أطباء نفسيون: التحليل النفسى مهم للسائقين لضبط انفعالاتهم أثناء الخطر.. وضرورى للوظائف الأكثر تعاملاً مع المواطنين
د. سعيد عبدالعظيم
أجمع عدد من أطباء وأساتذة علم النفس على أهمية التحليل النفسى لسائقى القطارات وكل الوظائف التى تتعامل مع المواطنين بشكل مباشر، لافتين إلى أن التحليل وحده لا يكفى فى تشخيص الفرد، ليكشف ما إذا كان مضطرباً أو سوياً، وأنه مجرد عامل مساعد، يسبق مرحلة التشخيص والعلاج، كما أنه يختلف من فرد لآخر، وله عدة معايير يقاس من خلالها التحليل النفسى للشخصية، مشيرين إلى قلة عدد المحللين النفسيين.
أشار الدكتور سعيد عبدالعظيم، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إلى أهمية تطبيق «التحليل النفسى» على سائقى القطارات وجميع الوظائف المتعلقة بحركة سير القطارات داخل محطة مصر، لأنه سوف يساعد على الحد من الحوادث المتكررة، والتى تحدث غالباً بسبب عدم معرفة السائق بالتعامل مع المواقف الخطرة، ولا يتمكن فيها من ضبط أعصابه، وبحسب كلامه: «التحليل النفسى لسائقى القطارات لا يقل أهمية عن كشف المخدرات، لأنه سوف يعمل على اختيار الأفراد المنضبطين نفسياً، والذين لديهم قدرة على التعامل فى حالة الطوارئ».
"السيد": أربع جلسات لتحديد طبيعة الحالة.. و"عبدالعظيم": الفحص النفسى يستلزم العرض على جهاز كشف الكذب
فيما أوضح «عبدالعظيم» أن مصطلح «التحليل النفسى» غير دقيق، والأصح على حد وصفه: «الفحص النفسى»، وأضاف أن هذه الثقافة غير موجودة فى المجتمع المصرى، وغير مفعّلة بالشكل الصحيح، موضحاً: «مفيش وظيفة فى مصر بتخلى شرط من شروط التقديم ليها الفحص النفسى، حتى الوظائف القيادية والسيادية فى المجتمع»، مشيراً إلى أهمية الانتباه لتعميم «الفحص النفسى» قبل التقدم إلى أى وظيفة، تجنباً لحدوث المشاكل، وتابع: «مفروض على الأقل الاختبارات النفسية، لكافة المناصب القيادية والمسئولة فى الدولة»، مشيراً إلى أن الفحص النفسى يقوم على طرح عدد من الأسئلة للفرد، ووضعه على جهاز كشف الكذب، كإجراء ضمن الفحص ونتائجه تكون أسرع.
وتقول هالة السيد، أستاذ الطب النفسى، إن التحليل النفسى عامل مساعد لمعرفة سلوك الفرد، وذلك من خلال سلوكه تجاه موقف أو قضية معينة، ومن ثم يأتى التشخيص الذى على أساسه تتم معرفة الوضع النفسى للحالة وبالتالى تتم تشخيص العلاج المناسب له، وأضافت «السيد» أن هناك عدة طرق للقيام بالتحليل النفسى، منها عرض صور أو رسومات على الفرد المفترض تحليله نفسياً، ومن ثم طرح الأسئلة عليه عن ما تحتويه الصورة، بحسب قولها: «ممكن أعرض عليه صورة بنت حزينة، وأبدأ أسأله تفتكر إيه سبب حزنها، ولو أنت مكانها هتعمل إيه»، مشيرة إلى أن ردود الفرد على هذه الأسئلة سوف توضح لها ما يشعر به، وما هو السلوك الذى سيسلكه لو وُضع فى الموقف نفسه، وتتابع: «سلوك الفرد بيقدر يوضح شعوره إذا كان مضطرباً، أو سويّاً، أو لا، لأن تصرفاته هتكون تلقائية تجاه الموقف»، وأوضحت «السيد» أن المعدل الطبيعى المناسب لعمل التحليل النفسى والخروج منه بنتيجة هو خضوع الفرد لـ4 جلسات، يقوم خلالها بعمل اختبارات، والتحدث مع الطبيب النفسى بطبيعة حياته ومشاكل عمله، وتضيف: «ما ينفعش أحكم على الشخص، أو أحلله نفسياً فى مقابلة واحدة».
فى سياق متصل، قال يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن نسبة وجود التحليل النفسى فى المجتمع المصرى ضئيلة، وذلك بسبب عدم وجود عدد كافٍ من المحللين النفسيين، وأشار «عبدالمحسن» إلى أن المحلل النفسى من الممكن أن يكون خريج كلية الآداب قسم علم النفس، وليس بالضرورة أن يكون طبيباً نفسياً، وتابع أن جانباً من التحليل عبارة عن جعل الفرد يتحدث كثيراً عن حياته وذكرياته منذ طفولته.