نزيلات «العباسية» يحوّلن آلامهن لإبداع: نبقى مجانين لو خرجنا
«عبير» إحدى نزيلات المستشفى أمام منتجاتها من المشغولات اليدوية
طاولات تحكى عن إبداعاتهن، تكسوها مشغولات يدوية متنوعة ما بين كروشيه، وتريكو وأركيت ولوحات، تخطف العين بمجرد النظر إليها، لا يمكن أن يصدق أحد أنها نتاج نزلاء مستشفى العباسية للأمراض النفسية.
عبير رجب، دخلت قبل 20 عاماً للعلاج من الإدمان، ثم انتقلت إلى قسم الأمراض النفسية، بسبب إصابتها بانفصام، لم تستسلم، اشتركت فى أنشطة عدة، واستقرت فى نشاط التأهيل بتعلم فنون المشغولات اليدوية وصناعة السجاد: «باطلع رحلات.. ومبسوطة هنا».
ترفض صاحبة الـ46 عاماً فكرة الخروج حتى بعد تعافيها: «أبقى مجنونة لو خرجت». المدّة نفسها قضتها سارة عبدالله، داخل جدران «العباسية»، حاولت التخلص من مرض الاكتئاب بتعلم فنون الكورشيه والتريكو والرسم.
"وفاء": اتخنقت من الوحدة وجيت هنا.. و"سارة": باعالج نفسى بالتريكو
«مقطوعة من شجرة».. هكذا تصف «سارة» نفسها، قضت من عمرها 20 عاماً فى العلاج، ترفض فكرة الخروج بعدما تخطت الـ62 عاماً «الشغل ده بيخلينى مرتاحة نفسياً».
تفضّل وفاء إبراهيم، 50 عاماً، مشغولات الـ«أركيت» وصُنع الورود من ورق «الفوم»، وتهوى الرسم والغناء والتمثيل، تتذكر أنها تزوجت من سعودى، وطلبت الطلاق بسبب «ضرتيها»، وعاشت مع والدتها، وبعد رحيلها طلبت من شقيقها دخول مستشفى العباسية. مجدى حسن، مدير قسم التأهيل بالمستشفى والمشرف على هؤلاء النزيلات، يؤكد لـ«الوطن» أن الهدف من هذا المعرض السنوى رفع الوصمة عن المريض النفسى.