استشاري "ترميم المتحف المصري": "النايلون" يحمي التماثيل من الطلاء
أعمال ترميم المتحف المصري
"فرح ميرت آمون" كان التعليق الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، تعقيبا على صورة لتماثيل بهو المتحف المصري بالتحرير، والتي أحيطت بغطاء من النايلون ما جعلها أشبه بفستان الزفاف.
"الوطن" استطلعت الوضع داخل المتحف للوقوف على حقيقة الصور المتداولة، وكشفت أن البهو الرئيسي للمتحف يخضع لعملية ترميم شامل ضمن المرحلة الثانية لأعمال الترميم التي يخضع لها المتحف، والتي بدأت بإزالة طبقات الطلاء القديمة للمتحف للكشف عن لونة الحقيقي، ومن ثم بدأ اعمال الترميم وتجديد شبكة الكهرباء وانتهاء بأعمال الطلاء التي استدعت أحاطت التماثيل بأكياس "النايلون" لحمايتها من الطلاء.
وقال المهندس رامز عزمي استشاري المشروع، إن شركة نوعية البيئة الدولية بدعم من الاتحاد الاوروبي بدأت أعمال الترميم بمحو معالم الاعتداء الذي تم على المتحف على مدار أكثر من نصف قرن، مشيرا إلى أن المتحف عانى كثيراً على مدار السنوات الأخيرة من حاله شديدة من الإهمال والذي أصبح بدوره في طريقه إلى تشويه الصورة الحضارية لمصر وآثارها، فأصاب الإهمال جميع أجزاء المتحف من جدران وأرضيات ونوافذ وبوابات وإنارة وحمامات ومعامل ترميم ومكاتب.
وأضاف أن "المتحف عانى من مشكلات كثيرة فنجد أن السقف تأثر من المظلات الخرسانية المضافة إلى عمارة السقف وتمثل أحمالاً زائدة على السقف ، كما تم إضافة أحمال هائلة على السقف من مواد عازلة ورمال وبلاط وعلى الرغم من ذلك لم تمنع أعمال عزل السقف من سقوط الأمطار الغزيرة إلى داخل قاعات المتحف وتعريض معروضات المتحف للخطر".
وقال المهندس عماد فريد المشرف على المشروع " المتحف كان مطلياً بأكثر من لون واستعانا بالمشارط الجراحية للوصول للون الأصلي وعن أرضيات المتحف في الطابق الأول والمزود ببلاطات رخامية، لم يكن لها برنامج صيانه دوري وكثير منها مكسور ويحتاج إلى تبديل وبعضها الذي تم استبداله بالفعل فقد تم استبداله ببلاطات أخرى مخالفة للأصلية ويظهر ذلك واضحاً من لون البلاطات".
وأكمل: "أما الطابق العلوى فقد اختفت أرضيته الأصلية أسفل طبقات من أرضيات بلاستيكية اصطناعية قبيحة الشكل، لا تتناسب مع وضع المتحف وما يحتويه من كنوز أثرية لا تقدر بمال". وتابع: "عملية إزاله الطلاء للوصول للحوائط لم يكن بالأمر اليسير حيث كان لزاما علينا التعامل بحرص شديد بما لا يضر بحوائط أصبحت هي بحكم الزمن أثر في حد ذاتها وبما لا يعيق العمل في المتحف الذي لم يتوقف يوميا عن استقبال زائرية، وهو ما دفعنا للجوء لحلول غير تقليدية منها استخدام المشارط الطبية لإزالة طبقات الطلاء الغير مرغوب فيها".
وأضاف: "كنا حريصين على استعادة الطلاء الأصلي والحفاظ علية وإعادة الطلاء فقط في حال وجود تمديدات كهربائية قد تكون سببا في أزاله اللون الأصلي الأصفر الصحراوي بالنسبة للمناطق التي تحتوى علي الأشرطة الزخرفية وزخارف التيجان، والتي تم تحديدها مسبقا والتعرف عليا من خلال العينات السابقة حيث يتم إزالة الطبقات بحرص وبشكل يدوى للحفاظ على معالم الزخارف والنقوش".