الاستثمار الرياضى بوابة مصر لامتلاك 100 «ملك» فى الملاعب العالمية
محمد صلاح
تمتلك مصر الكثير والكثير من المواهب الكروية التى لم تجد الفرصة والبيئة الملائمة لسطوع نجمها فى ملاعب العالم مثل العديد من النجوم المصريين أبرزهم محمد صلاح وهانى رمزى وميدو ومحمد زيدان وأحمد حسن وغيرهم، ويرجع ذلك إلى ضعف البنية الاستثمارية فى المجال الرياضى فى مصر، والتى بإمكانها الاستثمار فى المواهب الصغيرة وتنميتها كما هو الحال فى القليل من الأكاديميات الموجودة فى مصر، ومن ثم تسويقها إلى العالم.
ويأتى ذلك مع تغير منظور العالم لكرة القدم، واستغلالها كإحدى أهم القنوات الاستثمارية الهادفة للأرباح الهائلة ليس على مستوى الأشخاص فقط وإنما على مستوى الدول أيضاً، فتمكنت فرنسا أن تحقق دخلاً اقتصادياً بلغ 1.22 مليار يورو من استضافتها لكأس أوروبا 2016 التى قُدرت تكاليفها بـ200 مليون يورو فقط، لتحقق بذلك انتعاشة اقتصادية من خلال تنظيم بطولة لكرة القدم.
الأندية العالمية تنفق 100 ضعف الإنفاق المصرى على رعاية المواهب
كما أصبح حجم سوق الرياضة العالمية يفوق الدخل القومى لـ130 بلداً، حيث يمثل دخل كرة القدم فى البرازيل 5% من إجمالى الدخل البرازيلى، فيما بلغ حجم صناعة الرياضة فى الصين 1.9 تريليون يوان، أى ما يعادل 294.1 مليار دولار فى 2016، وتوقعت «فوربس» الأمريكية وصول صناعة الرياضة فى الولايات المتحدة إلى 73.5 مليار دولار بحلول عام 2019، لتتفوق بذلك على العديد من الصناعات التقليدية، وهو ما يجعل اقتصاد الرياضة لدول كثيرة محركاً مهماً للاقتصاد الوطنى.
ووفقاً لقائمة «فوربس» لأغلى 15 نادياً فى العالم بنهاية 2018، بلغت قيمة مانشستر يونايتد 4.12 مليار دولار، محققاً أعلى إيرادات بقيمة 737 مليون دولار خلال موسمى 2016 و2017، وبلغت قيمة ريال مدريد 4.09 مليار دولار، وبرشلونة 4.06 مليار دولار، كما قُدر متوسط قيمة أندية كرة القدم الـ20 الأغلى فى العالم بـ1.69 مليار دولار، بزيادة نسبتها 14% مقارنة بالعام الماضى، و74% مقارنة بعام 2013، وبقيم نامية ومدفوعة بزيادة الإيرادات.
وتعتبر الرياضة بمثابة أداة فعالة لتعزيز الإيرادات السياحية وتحقيق التنمية، على غرار ما شهدته مدينة ليفربول الإنجليزية خلال العقود السابقة، حيث كان نادى «ليفربول» بمثابة المحرك الأول للنشاط الاقتصادى فى المدينة.
ونتج عن الشعبية الكبيرة للنادى توافد الملايين للمدينة على مدار العام وإقامتهم فيها، الأمر الذى عزز من إيرادات السياحة والنشاط التجارى فى المدينة، ودفع لامتداد العمران فى الحدائق المجاورة لمقر نادى ليفربول.
وفى الوقت الذى وصل فيه الاستثمار الرياضى لذروته عالمياً، لا تزال مصر تحاول تنشيط الحراك الاستثمارى داخل المجال الرياضى والخروج من دائرة دورى الشركات إلى دورى المحترفين، وبالفعل ظهر عدد من التجارب داخل الدورى المصرى تبشر بالتوجه نحو الاحتراف، أبرز هذه التجارب نادى وادى دجلة الذى تأسس منذ 2002 على يد مجموعة وادى دجلة الاستثمارية، ونادى بيراميدز الذى استحوذ على نادى الأسيوطى من قبل رجل الأعمال والوزير السعودى تركى آل شيخ، ونادى مصر للمقاصة، الذى جاء نتيجة استحواذ شركة مصر للمقاصة على نادى «هويدى» الفيومى بعد صعوده للدورى منذ عدة سنوات.
ويرى العديد من الخبراء فى مجال الرياضة أن زيادة مخصصات الإنفاق على النشاط الرياضى وأنشطة الشباب هى الوسيلة الأهم فى دعم المنظومة الرياضية وإضافة كوادر جديدة للألعاب المختلفة وبالتحديد لعبة كرة القدم، وطالبوا بأن تتوجه الدولة للأقاليم ولا تركز فقط على القاهرة الكبرى فى رحلة الكشف عن المواهب، بدليل النجاح الكبير الذى حققه دورى بيبسى للناشئين، واكتشافه للعديد من اللاعبين المميزين الذين يأتى فى صدارتهم محمد الننى، نجم أرسنال الإنجليزى ومنتخب مصر.
وتنفق الدوريات المتقدمة فى أوروبا على مراكز الناشئين وكشف المواهب نحو 100 ضعف الإنفاق فى الدول النامية، ومن بينها مصر، وبدأت العديد من الأندية فى إنشاء أكاديميات خارجية للكشف عن المواهب وبالتحديد فى أفريقيا التى أصبحت مورداً مهماً لنجوم لعبة كرة القدم حول العالم.