«سامى» وضع صورة «السيسى» وعلم مصر فى «الكشك».. فقتل «الإخوان» ابنه «أحمد»
إن كنت من أهالى منطقة البراجيل فى أوسيم.. وكان منزلك قريبا من الطريق الدائرى.. وإن كان ابنك فى المرحلة الإعدادية.. أو يلعب كرة فى منطقة ترابية قريبة من الدائرى.. فأنت وهو تعرفان أحمد سامى فوزى صاحب الـ15 عاما.. التلميذ بالصف الأول الإعدادى فى البراجيل. وإن كنت من خارج «البراجيل».. عليك أن تعلم بعض التفاصيل عن الصبى أحمد سامى.. يعيش مع والديه وشقيقيه «مصطفى وصابر» فى كشك عمره 20 عاماً.. الكشك له باب خلفى ضيق يوصلك بغرفة بها سرير وكنبة.. وبها حمام.. هنا «مملكة» هذه الأسرة.. وهنا تجارتهم المتواضعة.. وثروتهم هى حب الناس وتعاملهم الطيب مع الجميع.. أحلامهم متواضعة.. بسيطة.. هى ألا يناموا دون عشاء.. أو لا يشعرون بـ«برد» فى ليل شتاء قارس.. والتعليم والدراسة من باب «إعطاء الفرصة».[FirstQuote]
أحمد سامى قادته المصادفة ظهر أمس الأول «السبت» أن يغير من جدوله اليومى فى إجازة نصف العام.. كان يعشق كرة القدم.. يتجه مع بعض أصحابه إلى منطقة ترابية قريبة من الكشك.. يومياً من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الثانية.. لمدة ساعتين كاملتين.. كان «حريفا».. وجسده النحيف يساعده أن ينطلق ويحلق ويطير بالكرة.. قال كثيرا لشقيقه وأصدقائه: «أنا زملكاوى.. وهابقى لاعب كبير وهاروح النادى وتشوفوا وهنسيب الكشك والنومة دى».. لا يعرف أصدقاء أحمد لماذا توقف عن لعب الكرة ظهر السبت بعد 15 دقيقة من بدء «التقسيمة» وقبل المنافسة مع زملاء وجيران وأصدقاء جمعتهم كرة القدم.
«أحمد» عاد إلى الكشك.. وجلس إلى جوار والديه.. كان صامتاً.. تائهاً.. ومع زحام المكان وتدفق الزبائن لم يسأله الأب أو الأم: «مالك يا أحمد؟».. إلى جوار الكشك.. هناك كشك ملاصق لـ«عم سعد».. هكذا ينادونه فى البراجيل.. أحمد وأسرته لا يشعرون بـ«غيرة» من عم سعد.. «الرزق بتاع ربنا» هم يقولون لأنفسهم ونفس العبارة يرددها «عم سعد» عند حديثه عنهم.. لكلٍ زبونه ولكلٍ رزقه دون أزمات.. جمعتهما الجيرة والصداقة والحب منذ سنوات. علم مصر كان قاسماً مشتركاً بين «الكشكين».. هذا العلم صعد بقوة عقب 30 يونيو إلى المكانين.. فى الأول علمان يتوسطهما صورة للفريق السيسى.. ترفرف هذه الأعلام على كشك والد «أحمد سامى».. العلم وصورة السيسى محسوبة على الكشكين.[SecondImage]
عند الثانية من ظهر السبت.. تجمع عشرات من عناصر جماعة الإخوان أعلى الطريق الدائرى.. وجاءتهم معلومة.. انزلوا عشان فيه عربية شرطة ومدرعة جاية تطاردكم.. وفروا هاربين على سلم حجرى قادهم من أعلى الدائرى إلى حيث كشك عم سعد ووالد الصبى أحمد سامى.. شاهدوا العلمين والصورة.. وكأن «جنوناً» أصابهم.. هرولوا بقوة تجاه الكشك ونزعوا صورة الفريق السيسى وأحرقوها.. ودمروا الكشك.. وبدأت المناوشات.. غالبية هذه العناصر كانت مسلحة.. كان أحمد سامى واقفا بجوار «عم سعد».. بحكم الجيرة.. وخوفا على كشك أسرته ومصدر رزقهم الوحيد.. فى هذه اللحظات.. علت الأصوات.. وخرج بعض الأهالى: «لو سمحتوا امشوا من هنا.. مش عايزين مشاكل».. ودون مقدمات أخرج أحد عناصر الإخوان مسدسا وأطلق بعض الرصاصات الحية تجاه الأهالى.. واحدة أصابت «عم سعد» فى قدمه وسقط يصرخ على الأرض.. أحمد جرى ناحية عم سعد وفجأة سقط بجانبه.. ووضع يده على صدره.. والدم انطلق بغزارة.. هرولت أمه ناحيته.. وقلّبت فيه.. كان «الولد» منتهياً.. الرصاصة أصابته فى مقتل.. اخترقت الصدر.. ومات أثناء محاولة نقله إلى مستشفى إمبابة القريب.. الأب فى محضر رسمى وأمام المستشار محمد بدوى رئيس نيابة أوسيم اتهم عناصر الإخوان بقتل ابنه.. قال الأب: «أنا ماعرفش ليه اتقتل.. كانوا واقفين ومعاهم إشارات رابعة.. وحاطين الشارة على جباههم.. وابنى كان واقف زى الناس.. قدام الكشك.. أنا لو شفت اللى قتل ابنى ممكن ماعرفوش.. أصله كان ملثم.. أنا اتلهيت فى نقل ابنى ومحاولة إنقاذه.. المتهم جرى ومعاه باقى المتهمين». «الوطن» انتقلت إلى مسرح الجريمة فى البراجيل.. آثار الدماء لا تزال موجودة فى المكان.. ملابس أحمد الملطخة بالدماء تحتفظ بها الأم وهى تصرخ وتنادى صغيرها قبل أن تستند على بعض أقاربها وتستقل سيارة ميكروباص.. وينقلون الجثة من المستشفى بعد تشريحها إلى مدافن الأسرة فى قليوب.
يقول مصطفى سامى، 26 سنة، شقيق المجنى عليه، «الساعة 2 ظهرا تجمع أكتر من 40 من جماعة الإخوان على الطريق الدائرى، كلهم ملثمين ورابطين على راسهم شعار رابعة، وقطعوا الطريق وولعوا النار فى كاوتشات، وقطعوا الطريق واشتبكوا مع سائقى السيارات، وواحد منهم عرف إن الشرطة قربت توصل تفض وقفتهم وتقبض عليهم، ماكانش قدامهم غير إنهم ينزلوا أقرب سلم اللى فوق بيتنا، بمجرد ما نزلوا من سلم الدائرى شافوا كشك «سعد»، وهو بيحب الفريق السيسى وحاطط صورة للسيسى، وأعلام مصر، حطموا الكشك، وقطعوا صورة الفريق السيسى، ولما «سعد» حاول يبعدهم عن الكشك ويلم البضاعة التى اتبعترت فى كل حتة، واحد منهم شتمه، وضربوه بالجنازير.
أهالى المنطقة شافوا المنظر وجات منهم واحده شتمت الملثمين، وضربوها وبدأ تبادل ضرب الزجاجات الفارغة والمولوتوف والحجارة بين أهالى المنطقة والملثمين، وساحة المعركة وصلت للمنطقة فيما بعد الدائرى.
فى التوقيت دا أحمد كان واقف بيحاول يبعد أى حد يقرب من الكشك خايف عليه، وخصوصا لما شاف اتنين من الإخوان بياخدوا صناديق بيبسى فاضية من الكشك عشان يضربوا بيها ضد الأهالى.
بدأنا نسمع ضرب نار من ناحية الملثمين والناس كلها شافت واحد منهم بيضرب نار، على الأهالى وكل ما يضرب يستخبى فى واحد من زمايله، وشوية «سعد» وقع على الأرض ولقيناه مصاب بطلقة فى رجله، وأحمد جرى عليه وقبل ما يوصله، وقع على الأرض وبعدين قام تانى يجرى لمسافة متر أو متر نص ووقع تانى على الأرض، الناس جريت عليه لقيناه حاطط إيده على صدره.
جرينا عليه بسرعة ورحنا بيه على مستشفى إمبابة العام، مارضيوش يستقبلوه، ووديناه على معهد القلب، والدى ووالدتى وصلوا هناك بعدنا، ودخلنا قعدنا فى الاستقبال لمدة 10 دقايق، وحاولوا إسعافه فى المستشفى، وطلعت الممرضة وقالت البقاء لله».
صورة من مخاطبة للطب الشرعي لتشريح جثمان الضحية