ثروت أباظة - أرشيفية
يعتبر ثروت أباظة من أشهر الأدباء المصريين، فقد تميز بكتابة القصة القصيرة والرواية والمسلسلات الإذاعية وحولت بعض أعماله إلى أفلام سينمائية كان أشهرها "شئ من الخوف".
ولد ثروت أباظة في 15 يوليو عام 1927 بمحافظة الشرقية، وبدأ حياته الأدبية في سن صغير، حينما بلغ ستة عشر عامًا فكان يكتب القصة القصيرة، وبالرغم من ذلك التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وتخرج منها عام 1950 وبدأ حياته العملية كمحام.
واستمر في ابداعه الأدبي في القصة القصيرة وبدأ كتابة عدد من المسلسلات الإذاعية التي حققت نجاحا وبدأ اسمه يتردد في الإذاعة، وكانت من أشهر أعماله الأدبية "شيء من الخوف، هارب من الأيام، ثم تشرق الشمس، الضباب، أحلام في الظهيرة، طارق من السماء، الغفران، لؤلؤة وأصداف".
وفي حوار صحفي للكاتب ثروت أباظة نشر في أبريل 1984 وفقًا لـ"أرشيف الصحافة المصرية" التابع لمكتبة الإسكندرية"، قال: "كان والدي مثلا أعلى في حياتي فقد كان أديبًا من الدرجة الأولى، واصطحبني منذ الصغر إلى مجالس الكبار فعاصرت الحياة السياسية والأدبية والفكرية وإليه يرجع الفضل في كل ما توصلت إليه فإذا كنت صاحب كلمة فالفضل لأبي".
وعن بداياته الأدبية يقول ثروت أباظة "أهم يوم في مرحلة شبابي وأنا أبلغ من العمر 16 عامًا، حينما أرسلت مقالا لمجلة الثقافة ونشرت دون معرفة والدي وكان المقال باسم مستعار وكان يومًا حاسمًا لأنه حدد مسار طريقي في الأدب، وكنت أنوي أن أخذ المحاماه في طريقي مع الأدب ولكن اتضح لي أنه لا يمكن الجمع بين عملين كل منهما حر".
ويؤكد ثروت أباظة أن أكثر الأيام حسمًا في حياته يوم أن كتب عنه الدكتور طه حسين مقالا كاملا عن روايته "هارب من الأيام" وأضاف بأنه كان لا يطمع حتى في أن يقرأها عميد الأدب العربي ولكنه قرأها وكتب عنها وكان هذا بمثابة دفعة كبيرة لثروت أباظة وجواز مرور له كأديب في عالم القصة والرواية.
وعن علاقته بنجيب محفوظ قال ثروت أباظة "صلتي به وثيقة جدا تمتد إلى أربعين عاما وهو بالنسبة لي أستاذا ورائد الرواية العربية بلا جدال، وهو صاحب فضل علي ودائما يقرأ أفكاري ويعرف ما سوف أكتب"، وبعد تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال في تسعينيات القرن الماضي، ذهب ثروت أباظة إلى المستشفى للاطمئنان على صحة نجيب محفوظ ولكنه أجهش بالبكاء، حينما رآه فداعبه نجيب محفوظ قائلا: "انت جاي تطمن عليا ولا أنا اللي حتطمن عليك، هو انت جاي تعيط هنا هو انت اللي انضربت"، بحسب جريدة "الأهرام" عدد 16 أكتوبر 1994.
وقدم عدد كبير من الأعمال الأدبية للكاتب ثروت أباظة في السينما والمسلسلات التليفزيونية مثل "شيء من الخوف" عام 1969، و "هارب من الأيام" عام 1965 والعديد من الاعمال الفنية الأخرى التي لاقت نجاحا كبيرا، ونال ثروت أباظة العديد من الجوائز والتكريمات على مدار مشواره الأدبي والفني مثل "جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982".
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 17 مارس عام 2003 بعد صراع مع المرضعن عمر ناهز 76 عامًا.
تعليقات الفيسبوك