"بيوت الرب" في مرمى نيران التطرف: الأديان بريئة من الإرهاب
الحادث الإرهابي بنيوزيلندا
نددت المؤسسات الدينية في مصر بالحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة «كرايست تشيرش» بنيوزيلندا، أثناء أداء صلاة ظهر الجمعة، ما أسفر عن استشهاد 49 شخصا وإصابة العشرات.
وأصدر الأزهر الشريف، بيانا باللغتين الإنجليزية والعربية، حذر خلاله، من تحول التعايش الراسخ بين سكان المجتمع الواحد لسفك الدماء المعصومة، كذلك حذر من انتهاك حرمة بيوت الله، معتبرًا الحادث جرس إنذار على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة، وأن يبذل مزيد من الجهود لدعم قيم التعايش والتسامح والاندماج الإيجابي بين أبناء المجتمعات، بغض النظر عن أديانهم وثقافاتهم.
الأزهر: جرس إنذار.. مفتي الجمهورية يدعو لفتح تحقيقات موسعة.. وزير الأوقاف: استهداف دور العبادة أبشع صور الإرهاب
وأدى المصلون بالجامع الأزهر صلاة الغائب على أرواح شهداء وضحايا الهجوم المؤلم، داعين المولى عز وجل أن يرحمهم ويتغمدهم بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وأكد الشيخ محمد زكي، أمين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف سابقا، وخطيب الجامع أن الحادث عدوان آثم تستنكره كافة الأديان والأعراف والتقاليد، ويرفضه كل العقلاء، كما أنه عدوان على حرمات الله تعالى.
ونعى الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وخطيب مسجد الفتاح العليم، شهداء الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، مضيفاً في خطبته اليوم الجمعة، إن الإرهاب في أي مكان في العالم جرم لا يغتفر، ولابد من التضافر على دحره وهزيمته ومقاومته بشتى الطرق وأنه لم يعد عند الإرهابيين حرمة لشيء لا الإنسان ولا العمران ولا بيوت الله ولا شعيرة صلاة الجمعة.
وأنهى خطبته: "نتقدم بخالص العزاء إلى شعب نيوزيلندا، وللملكة الأردنية والسعودية لأن بعض رعاياهما سقطوا في ذلك الحدث الأليم، ونعقد العزم على أن يكون لنا في الأسابيع المقبلة عمل وتعبئة في وجه الإرهاب وفكره ومفاهيمه وتياراته وتمويله والدول الراعية له".
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية أن الهجوم الإرهابى، يتنافى مع كافة الأديان والشرائع السماوية التى تحرّم الاعتداء على الآمنين والأبرياء وترويعهم فما بالنا بالاعتداء على بيوت الله تعالى التى يذكر فيها اسمه، داعياً إلي ضرورة فتح تحقيقات موسعة حول هذا الهجوم الإرهابى الخسيس للوقوف على حقيقة تداعيات وأسباب الحادث ، والجماعات الإرهابية التى تدعم مثل هذه الهجمات الإرهابية وتسعى لاستهداف بيوت الله تعالى ونشر الفتن فى المجتمعات الغربية.
وقال الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الجريمة الإرهابية التي وقعت في نيوزلندا تتطلب تكاتفا دوليا لمكافحة خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا والتطرف بكافة أشكاله وأنواعه، مشدداً على أهمية اتخاذ تدابير لحماية دور العبادة من الإرهاب والإرهابيين.
دور الإفتاء في العالم تدعو لتكاتف دولي لمكافحة خطاب الكراهية
ودعا مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء لتجريم الإسلاموفوبيا والتمييز العنصري ضد المسلمين، ويجب على المجتمع الدولي بكافة مستوياته العمل على سن تشريع دولي يوَّصف الإسلاموفوبيا باعتبارها عملًا إرهابيًا لا يقل خطورة عن إرهاب داعش والقاعدة.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع للدار أن العمل الإرهابي الخسيس يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين بعينه أو مجتمع دون آخر، وأن التنظيمات الإرهابية تتلقى قبلة الحياة والعودة مرة أخرى إلى ميدانها عبر تلك الأعمال الإرهابية التي تحدث ضد المسلمين في الغرب. ودعا المرصد وسائل الإعلام المختلفة إلى توصيف الحادث بالإرهابي، واعتبار مرتكبيه إرهابيين يجب أن يعاملوا كما هو الحال مع عناصر داعش والقاعدة وبوكوحرام وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الاعتداء على الآمنين ودور العبادة واستهداف الأبرياء يعد من أبشع صور الإرهاب، وأنها أفعال خسيسة لا يقوم بها إلا فاقدو الحس الإنساني، ولطالما أكدنا أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له، وأن شره مستطير، وما لم يتكاتف عقلاء الإنسانية لدحره فإن العواقب ستكون وخيمة على العالم كله و لن ينجو من شره أحد.
واضاف: الحوادث الإرهابية البشعة تتطلب تتضافر الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وداعميه، وديننا الحنيف عني بتأمين دور العبادة حتى في حالات الحرب، فنهى عن التعرض للرهبان في كنائسهم أو صوامعهم أو الأحبار في بيعهم، ويجب أن يتبني المجتمع الدولي قانونا صارما يعد الاعتداء على دور العبادة جريمة ضد الإنسانية وسفك دماء الآمنين بها من جرائم الإبادة الجماعية دون أي تفرقة بين دين وآخر.
فيما طالب الدكتور عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الصوفية ورئيس ائتلاف دعم مصر الحادث الارهابى بتكاتف المجتمع الدولى أزاء تلك الحوادث التى تهدد الانسانية والتعايش المشترك وأخذ خطوات فعلية وعملية لمواجهة هذا التطرف والارهاب.
ودعا الدكتور عبدالله الناصر حلمى الأمين العام لإتحاد القوي الصوفية، في بيان له، بضرورة مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، كذلك ضرورة اتخاذ اجرائات فعالة لتطوير والخطاب الدينى بما يصحح المفاهيم الاسلامية الصحيحة والتبراء من الافكار المتطرفة والشاذة.
بابا الفاتيكان: متضامن مع المسلمين.. كنائس مصر: الحيوان لا يقتل أخاه بهذه الوحشية.. الأرثوذكسية تدق الأجراس حدادا
في سياق متصل قال بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، إنه متضامن مع المسلمين بعد اعتداء نيوزيلندا الإرهابي.
فيما أدان الأب بولس جرس الأمين العام لمجلس كنائس مصر، الهجوميين الإرهابيين، مضيفاً فى بيان له: الحادث ليس دينا وليست مسيحية ولا إنسانية ولا ترتقي حتى الى مستوى الحيوانية فلا حيوان يقتل أخاه بهذه الوحشية.
وتابع الأمين العام : ما كان يليق بالمجرم تلويث اسم المسيح الطاهر بجريمته النكراء التى استهدف بها جماعة من المصليين الأبرياء في مدينة كريست تشرش” مدينة المسيح بنيوزيلاندا، ولا كان يليق بالسلطات المدنية أن تترك مثل هؤلاء المختلين عقليا والمهوسيين دينيا، طلقاء يعبثون بحياة الأبرياء.
وقدم المجلس تعازيه لأسر الضحايا، مصليا من أجل راحة نفوسهم فى فردوس النعيم مستنكرا فى الوقت نفسه أى جريمة ترتكب باسم الدين في أي مكان وتحت أي مسمى
ونعت الكنيسه القبطية الأرثوذكسية الهجوم الارهابي الغاشم ، مقدمين التعازي لأسر الشهداء وأن الكنيسة تصلي من أجل شفاء جميع المصابين والمجروحين.
وأكدت الكنيسة أنها ستدق أجراسها حدادا على الشهداء، في أوكلاند نيوزيلاند، ظهر يوم الأحد، تضامنا مع أخوتنا المسلمين في جميع أنحاء نيوزيلاند والعالم أجمع.
وأكدت الطائفة الإنجيلية، بمصر أن هذا العمل الإجرامي الذي استباح الآمنين، وأزهق عشرات الأرواح بدم بارد، معتديًا على الحق في الحياة، أقدس الحقوق الإنسانية وأسماها.
وتؤكد الطائفة أن هذا العمل البشع تدفعه كراهية بغيضة تزدري الآخر وتستبيحه، مضيفاً: نصلي أن يمنح الله عزاءً وسلامًا لأهالي الشهداء ، وأن يمنَّ بشفائه العاجل على المصابين، وأن يبسط سلامه الذي يفوق كل عقل على كل العالم.
وأوقف رئيس الطائفة اجتماعًا للصلاة يحضره رؤساء المذاهب الإنجيلية وأعضاء المجلس الإنجيلي العام و1500 قائد وقس من كافة المذاهب الإنجيلية، ضمن فعاليات مؤتمر الألف خادم الإنجيلي الثالث بوادي النطرون، وطلب الصلاة لأجل الشهداء والمصابين مدينًا كل أشكال العنف ضد العابدين من أي ديانة وجنسية.