يساريون وليبراليون بالفيوم يطالبون بمحاكمة دعاة قتل المتظاهرين ومواجهة الفتاوى التحريضية ضد السلميين
أعرب عدد من ممثلي التيارات السياسية اليسارية والليبرالية بمحافظة الفيوم عن استيائهم من استمرار صدور فتاوى من شيوخ جماعة الإخوان المسلمين ضد المتظاهرين ضد رئيس الجمهورية والجماعة، وتحريض الناس على قتلهم، واعتبروا ذلك ردة إلى الوراء وأنها استغلال للدين وتشويهه لبعدها عن صحيح الإسلام.
وقال الدكتور نصر الزغبي، عضو مجلس الشعب السابق والقيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بمحافظة الفيوم، إن هؤلاء يتحدثون باسم الإسلام ولا يعرفون عنه شيئا، وأنهم يقفون ضد الإسلام، مضيفا "في الإسلام وقف أحد المعارضين للخليفة عمر بن الخطاب وأعرب عن اعتراضه عليه، بعد أن وقف الخليفة وقال للجميع "إذا وجدتم في إعوجاجا فقوموني"، ووقتها وقف شخص وعلق عليه قائلا: "سأقاومك بالسيف ولكن بعض الحضور اعترضوا على قول الرجل واستنكروا اعتراضه على الخليفة الذي رد عليهم قائلا: "إنه لا خير فيكم إن لم تقولوها.. ولا خير في إن لم أسمعها".
وأضاف الزغبي "هذا يعني أنه يجب تصحيح أي خطأ من الحاكم ولكن بالطرق السلمية، واضفا دعوات إهدار دم المتظاهرين بأنها محاولة لإعادة العجلة إلى الوراء، وأنها تدل على استغلال الدين لتحقيق مصالحهم، مشيرا إلى أن إمام المسجد الإبراهيمي كان يحث الناس على الثورة ضد مبارك ولكنه الآن يعارض التظاهر ضد "مرسي"، وقال عضو مجلس الشعب "إشمعنى الخروج على مبارك كان أمر جيد وضد مرسي أمرا سيئا "، مشيرا إلى أن في الإسلام الحكم لمن غلب وليس مسألة أنه منتخب من عدمه.
وأكد أن دعاة قتل المتظاهرين يلعبون في الوقت الضائع لأن الشعب المصري عرف حقوقه ولن يفرط فيها، وقال: "يحاولون استغلال الدين والدين منهم براء".
فيما وصف عصام الزهيري، منسق الجمعية الوطنية من أجل التغيير بالفيوم، تصريحات الشيخ يوسف البدري، عضو مجمع البحوث السابق، إباحة قتل المتظاهرين ضد "مرسي"، بأنه مشهور بمطارداته القضائية للكتاب والمثقفين ورغبة مريضة منه في تكميم الأفواه والمصادرة على كل من يختلف معه، وأكد أن ظاهرة الفتاوى التي تحرض وتبيح قتل المتظاهرين ضد "مرسي" تدل على عقلية مريضة وفكر رجعي متخلف ومن مظاهر سكر السلطة الذي أصاب الإسلاميين وكشفهم على حقيقتهم، وهي عقلية لا تقبل الديمقراطية إلا لو كانت في صالحها وتعتبر حق الاختلاف ليس حقا أصيلا للمصريين.
وأضاف الزهيري "هم ينافقون ويراوغون حتى يأتي الوقت الذي يتمكنون فيه من قطع الرقاب والألسنة، مشيرا إلى أن تجربة الإسلاميين في مصر تسير في اتجاه تجربة "الخوميني" في إيران"، وقال: "على الشعب المصري وقواه الفاعلة الحية وعلى رأسها المثقفون والسياسيون أن يتصدوا لمحاولة إعادة مصر إلى العصر الحجري وظلام القرون الوسطى".
وأكد الدكتور وليد نصر، الأمين المساعد للحزب المصري الديمقراطي بمحافظة الفيوم، رفضه لمثل هذه الفتاوى التي لا تمت للدين بصلة، وقال إنها مجرد فتاوى لخدمة تيار سياسي ميعن، وأن الثورة قامت من أجل الحرية وحق أي مواطن في التعبير عن رأيه، وحق التظاهر السلمي، وأضاف "لكن ما نسمعه من تكفير للمتظاهرين وإهدار دمهم يجب على الدولة أن تتصدى لهؤلاء الذين يتصدون لتكفير المخالفين ومحاكمتهم".