«ميخائيل وأم موسى» احترفا تشكيل الورق.. الفكرة يابانى والصنعة مصرى
«ميخائيل» وسط منتجاته اليدوية
ميخائيل رتيب وأم موسى ميخائيل، زوجان يعيشان فى مدينة أسوان «عاصمة الثقافة والفنون وعاصمة الشباب الأفريقى»، هو مدرس رياضيات، وهى ربة منزل، بعد 20 عاماً من الزواج وجدت الزوجة طريقها إلى الإبداع بمحض الصدفة، فعندما كانت تجلس «أم موسى» مع صديقة لها قامت بطى ورقة وكونت منها شكلاً بسيطاً، لتعود إلى منزلها وتجمع ما تبقى فى المنزل من أوراق مستخدمة وتضفرها معاً لتطويها بعد ذلك ثم تقطعها وتعيد المحاولة مرة وأخرى، حتى لاحظ زوجها وظن أنها لعبة تروّح بها عن نفسها، خصوصا بعد أن فقدت «ماجد» ابنها منذ 7 سنوات، تركها «ميخائيل» بين أوراقها، ثم بدأ يشاركها اللعبة والضحك، حتى نجح فى بداية الأمر فى عمل «سبت»، وقال «ميخائيل» لـ«الوطن»: «بعد فترة لقينا نفسنا عملنا سبت، واتعجبنا إن إحنا عرفنا نعمل حاجة».
أصبحت لعبة الأوراق التى تبدأ بشراء الجرائد القديمة والأوراق المستخدمة وأحياناً غير المستخدمة ثم قصها وتضفيرها هى شغل الزوجين الأسوانيين منذ 2017، حيث كانت «أم موسى»، 45 عاماً، تقوم بتضفير الورق وطيه بطرق مختلفة وفقاً للشكل الذى اختاراه معاً، ثم يأخذ «ميخائيل»، 55 سنة،، الشكل المتكون بعد أن اشترى مواد كيميائية ليقوم بخلطها عليه بهدف أن يكتسب الشكل قوة وصلابة لاستخدامه فيصبح فى قوة الخشب، ثم تأتى مرحلة التلوين فيشترك الزوجان بعد أن تمكنا من عمل تشكيلات لونية بدرجات مختلفة، وتظل تلك الدائرة من العمل لمدة قد تصل إلى 5 أشهر لإنتاج قطعة ديكور على هيئة «بجعة» يصل طولها إلى 90 سم أو قد ينتهى العمل خلال أقل من شهر إذا كان الشكل علبة لتقديم الشيكولاتة أو حفظ المجوهرات.
أشكال عدة ينتجها الزوجان يمكن استخدامها كقطع للديكور كزهرة اللوتس والبجعة والورود أو للاستخدام المنزلى العادى مثل أطباق التقديم والأسبتة والسلال، وقام «ميخائيل» وزوجته بتطويرها على مدار 3 أعوام من تجارب النجاح والفشل، وعن ذلك يقول الزوج: «أخدنا بذرة من فيديو يابانى على اليوتيوب لأن فن الورق أو الأورجامى أصله يابانى، وبعدين علمنا نفسنا بنفسنا فكنا أحياناً بننجح وأحياناً لأ وصرفنا كتير علشان إحنا حابين نعمل ده وواخدينها هواية ومرة فى مرة عرفنا نطلع شكل قوى يستحمل الاستخدام العادى حتى إن بعض الناس بتفتكره خشب أو بلاستيك مش ورق».
أسوان كما أصبحت عاصمة الثقافة بما لها من باع ونصيب كبير من التراث والأدب فإن أهلها يعاصرون كل ما هو جديد حول العالم طالما توافر فيه عنصر الإبداع، ولأن فن الأورجامى أو التصميم باستخدام الورق هو فن منتشر فى العالم أكثر من درجة وجوده فى مصر، فإن مدرس الرياضيات يحرص مع كل عمل ينتهى من إنجازه أن يعرضه على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ويصف كل صورة بكلمات من اللغة العربية ويتبعها بترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية وغير ذلك من لغات كى يضمن أن تصل أعماله لمن يستطيعون تقدير أعماله وما ينفقه فيه من وقت وجهد ومال، حيث إن الأقارب والجيران وكل من يسمع عن أعمالهما يبدى إعجابه ولكن يعجز عن الشراء لارتفاع السعر بسبب ارتفاع التكلفة، وعلى الرغم من صعوبة تصدير تلك الأعمال فإن معظمها يظل راكداً لدى آل ميخائيل ولكن يكتفى الزوج والزوجة بسماع الإشادات سواء من داخل مصر أو من أصدقائه حول العالم الذين يتابعونه عبر موقع «فيس بوك»، خصوصاً المتابعين الروس، ليأمل «ميخائيل» أن يجد يوماً من يقدر هذا الفن: «ماقدرش أبيعه غير لحد يقدر يشوف الإبداع اللى فيه ويقدره وإن مالقتش أنا مبسوط باللى بعمله لأنه هوايتى أنا وزوجتى وماكناش متوقعين نوصل لده».