انفرد المصريون القدماء بالعديد من الأسرار التي تركت العالم في حيرة، بينها سر بناء الأهرامات الثلاثة التي تعد من علامات التميز المعماري للحضارة المصرية، وكذلك سر التحنيط.
وظل الطبيب الألماني أوجست جوتفريد كنوتشي يحاول التوصل إلى سر التحنيط، حتى استطاع التوصل إلى سر سائل التحنيط واخترعه وحنط عددا من الجثث، ومنها جثته دون استخراج الأعضاء الداخلية مثلما كان يفعل المصريون القدماء.
ولد "أوجست" عام 1813 في مدينة فرابيورج الألمانية، ثم التحق فيما بعد بكلية الطب وعمل في مستشفى الجامعة، وبعد تخرجه انتقل إلى "فنزويلا" بأمريكا الجنوبية، كأحد المهاجرين الألمان، حسب ما ذكر موقع "thevintagenews" البريطاني.
وعمل "أوجست" كطبيب في عام 1840، ثم أحضر زوجته وابنته من ألمانيا للعمل كممرضة ومساعدة له، واستطاع أن يحصد حب الناس بسبب شجاعته عندما عالج المرضى دون خوف من الإصابة بالكوليرا التي كانت متفشية في ذلك الوقت، واعتمدت جامعة "فنزويلا" أوراقه بعدها كطبيب رسمي وليس مهاجر في عام 1845.
وساعد "أوجست" في إعادة تأسيس "مستشفى سان خوان دي ديوس"، التي ساهم فيها في علاج كثير من الجنود المصابين خلال الحرب الفيدرالية عام 1859، وقرر بعدها العمل على تحنيط الجثث وكيفية تحلل جسم الإنسان.
وبعد العديد من المحاولات ابتكر "أوجست" سائل التحنيط، الذي يتم حقته عبر الأوردة، وقام بتجربته على العديد من جثث الجنود دون الحاجة لاستخراج أعضائهم الداخلية.
وحنط "أوجست" العديد من الأشخاص، أبرزهم توماس لاندر الصحفي و السياسي الفنزويلي، بعدما طلبت منه عائلة لاندر أن يتم تحنيطه.
وقبل وفاة "أوجست" طلب من مساعدته بعد رحيل زوجته وابنته إلى ألمانيا، أن يتم تحنيطه وأعطاها جرعة من سائل التحنيط، وأوفت المساعدة بما طلبه منها "أوجست"، ودفن جسده في ضريح بمنطقة هاسيندا في عام 1929 ومعه سر سائل التحنيط الذي لم يعطه لأحد على الإطلاق.
تعليقات الفيسبوك