منذ فترة، بدأ محمد ياسين محاولات تنظيف محيطه، شيئاً فشيئاً جذب إليه الأطفال، الذين راحوا يساعدونه بشغف ومحبة، وسط حفاوة من أسرهم، حتى امتد الأمر إلى أفكار متعلقة بالتطوير، ليقرر الرجل استغلال بعض المناور ذات المساحة الكبيرة، فى زراعة أشجار، كان العنب من بينها.الرجل ذو الـ55 عاماً، كان يعمل بمصنع فى مدينة العاشر من رمضان، ويتابع مثل غيره عشرات المبادرات المتعلقة بالنظافة والتشجير، حتى أخذ قراراً بالبدء بنفسه فى القطامية، وانضم له عدد من الأطفال بعد ذلك، وصار لكل واحد منهم دور فى ذلك العمل، الذى يبدأ بالتنظيف أولاً، ثم الزرع.
«المناور مساحتها واسعة، وممكن نستغلها فى حاجات كتيرة، بدل ما تبقى مكان الناس ترمى فيه الزبالة»، يحكى الرجل، الذى سارع إلى شراء بعض النباتات قبل تحديد مكان زراعتها، وحين وجد فى المناور مساحة جيدة للاستغلال، ولقى قبولاً لدى بعض ملاك تلك المنازل، بدأ فى تجهيزها فوراً مع عدد من الأطفال: «اشترينا 5 شجرات عنب، وبنعمل تكعيبة عشان لما تكبر وتفرّع تلتف حواليها الأوراق والغصون».كثير من الخشب والمساعدة، احتاجها «محمد» لصنع التكعيبة برفقة شباب وأطفال تطوعوا وتبنّوا الفكرة: «شوقى ومحمد اتنين شباب بيساعدونى باستمرار، بس الأهم الجهد اللى بيبذله الأطفال زى عمرو وبلال وأحمد ويوسف وياسين وأسماء، دورهم مهم وأساسى».
يحرص «محمد» على تعليم الأطفال النظافة والزراعة، ويشاركهم العمل، سواء فى تنظيف بعض الأماكن أو المساهمة فى الزرع، ويرى أن للأمر مردوداً إيجابياً عليهم: «المناور لما تتزرع، وتبقى كلها خضرا وفيها فواكه مختلفة، هتخلق مظهر جمالى، وأصحاب المنازل مش معارضين، ونفسى كمان يتحركوا بنفسهم ويقلدونا».
تعليقات الفيسبوك