خبراء: «التنظيم» بدأ «الاغتيالات» بمساعدة أجهزة استخبارات دولية
رفض عدد من الخبراء الأمنيين المطالب التى تنادى بإقالة اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، مشيرين إلى أن ذلك ليس الحل فى مواجهة الإرهاب، وذلك على خلفية اغتيال اللواء محمد السعيد، مساعد وزير الداخلية، مدير المكتب الفنى بالوزارة، محملين تنظيم الإخوان الإرهابى مسئولية عملية الاغتيال، مؤكدين: «التنظيم بدأ مرحلة الاغتيالات».[FirstQuote]
وقال الدكتور إيهاب يوسف، الخبير فى إدارة الأزمات الأمنية: إن تنظيم الإخوان الإرهابى بدأ تنفيذ السيناريو الثالث من خطته، وذلك بتصفية لواءات «الداخلية»، وإحداث حالة من الرعب والخوف داخل الجهاز الأمنى من خلال سلسلة من الاغتيالات.
وأضاف لـ«الوطن»: التنظيم الإرهابى ارتأى الرد على مقولة وزير الداخلية التى قال فيها: «اللى عايز يجرب يقرب»، فنفذ العملية الإجرامية داخل مديرية أمن القاهرة التى تعد قلب العاصمة، مشيراً إلى أن اغتيال اللواء محمد السعيد إشارة موجهة لوزير الداخلية، خصوصاً أن الشهيد يعد المسئول عن كل الملفات الفنية بمكتب الوزير. وشدد اللواء يوسف على ضرورة تغيير المنهج الشرطى فى التعامل مع الإرهابيين أعداء الدولة، مع ضرورة رفع التدريبات داخل الجهاز الأمنى ودعمه بأحدث الوسائل التكنولوجية لضبط الجناة فى أسرع وقت. وقال الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر للشئون السياسية: إن حادث اغتيال اللواء محمد السعيد ضريبة الولاء للوطن فى حربه على الإرهاب، مشيراً إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابى خرج عن وعيه، وأصبح يعيش فى حالة من الثأر لن يكتوى بنارها غيرهم، موضحاً أن الدعوات التى تطالب بإقالة وزير الداخلية من بعض النخب السياسية والخبراء الأمنيين غير واقعية، خصوصاً أن ما يجرى إجهاضه دون الإعلان عنه من العمليات الإرهابية أضعاف ما تعلن عنه الأجهزة الأمنية. وقال اللواء محمود زاهر، الخبير العسكرى: إن مرحلة الاغتيالات بدأت بالفعل كما كان متوقعاً، موضحاً أن اغتيال مساعد وزير الداخلية جاء رداً على محاكمة الرئيس المعزول وأعوانه، مشيراً إلى أن خريطة الاغتيالات لا تتضمن مسئولى وزارة الداخلية أو الجيش فقط لكن أيضاً رجال الإعلام والقضاء ورموز المجتمع، ناصحاً كل من يشعر بأنه مستهدف بحماية نفسه من خلال تغيير مواعيده ولا يخرج فى موعد محدد أو يسير فى طرق محددة أو سيارة واحدة حتى لا يتم رصده من قِبل العناصر الإرهابية.
واختلف «زاهر» مع من يطالب بإقالة وزير الداخلية بدعوى استمرار الحوادث الإرهابية، مؤكداً أن الإقالة فى هذا التوقيت ليست حلاً لكنها ستزيد الأمور تعقيداً وتمنح الإرهابيين إحساساً بالانتصار والنجاح فى مهمتهم.
وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكرى رئيس «مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية»: «إن الجماعة تستخدم جميع الوسائل المتاحة لها للتخديم على العمليات الإرهابية التى تستهدف فى المقام الأول سفك الدماء وإزهاق الأرواح، لبث حالة من الرعب بين المواطنين وإرسال رسالة للخارج بأن مصر بلد غير آمن وأن جماعة الإخوان قادرة على تحويل البلاد كلها إلى بحور من الدم».
وأضاف «سيف اليزل»، لـ«الوطن»، أن «الإخوان يعمدون إلى تعديل خريطة العنف والإرهاب كلما فشلوا فى مرحلة، وعلى سبيل المثال، فبعد أن فشلوا فى تعطيل عملية الاستفتاء على الدستور بدأوا يفكرون فى تكثيف سلسلة التفجيرات واستهداف قيادات وشخصيات عامة، وهذا يؤكد أن الجماعة الإرهابية تهدف إلى القتل وإزهاق الأرواح بكل الطرق سواء باستخدام التفجيرات أو السيارات المفخخة أو اغتيال الشخصيات العامة، والهدف الوحيد هو القتل الذى لا يفرق بين مدنيين أو عسكريين». وأوضح الخبير العسكرى أن «سلسلة الاغتيالات التى لجأت إليها الجماعة منذ اغتيال المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى ومروراً بمحاولة اغتيال وزير الداخلية وانتهاء باغتيال مدير المكتب الفنى للوزير، ستستمر خلال الفترة التى ستسبق إجراء الانتخابات الرئاسية بل إنهم سيحاولون التوسع فى أعمال العنف والاغتيال محاولين عبثاً إفساد عملية بناء دولة المؤسسات». من جانبه، قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى والاستراتيجى: «إن الإخوان لم تغير من استراتيجية الإرهاب والعنف التى أعلنت عنها عقب سقوط حكم الجماعة، ومعلوم أن سياسة الاغتيالات مُعلن عنها منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة، ولا بد أن يتذكر الجميع أن الإخوان لن يرتدعوا عن عمليات الاغتيال والتفجيرات وإحداث الفوضى فى البلاد إلا بالقوة، حتى لو وصل الأمر إلى قتلهم فى كل مكان يوجدون فيه»، حسب قوله، لافتاً إلى أن «الإخوان أعلنوا صراحة الحرب ضد الدولة والشعب بمعاونة أجهزة استخبارات عالمية.