"سي إن إن": مواقع الإنترنت تنشر التطرف
جانب من صلاة ممثلي اﻷديان على ضحايا الحادث الإرهابي في نيوزيلندا - أرشيفية
ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية اﻷمريكية أن المذبحة الأخيرة التي ارتكبها إرهابي في مسجدين بنيوزيلندا، الجمعة الماضية، أبرزت مفارقة مريرة، وهو أن الإرهابي الذي قتل ما لا يقل عن 50 شخصًا يشبه في أمور كثيرة عضوًا في تنظيم "داعش" الإرهابي، وحتى إذا كانت حياته مختلفة بطريقة ما، فقد انتهى به الأمر وارتكب جرائم قتل في مكان آخر باسم أفكار مشابهة لأفكار التنظيم، وذلك بصرف النظر عن أن نوع التطرف والكراهية مختلفان، لكن لديهما شيء واحد مشترك على الأقل وهو استخدام شبكة الإنترنت كأداة للتطرف.
وتابع تقرير الشبكة اﻷمريكية أنه ربما تكشف التحقيقات عن الكثير الذي لا نعرفه عن المشتبه به وخلفيته، ولكن دراسة حركات التطرف واﻷنواع المشابهة من الهجمات الإرهابية يمكن أن تعطي فكرة عامة عن شخصية الإرهابي، فهو شاب في العشرينيات من عمره، له سجل جنائي بسيط، وربما يكون من المحتمل أن يكون له تاريخ من الكراهية أو العنف تجاه المرأة، وربما شيء أخير وهو أنه قد أمضى قدرا كبيرا من الوقت على الإنترنت.وتابع تقرير "سي إن إن" أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها دور في نشر ثقافة التطرف، لكن وسائل التواصل الاجتماعي، غالبًا ما تكون مقترنة بعوامل أخرى، فهي تسمح بتكوين مجموعات بسهولة ومشاهدة العديد من الفيديوهات، وتستفيد المواقع من عوائد الإعلانات بسبب نسبة المشاهدات العالية التي تحققها تلك الفيديوهات.
ونقل التقرير عن جيسيكا ستيرن، أستاذة أبحاث في كلية باردي للدراسات بجامعة بوسطن والمؤلفة المشاركة في كتاب "داعش .. دولة الإرهاب" قولها: " من يتصفحون المواقع المتطرفة يلتقطون أيديولوجية تساعدهم على تبرير غضبهم وخيبة أملهم، وهذا شيء متاح، وبينما يتراجع نشاط داعش على اﻷرض، لاحظنا أن من يقتنعون بأيدلوجية داعش ولم يكونوا مسلمين، وجدوا اﻷفكار المتطرفة جذابة للتعبير عن غضبهم وخيبة أملهم".
وتابع التقرير أنه على الرغم من كل الانتقادات التي تستحقها الشبكات الاجتماعية بشأن المحتوى المتطرف الذي يتم بثه، فقد تصدت هذه الشبكات لذلك المحتوى واتخذت إجراءات حقيقية لمواجهة طوفان من أنصار داعش والمحتوى التابع لها، كما يمكن لنفس الشبكات أن تتخذ إجراءات مماثلة يمكن لشركات التكنولوجيا الكبرى أن تتخذ إجراءات مماثلة ضد المتطرفين العنصريين الذين يعتقدون بتفوق العرق اﻷبيض.
وقال "سيمس هيوز"، نائب مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن: "القضية على المواقع الرئيسية يجب ان تكون إزالة للمحتوى المرتبط بتنظيم "داعش"، وهذه الديناميكية نفسها لم تحدث عندما يتعلق الأمر بمواقع المتطرفين البيض".