خبراء: فرصة لاحتضان الشباب ومواجهة محاولات تفتيت القارة السمراء
الشاذلى وأبوزيد
اعتبر خبراء متخصصون فى الشئون الأفريقية أن ملتقى الشباب العربى والأفريقى، الذى ستنطلق أعماله 16 مارس الحالى وتستمر 3 أيام، فرصة حقيقية لتعزيز الانتماء والهوية العربية والأفريقية، وخلق نوع من التفاهم، والوعى بالقضايا الوطنية، فى ظل سعى القوى العالمية لتفتيت هذه المجتمعات، كما أنه يعمق دور الشباب فى القارة الأفريقية.
وقال السفير محمد الشاذلى، سفير مصر السابق فى السودان، الخبير بالشئون الأفريقية، إن الشباب هو المستقبل، والتفاعل بين الشباب المصرى والشباب الأفريقى خطوة مهمة فى توطيد العلاقات المصرية الأفريقية، مضيفاً أن الشباب له تطلعات محددة منها التعليم والصحة، ويجب أن يكون هذا الملف على رأس أولويات المؤتمر المقبل، وبحث وتوفير بيئة مناسبة لاحتضان الشباب توفر التعليم والصحة والرياضة والثقافة لأنها محددات تخلق إنساناً سوياً.
وتابع أن تفاعل الشباب المصرى والأفريقى مع بعضهم فى المؤتمرات يخلق روحاً من المودة والتآلف والانتماء، مشيراً إلى أن المؤتمرات الشبابية التى تتبناها مصر منذ حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى تعتبر خطوة نحو بناء المستقبل فى القارة السمراء، مؤكداً أن هذا المؤتمر سيتطرق إلى الاستثمار فى أفريقيا بهدف دعم فرص مصر ومكانتها، خصوصاً أنها كانت لديها مشروعات ساهمت بقوة فى الاستثمار الأفريقى ورفع راية مصر داخل القارة السمراء، مثل شركة النصر للاستيراد والتصدير التى تقلص نشاطها تماماً خلال الفترة الماضية، ويجرى العمل على إعادة إحيائها من جديد وستوجد بقوة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن مصر كان لها دور كبير فى بناء البنية التحتية فى أفريقيا، والقطاع الخاص لديه أنشطة ومشروعات كبيرة هناك، ويجب إنشاء جهاز يكون معنياً بحماية الاستثمار فى أفريقيا، لأن ذلك يعمل على دعم الوجود السياسى والاقتصادى المصرى فى القارة السمراء، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون هناك أولوية فى مكافحة الفساد والعنصرية فى أفريقيا لأنهما يعوقان فرص التقدم والتنمية ويفرضان حالة من عدم الاستقرار داخل القارة، ومصر لديها تجربة ناجحة فى مكافحة الفساد يجب نقلها على المستوى الأفريقى للاستفادة من الموارد فى القارة.
سفير شباب أفريقيا: سيحقق السلام والوحدة ويستثمر الطاقة الشبابية فى التنمية.. وباحث فى «الأمن الإقليمى»: يعزز الانتماء والهوية العربية والأفريقية
ونوه بأن «مصر السيسى» تعلمت من الفترة التى أُهملت فيها أفريقيا ودفعت القاهرة الثمن غالياً لأنها أهدرت فرصاً استثمارية كثيرة، بعد تسلل دول معادية إلى أفريقيا، وهو ما نعمل على إغلاقه حالياً ونسعى بشتى الطرق لتحسين الأوضاع فى القارة على كافة المستويات.
من جانبه، قال عبدالله كجاما، سفير الشباب الأفريقى بمصر، المراقب العام للاتحاد العام للطلبة الأفارقة بمصر، إن مصر هى بيت الشباب الأفريقى، وهناك مبادرات كثيرة للشباب فى مصر استفدنا منها كثيراً، ومنها المؤتمرات الشبابية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى التى نتفاعل فيها مع الشباب المصرى، مضيفاً أن هذه المؤتمرات فرصة حقيقية للبحث عن كيفية استثمار الطاقة الشبابية فى دفع عجلة التنمية داخل القارة السمراء، واعتبر أن إطلاق أسوان عاصمة الشباب الأفريقى لعام 2019، يعد حدث العام وسيعزز التعاون ويزيد الانتماء لبعضنا البعض.
وشدد على أن مصر حريصة على رصد التحديات التى تواجه الشباب الأفريقى لأنها تؤمن أن الشباب هم المستقبل ولا تنمية بدونهم وتضع على رأس أولوياتها التطوير والتنمية والسلام فى أفريقيا وتحقيق الوحدة الأفريقية.
وأوضح الدكتور أحمد أبوزيد، الباحث فى إدارة الأزمات والأمن الإقليمى، أن مؤتمرات الشباب التى تعقد تحت رعاية الرئيس السيسى هى إحدى ثمار السياسة الوطنية فى الاهتمام بالشباب المصرى وحققت نجاحاً كبيراً من خلال فعالياتها التى اتسمت بالطابع العالمى من حيث القضايا التى تناولتها، ما أدى إلى تعميم الفكرة واستنساخها سنوياً فى فعاليات أكبر كان أبرزها منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ.
وأضاف «أبوزيد»، أن القيادة المصرية وجهت بوصلة اهتمامها لتدشين فعاليات متخصصة كان من بينها قبل شهور قليلة اختيار مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقى، ليتواكب ذلك مع أولويات رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، واهتمام مصر البالغ بتعزيز التعاون والتكامل بين دوائر سياساتها الخارجية العربية والأفريقية.
وتابع أن هذه المؤتمرات والفعاليات تعزز الانتماء والهوية العربية والأفريقية، مشيراً إلى أن قرار تدشين منتدى عربى أفريقى للشباب يعد بادرة طيبة فى تحرك الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى وهو قرار حكيم يعكس مكانة مصر كبوابة للعالم نحو أفريقيا ونافذة أفريقيا على العالم.
وأكد أن مصر قامت بأنشطة عديدة تجاه أفريقيا منها دمج الطالب الأفريقى فى المجتمع المصرى، ونموذج محاكاة الاتحاد الأفريقى الذى يتم تنفيذه مع جامعة القاهرة الذى يهدف إلى تنمية الوعى بقضايا القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن المؤتمرات المهتمة بالقضايا الشبابية تتيح فرصاً لقيادات شبابية أفريقية وعربية يكونون فى المستقبل أحد صناع القرار، ومناقشة رؤى وأفكار الشباب المختلفة حول التحديات التى تواجه القارة السمراء والوطن العربى.
وشدد «أبوزيد» على أن التفاعل بين الشباب المصرى والأفريقى يخلق نوعاً من التفاهم بينهم ويزيدهم معرفة بقضايا بلدانهم ليكونوا أكثر وعياً وتماسكاً فى ظل القوى العالمية التى تحاول أن تفتت مجتمعاتنا، موضحاً أن مواجهة هذه المخططات تعمق دور الشباب فى القارة الأفريقية.