عالم لعبة العروش شبيه جدًّا بعالم الواقع مع لمسة من السحر بدأت طفيفة وزادت بالترديج وهو ما نال إعجاب الجمهور نظرا لاعتماده الشديد على الواقعية اللي بتصور الدموية وقسوة المعارك ومعاناة الناس.
مترجم الرواية: "المشاهد الجنسية" وموت الأبطال من أسباب رواج المسلسل
وأضاف فهمي أن فكرة موت الأبطال بسهولة بناء على اختياراتهم وقراراتهم الغلط، ساعدت على التعلق بالمسلسل لأننا اعتدنا أغلب الوقت أن الأعمال الدرامية تحيط البطل بـ"البطل" بـ"درع الحبكة " Plot armor أي أنه محمي دائما مهما حصل له، والجمهور بيقبل بدا لكن "أغنية الجليد والنار" لم تحقق هذا فموت الشخصية (اللي كنا فاكرينها الأساسية) في نهاية الموسم الأول كان صدمة، لكن أكدت للناس إنهم بيتفرجوا على حاجة مختلفة عن اللي شافوه قبل كده، فضلا عن التمثيل القوي من أغلب الممثلين، والعناية بالديكورات والأزياء والمؤثرات الخاصة والموسيقى والتصوير والمونتاج وما إلى ذلك.
وأشار مترجم الرواية، إلى أن "المشاهد الجنسية" في الأجزاء الأولى ساهمت في شهرة المسلسل، مشيرا إلى أن هذه المشاهد قليلة في الرواية رغم أن أغلبها أبرز طبيعة شخصيات معينة في سياق دراما المسلسل، مشيرا إلى أن سلسلة الجليد والنار صدر عنها أربع روايات بالفعل قبل بداية المسلسل، وكانت بالفعل من الكتب الأعلى مبيعًا ومعروفة بما فيه الكفاية وحصدت أكبر الجوايز المهمة في أدب الخيال العلمي والفانتازيا غير الترشيحات، سواء بالإنجليزي أو الترجمات، لكن لا شك إن المسلسل ضاعف شهرة الروايات.
أما عن الفروق بين المسلسل والرواية يقول المترجم، أن هناك الكثير من التفاصيل المحذوفة، فالمسلسل ييل للتبسيط بجانب اختلاف شكل الأبطال مثلا "تيريون لانستر" قبيح ومنفر جدًّا في الرواية لكنهم استعانوا بممثل وسيم ليلعب دوره، أيضا بريان التارثية موصوفة بالقبح وتؤدي دورها ممثلة حسناء، أيضا رامزي بولتون موصوف بالقبح ويؤدي دوره ممثل وسيم، فضلا عن الشخصيات المحذوفة، واختلاف خطوط درامية كاملة.
"فيه مشاهد قدمها المسلسل أحلى من الكتب" يقول فهمي الذي يرى أن محاكمة تيريون لانستر في الجزء الرابع كانت في المسلسل أفضل منها في الرواية، فضلا عن المشاهد التي انفرد بها المسلسل عن الرواية، ومع ذلك فتفاصيل الروايات أعقد وأرحب.
وعن كواليس تعقاده على ترجمة الرواية، يقول: قرأت الخمس روايات تباعا خلال شهرين تقريبًا في صيف 2014 ووجدت أن لدي القدرة والرغبة في ترجمتها، فعرضتها على دار التنوير التي تصادف إن كان لديهم الرغبة في ترجمتها بالفعل هم وناشرون آخرون وفي النهاية قدمت سيرنا الذاتةي لوكيل أعمال المؤلف ووقع الاختيار على دار التنوير، خصوصا لأني لي سابق ترجمة في أدب الفانتازيا حيث ترجمت "سيد الخواتم والهوبيت" لتولكين، وفرانكنشتاين لماري شِلي، والناجي الأخير لتشاك بولانك وغيرهم.
فهمي: استخدمت الحروف الفارسية للتعبير عن اللغات الأجنبية دون التأثير على المعنى
ويوضح فهمي أن الجزء الأول كان الأصعب في الترجمة "كنت لسه بتحسس خطواتي" وأيضا وجود مصطلحات كثيرة لها علاقة بالحروب والسلاح والعتاد والحصون والقلاع وما إلى ذلك من مصطلحات ليس لها مضاهى عربي، ما جعلني أبحث عن "حلول ذكية وليست دخيلة خصوصًا إنه بيخترع مصطلحات خاصة بالعالم بتاعه ملهاش ترجمة في أي لغة، وأسماء كائنات حية وأسلحة وأشجار ونباتات وحيوانات وخلافه" فكان يجب أن أنسج النص دون إشعار القارئ بالغربة.
وتابع أنه رغم سابق تجربته في احتكاكه بالفانتازيا لكن الأمر مختلف خصوصا مع اختراع المؤلف لمصطلحات ولغات، وبالتالي "لجأت لاستخدام الحروف الفارسية في رسم الكلمات العربية لإشعار القارئ بإنه يقرأ لغة مختلفة دون الإخلال بالمعنى" مثلًا عرَّبت كلمة Cog اللي هي نوع من السفن الشراعية ذات الشراع الواحد وكوج وجمعتها أكواج، واستخدمت حروف من اللغة الفارسية في لغة الدوثراكي مثلا فكت أكتب "گال، گاليسي، گالاسار، گو، وغيرها"، وفي اللغة الڤاليرية بستخدم حرف "ڬ" وده حرف عربي لكنه مهجور، وهكذا لنقل روح الرواية.