مشهد من فيلم أولاد الذوات
تعتبر مصر من الدول الرائدة في الفن السينمائي في العالم، ومرت بالكثير من التجارب في الأفلام الصامتة حتى ظهر إلى النور في مثل هذا اليوم 14 مارس عام 1932 أول فيلم روائي ناطق باللغة العربية.
فيلم "أولاد الذوات" يسرد حياة شخص يدعى "حمدي بك" قبل أن يقرر الانتحار تحت عجلات القطار، لأنه ترك نفسه لشهوته وعشق فتاة فرنسية تاركًا ورائه زوجته، ويفاجأ بعد ذلك بخيانة تلك الفتاة له مع عشيقها، فيطلق عليها الرصاص ويحكم عليه بالسجن.
وعقب انقضاء فترة حبسه يقرر العودة إلى مصر مرة أخرى، ويفاجأ حين عودته بأن لديه ابن لا يعلم عنه شيء، ويشاهد فرحه، وهنا تخبره زوجته بأنها تزوجت من ابن عمها عندما ظنت أنه مات بالسجن في باريس، ويودع "حمدي" ابنه متمنيا له السعادة بعروسه الجديد ويلقي بنفسه تحت عجلات القطار.
الفيلم جمع كوكبة عظيمة من رواد فن التمثيل في مصر؛ والذين أتوا من المسرح لتقديم أول فيلم مصري ناطق باللغة العربية، فجمع الفيلم "يوسف وهبي، أمينة رزق، سراج منير"، فضلا عن الممثلة الأجنبية كوليه دو ارفيي، وحسن فايق، وأنور وجدي، حينما كانا في بداية حياتهما الفنية.
ولكن المفاجأة الحقيقية بالفيلم كانت لكوكب الشرق أم كلثوم، فجميع أغاني الفيلم كانت بصوتها، وهذا يدل على إدراك أم كلثوم لأهمية الفن السينمائي ووضع مصر على خريطة السينما العالمية، وقدمت أم كلثوم بالفيلم أغنية "ياما أمر الفراق" في المشهد الذي جمع يوسف وهبي و"كولبيه دو" في مشهد العوامة.
كتب قصة الفيلم والسيناريو والحوار الفنان يوسف وهبي وشاركه في الكتابة المخرج محمد كريم الذي أخرج الفيلم أيضًا، وقدم محمد كريم في العام نفسه فيلم "الوردة البيضاء" من بطولة محمد عبدالوهاب وزكي رستم ودولت أبيض.
أنتج الفيلم شركة أفلام رمسيس نجيب، وصنف الفيلم بأنه "درامي" لما تحتويه القصة من عبرة ودروس للجمهور المشاهد، وعرض الفيلم للجمهور المصري في 14 مارس عام 1932.
تعليقات الفيسبوك