«موسم الثوم» يُنعش أسواق الجيزة: الكيلو بـ10 جنيهات والفرم هدية
«محمود» يستعرض الثوم فى سوق الجيزة
حبات ناصعة البياض، متراصة بانتظام داخل «مشنات»، يلتقطها التجار واحدة تلو الأخرى لوضعها فى ماكينة فرم، تخرج منها «مهروسة» وجاهزة للتخزين، معلنة عن بدء موسم «الثوم» الذى تنتظره السيدات من العام للآخر، وتكتظ به الأسواق الشعبية قبل عيد شم النسيم بشهرين، ويتنافس التجار على جذب الزبائن بخفض الأسعار، فمنهم من يعرض الكيلو بـ10 جنيهات والفرم هدية، وآخرون يبيعونه بـ11 جنيهاً، مؤكدين ثبات الأسعار من الموسم الماضى.
سوق الجيزة هو المصدر الأول للثوم الجديد، حسب محمود شعبان، الذى يبيعه منذ أسبوع، ويصف الإقبال بالمتوسط، مؤكداً أن السعر سيشهد انخفاضاً الأيام القليلة المقبلة بعد زيادة المطروح: «هيوصل لـ8 جنيه لما يكتر».
على بُعد خطوات من «محمود»، يقف محمد على والطفلة شهد، صاحبة الـ12 عاماً، يبيعان الثوم بعد فرمه، ويقسمان المهمة بينهما، فتقف الصغيرة على ماكينة الفرم، بينما يعبئ الشاب الثلاثينى الثوم للزبائن ويحاسبهم.
محمد وشهد كانا يعملان فى بيع الفاكهة، وقررا استبدالها بالثوم فى موسمه على أمل تحقيق مكاسب، فيعملان بجد على مدار 12 ساعة متواصلة، للفوز بأكبر عدد من الزبائن: «شغل الفاكهة أحسن بس قلنا نجرب». يستمر موسم الثوم لمدة 50 يوماً، يتنافس فيه التجار، بينما يبحث الزبائن عن الأسعار المناسبة، ويحكى محمد أنه يحصل على المحصول الجديد من مدينة العبور، ويطرحه بـ10 جنيهات للكيلو، والفرم هدية: «الناس يهمها السعر الرخيص أكتر من الجودة، والمشكلة إن مكسبه ضعيف».
لأول مرة تقف «شهد» لبيع الثوم، الذى تشكو من رائحته، مقارنة بالفاكهة، ترش الملح عليه بعد فرمه وتقلبه جيداً ثم تقدمه للزبائن، حسب تعليمات والدتها التى تجلس فى الشارع المجاور لها على «فرش» فاكهة.
تقف السيدة سناء، تنتظر دورها لشراء 10 كيلو ثوم وتخزينها، بعد أن علمت بطرحه فى السوق: «بقسم الكمية علىّ أنا وولادى»، كما تستعين بالثوم القديم فى الأكلات، بسبب قوة رائحته، ولا تشعر بفرق فى الأسعار عن الموسم الماضى: «يا ريت يفضل على كده لآخر الموسم».
«الناس مابتطبخش من الغلا»، هكذا تقول سيدة عبداللطيف، بائعة ثوم منذ 10 سنوات، تشكو من تراجع حركة البيع مقارنة بالسنوات الماضية: «ماكنتش بلاحق على الزباين، دلوقت كيلو اللحمة بـ140 جنيه، وورق العنب بـ40 جنيه، مين له نفس يطبخ؟».
تحكى السيدة الثلاثينية أنها تبيع الثوم فى الموسم فقط، ثم تقضى باقى شهور العام فى صنع «أكل بيتى»، وبيعه من منزلها، منذ رحيل زوجها، حيث أصبحت مسئولة عن ثلاثة أبناء: «كان بينزل يبيع معايا ويجيب لنا التوم من المنيا».