«المنسى» الأسطورة الخالدة للصاعقة
الشهيد أحمد المنسى
أحد رموز الصاعقة المصرية، والأسطورة الخالدة، العقيد أركان حرب البطل أحمد المنسى، قائد الكتيبة 103، هو مقاتل من طراز مختلف، إذ كان يسبق جنود كتيبته إلى الاشتباك مع الإرهابيين، ونال الشهادة دفاعاً عن تراب وطنه.
السيدة «منار» زوجة الشهيد «المنسى»، قالت إن «زوجها بطل بمعنى الكلمة، ولكنه لم يكن البطل الوحيد الذى قدم روحه فى سبيل بلده»، مضيفة أن «هناك العديد من الشهداء الذين قدموا أرواحهم وضحوا بحياتهم من أجل مصر، ليسطروا بدمائهم دروساً فى التضحية والفداء وحب الوطن».
وأضافت أن «أحمد» كان ينتظر اللحظة التى يضحى فيها بحياته من أجل الوطن، وكانت رسائله واضحة لكل زملائه وتلاميذه وكتب على صفحته قبيل استشهاده: «الفكرة إننا نعرف نحبها إزاى بعيداً عن السياسة، فممكن نساهم فى أعمال النظافة.. نحبها زى أولادنا وبيوتنا المهم نحبها»، ثم كتب بعدها «أنا فرحان ومبسوط عشان أنا وصحابى اللى زيى بنموت فى تراب البلد دى، حبوها، يا ريت تحبوها يا إخوانا زى ما بتحبوا أولادكم وشوارعكم، فى النهاية بلدنا بتاعتنا إحنا، حبوها بصدق من قلبكم، وقبيل أن أرحل أوصيكم ونفسى بوطنى الذى يستحق منا العناء، وسلاماً على من اتخذ الكفن رداء».
زوجة الشهيد: انتظر لحظة التضحية بحياته وسيظل قدوة ورمزاً لأجيال كثيرة قادمة
وتابعت: «أنا ماكنتش عارفة القدر مخبى إيه، وفى سبيل مصر ضحى بحياته»، مضيفة «مفيش كلمة أبلغ من كلام الشهيد نفسه عن مصر وعن تضحيته، مفيش أغلى ولا أعظم من أن البنى آدم يضحى بروحه ودمه وأولاده عشان خاطر بلده، وسعيدة بتكريم القوات المسلحة له وبرعايتها لأولاده ودعمها الدائم لنا، وأنه تم تخليد اسمه وإطلاقه على واحد من أهم الجسور التى تصل بنا إلى سيناء، وفخورة أن زوجى البطل سيظل قدوة ومعلماً ورمزاً لأجيال عديدة من بعده». وأوضحت أن الشهيد المنسى تدرج فى جميع الوظائف القيادية فى سلاحه، وكان أحد الأبطال المتميزين فى قوات الصاعقة على النحو الذى يجعل كل من يتعامل معه يحترمه، سواء كان مجنداً يقضى فترة الخدمة أو ضابطاً صغيراً أو قائداً، ومنذ بداية الحرب على الإرهاب فى 2014 تقدم «المنسى» إلى قائد وحدته بطلب الانتقال إلى سيناء، ولكن رفض قائده لأن هناك من يتولى المسئولية هناك، وبعد أن جاء خبر استشهاد العقيد رامى حسانين قائد الكتيبة ١٠٣ وأعز زملاء «المنسى» وقائده الذى سبقه إلى الشهادة كتب «المنسى» لينعاه قائلاً: «فى ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب».
وأضافت: «هنا أصر المنسى على الانتقال إلى الكتيبة ١٠٣ وكان بكل عزم وإصرار هو ورفقاؤه من الكتيبة يصرون على الثأر لزملائهم، وحقق المنسى العديد من الضربات الناجحة للعناصر التكفيرية فى سيناء مما جعله اسماً يتردد ويزعج تلك الفئران الضالة، وأصبحوا يفرون عند سماع اسمه، وصباح يوم السابع من يوليو هاجم الكمين ١٢ سيارة دفع رباعى وعدد كبير من العناصر التكفيرية، ورغم الغدر دافع الأبطال ببسالة عن حصونهم حتى اللحظات الأخيرة إلى أن ارتقوا إلى بارئهم فى منزلة الشهداء بعد أن قتلوا ٤٠ من تلك العناصر التكفيرية الضالة ودمروا ٨ سيارات بمن فيها».