قصة مجلة "الكرازة".. أسسها شنودة ووصفها كيرلس بـ"الجزارة"
شعار مجلة الكرازة
بعد أن دخل "نظير جيد" إلى الرهبنة، توقفت إسهاماته الصحفية عبر مجلة "مدارس الأحد" التي داوم الكتابة فيها منذ تأسيسها عام 1947 حتى عام 1954، إلا أنه بعد رسامته أسقفاً للتعليم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1962، وجد ضالته في أن يؤسس مجلة جديدة خاصة بالكلية الإكليريكية عام 1965، حملت اسم "مجلة الكرازة" تصدر شهرياً، وتولى رئاسة تحريرها، حتى منحته في العام التالي نقابة الصحفيين عضويتها.
خلاف حدث بين البابا كيرلس السادس، والأنبا شنودة حول طريقة إدارة الكلية الإكليريكية، لتتحول المجلة وقتها إلى منبر للهجوم على ونقد البابا كيرلس السادس، وصلت لذروتها في العدد الصادر يونيو 1968، ليلقبها البابا كيرلس وقتها بمجلة "الجزارة" وأمر بإيقافها بحجة أن الكنيسة لن تصرف على مطبوعة تهاجمها، ما جعل الأنبا شنودة يشن منها الهجوم على الكنيسة ويقلب طلبة الكلية الإكليريكية على البابا، حتى تظاهر الطلبة ضد البطريرك داخل الكاتدرائية مرددين هتافات "يسقط البابا".
وعقب وصول البابا شنودة للكرسي البابوي، تحولت المجلة إلى أسبوعية، واختصت بأخبار الكنيسة عموماً، وظل البابا يرأس تحريرها، ويكتب المقالات فيها، وكان أخطر أعدادها الصادر في 4 أبريل 1980، وحمل قرار المجمع المقدس بإلغاء جميع الاحتفالات بعيد القيامة وقتها، والاكتفاء بالصلاة في الكنائس، وعدم تقبل تهاني العيد، واعتكاف المطارنة والأساقفة في الدير خلال العيد وعدم صلاتهم في كنائسهم، وغلق الكاتدرائية المرقسية بالعباسية احتجاجاً على ما يتعرض له الأقباط وقتها.
وتوقف المجلة مع عزل البابا شنودة، وعادت مع عودته، وتحولت منذ عام 1990 إلى مجلة نصف شهرية، وتعرضت المجلة لفترة لعدم الانتظام في الصدور بسبب سفر البابا للخارج.