رجل أنيق، وقور الهيئة، حاد الملامح، يرتدي ملابس ثمينة، وبصدد استقلال سيارته الفارهة، قبل أن يباغته مسلح من حيث لا يدري فيرديه قتيلا.. مشهد لم يره أهالي نيويورك "إحدى مواطن المافيا"، منذ أكثر من 30 عاما، عندما اغتيل زعيم مافيا "جامبينو" السابق، بول كاستيانو، عام 1985، بعدة رصاصات، ليتكرر المشهد مرة أخرى بعد 34 عاما، وتحديدا في 13 مارس 2019.
6 رصاصات أنهت حياة فرانك كالي، البالغ 53 عاما، زعيم عائلة "جامبينو"، والتي تُعد واحدة من 5 عائلات مافيا كبيرة تدير الجريمة المنظمة في نيويورك، في مشهد درامي أشبه بأفلام هوليوود وسلسلة "الأب الروحي" الشهيرة.
اغتيال "كالي" أثار الجدل والتساؤلات حول المتورط في الجريمة، هل هي واحدة من عائلات المافيا؟ وهل هذا سيشعل حرب عصابات كما كان يحدث في "زمن آل كابوني" في فترة الثلاثينيات والأربعينيات؟.
وقعت الجريمة بطريقة درامية، حيث كان القاتل يستقل شاحنة نقل واصطدم بسيارة زعيم المافيا التي كانت متوقفة خارج منزله، في محاولة لجذب انتباهه، وما إن خرج زعيم المافيا من المنزل حتى أمطره القاتل بوابل من الرصاص اخترق جسده وأرداه قتيلا.
شرطة نيويورك ألقت القبض على الشاب أنطوني كوميلو، البالغ 24 عاما، للاشتباه في تورطه بالجريمة، حيث إنه يتردد على عدة أماكن في جزيرة ستاتن بنيويورك، مكان وقوع الجريمة، كما أن سيارته النقل كانت متوقفة بالقرب من مكان الجريمة، والمفاجأة أن "كوميلو" كان على علاقة بفتاة من عائلة زعيم المافيا القتيل، والذي "لم يكن راضيا عن العلاقة"، وهو ما أثار الشكوك حول "كوميلو" الذي لم تذكر الشرطة، إن كان لديه سجل إجرامي أم لا.
وفي نيويورك توجد 5 عائلات مافيا من أصول إيطالية صقلية تدير الجريمة المنظمة منذ عقود طويلة في الولاية وعدة ولايات مجاورة، وهذه العائلات هي: جامبينو، جينوفيسي، لوكيزي، بونانو، كولومبو.. ودخلت هذه العائلات في صراع تارة ووفاق تارة أخرى من أجل فرض النفوذ، واتخذت العلاقات بينها وأوضاعها في المدينة حالة من المد والجزر، والهدوء والغليان، إما بسبب الهدنة فيما بينها أو بسبب التشديدات الأمنية واعتقال كبار قيادات عائلات المافيا.
تعليقات الفيسبوك