حوار|مدير "wipo" لـ"الوطن": يجب دعم أفكار الشباب لأنها رأس مال مستقبلي
محررة "الوطن" مع فرنسيس جيري، المدير العام لمنظمة wipo العالمية للملكية الفكرية
تأتي الملكية الفكرية بمثابة محرك قوي يدفع عجلة التقدم والتنمية وتساهم في تنمية رأس المال البشري وخلق بيئة محفزة على الإبداع وتشجيع الاستثمار والحد من "هجرة الأدمغة"، الأمر الذي يعود بالنفع على الدول في تغذية الجهاز الاقتصادي ككل، حيث إنها ضرورة في تكوين الثروات وتنمية الاقتصادات.
وفي هذا الصدد، تهدف المنظمة العالمية للملكية الفكرية أو"wipo" التي تأسست في عام 1970 إلى تقديم المساعدة لضمان حماية حقوق المبدعين وأصحاب الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم، إيمانا بأن الحماية الدولية للملكية الفكرية حافز يشجع الإنسان على الإبداع ويدفع بعجلة التجارة الدولية نحو الأمام.
على هامش مشاركته ضمن فعاليات ملتقى الشباب العربي الأفريقي بمحافظة أسوان، حاورت "الوطن" فرنسيس جيري، المدير العام لمنظمة wipo العالمية للملكية الفكرية، وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، لمعرفة رأيه فيما يحتاجه الشباب في الوقت الراهن وكيف يمكن للمنظمة أن تدعم الشباب المبتكر والمبدع.
إلى نص الحوار:
- ما رأيك في الملتقى بشكل عام من حيث جمعه للشباب العربي والأفريقي تحت مظلة واحدة؟
الملتقى بشكل عام فرصة جيدة للشباب لطرح أفكارهم المتعلقة بالمشاريع الناشئة الخاصة بهم لتطويرها والعمل على توسيع تطبيقها ونشرها في قارتهم ومن أجل هذا نهتم بدعم حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمخترعين والمبتكرين وأصحاب المبادرات الجيدة على مستوى العالم لأن ذلك بداية نجاح الفكرة.
وضرب مثالا بالسيد روبيك صاحب ابتكار مكعب روبيك الشهير، كان صغيرا في السن حين توصل إلى اختراعه ولم يستطع حماية ملكية فكرته لعدم انتشار أهمية ذلك المفهوم حينها، وبعدها أصبحت فكرته ناجحة جدا.
- لماذا يجب نشر الوعي بأهمية الملكية الفكرية بين الشباب؟
أفكار الشباب الناشئ هي رأس مال شركات كبرى في المستقبل، ولذلك يجب على كل دولة أن تهتم بحماية أفكار شبابها ومساعدتهم في تحديد أهدافهم، ولكن لا يجب أن يقتصر الأمر على حماية الملكية الفكرية بل تمتد إلى الدعم الكامل للفكرة لنجاحها.
- ما التحديات التي تواجه الشباب المبتكر وأصحاب الأفكار الرائدة في القارة الأفريقية؟
التحديات تنقسم إلى شقين هما عدم الإدراك الكامل بمفهوم وأهمية الملكية الفكرية لأفكار الشباب الناشئ في كل دولة، إلى جانب عدم توافر دعم مادي لهذه المشاريع وهذا الشق تحديدا يواجه كثير من الشباب حول العالم ليس فقط في القارة الأفريقية.
- ما دور مؤسسة wipo في دعم أفكار الشباب الناشئ؟
نعمل من خلال برامج كثيرة على النهوض أولا بالوعي بمفهوم الملكية الفكرية، والملكية الفكرية مصطلح لا يقتصر على المبتكرين وأصحاب الأفكار الرائدة فقط بل يمتد ليشمل الكُتاب والمؤلفين والفنانين الشباب وكلها قطاعات من الضروري احترام الملكية الفكرية للشباب المتميز بها.
- كيف يمكن لأصحاب أفكار المشاريع الجديدة والابتكارات التواصل مع WIPO للحصول على دعمها؟
نحن لا نقدم دعما ماديا مباشرا للشباب ولكن نوفر معلومات تساعدهم في أفكارهم ولدينا برامج لدعم المخترعين، حيث نساعدهم في إعداد طلب براءة الاختراع من خلال فريق متخصص من المحامين يتبرعون بوقتهم لمساعدة الشباب حول العالم، حيث إن إعداد براءات الاختراع أمر مكلف ونحن نساعد الشباب فيه من خلال الموقع الرسمي الخاص بنا عبر الإنترنت.
- بخلاف نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية هل تدعم WIPO الشباب بأشكال آخرى؟
بالفعل نوفر للشباب عددا من المنح التعليمية، منها درجات الماجستير في مجال الحقوق الفكرية ودورات صيفية، ومن خلال موقع المنظمة أيضا تعمل WIPO من خلال برامج كبيرة لنشر الوعي بأهمية الملكية الفكرية لحماية أفكارهم ودعمها، فالهدف الذي نسعى إليه ليس فقط حماية الملكية الفكرية وإنما دعم الأفكار لاستمرارها ونحاول من خلال منصتنا أن نصنع علاقات بين الشباب في أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت.
- ماذا توفر المنظمة للشباب في الدورات التدريبية الصيفية؟
نعطي للطالب برامج دراسات ملكية فكرية وبرامج إدارة وتوعية بحقوق الملكية الفكرية لتخريج أجيال ناشئة لديها الوعي الكافي بكيفية حماية حقوقهم وأفكارهم.
- هل المنح والدورات متاحة للشباب العربي والأفريقي أيضا من خلال الـwipo؟
نعم، بالفعل المنظمة تقدم الدعم والمشورة والتدريبات اللازمة عبر موقعها الإلكتروني لكل الشباب حول العالم سواء الدول الأوروبية والعربية والأفريقية، ونحن نسعى من خلال مشاركتنا في هذا الملتقى العربي الأفريقي إلى نشر الهدف الذي انطلقت من أجله منظمتنا وهو احترام أفكار الغير وحقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم.