رئيس لجنة تحكيم بجائزة حمد الشرقي: "المستقبل واعد بكتابات الشباب"

كتب: رضوى هاشم

رئيس لجنة تحكيم بجائزة حمد الشرقي: "المستقبل واعد بكتابات الشباب"

رئيس لجنة تحكيم بجائزة حمد الشرقي: "المستقبل واعد بكتابات الشباب"

قالت الأديبة السعودية، الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري، رئيس تحكيم فرع رواية الشباب بجائزة حمد الشرقي، والتي أعلن عنها منذ أيام: غالبًا ما أسمع في الأوساط الثقافية وبين المثقفين أن روايات الشباب لا ترقى لمستوى الرواية، ولا تعدو كونها محاولات لإثبات الوجود، ولكن فاجأني القائمون في هيئة منتدى الفجيرة الثقافي باختياري رئيسة تحكيم لجائزة الرواية الشبابية، يعني أنني سأكتفي من البحث وستأتي الروايات إليّ كعينة للكشف عن المخبوء والنظر في مستوى الكتابة الروائية للشباب.

وأكدت أنها كانت تجربة تستحق التوقف عندها، فلم تكن مسيرة التحكيم سهلة، ولم تكن صعبة،وطرقاتها مليئة بالدهشة حيث الزخم الروائي الجميل الذي يخبرنا أن الرواية مازالت بخير، وقد اطلعت في البداية على الكثير من الروايات الشبابية وكانت تتراوح ما بين الجيد، والجيد جداً، والممتاز، ومع تحديد القائمة الطويلة والتي كانت عبارة عن عشر روايات ارتفعت وتيرة التميز حتى وصلنا للقائمة القصيرة بخمس روايات.

ومن أبرز الروايات التي تم استبعادها منذ البداية تلك الروايات المكتوبة بالعامية، والتي تحتوي على أخطاء نحوية وإملائية، والتي تتحدث عن الذات الإلهية، والمليئة بالأدب الايروتيكي، أيضاً التي لا يتوفر فيها البناء الفني للرواية، كذلك الروايات التي نشرت قبل الإعلان عن نتائج المسابقة.

وفازت بالمركز الأول رواية "التزياف" للروائي المغربي الشاب قاسم ليبريني حيث تحكي عن فارس جريح هارب من فرسان يطاردونه لينتهي به المطاف إلى الاختباء بغار بقمة جبل، لتنتقل الرواية إلى الحديث عن طفل طموح يغادر المدرسة لإيجاد عمل يجعل منه غنيا ليساعد أمه وأخته على تغيير الوضع المادي، ليجد نفسه بعد ذلك متوغلا وسط عصابة متخصصة في التنقيب عن الكنوز، يرى أحلاما تخبره عن خاتم غريب اسمه التزياف وعند استيقاظه يجد أنه يعيش أحلامه في الواقع وكأنها رؤى تتحقق، بعد مغامرات عديدة وبتوجيه من رجل جريح يزوره في أحلامه يتمكن من الوصول إلى التزياف بعد عملية حفر داخل غار بقمة جبل، ليكتشف أن العصابة أنشئت خصيصا لتجد هذا الخاتم لكونه ينبئ بأحداث المستقبل.

ويرفض تسليمه لرئيس العصابة الشيء الذي ينتج عنه مقتل والدته فيقرر استخدامه ليطلع على المستقبل، يرى أنه وُجد لمهمة عظيمة توحي بأنه سيكون قائدا لثورة عظيمة، بعد أحداث مثيرة ومعقدة تعود بنا الرواية إلى الفارس الجريح بالغار لتخبرنا عبره أن كل الرواية ما هي إلا مستقبل يراه الفارس في خمس ثوان عبر استخدامه للخاتم الذي يمرره بعد ذلك إلى شاب طموح أخبره الخاتم بأنه الجدير باستحقاق متابعة الثورة فيرمي بالخاتم عبر الزمن إليه قائلا له "من سبارتاكوس إلى عبد الله، أكمل الثورة" إذن فالفارس كان قائدا لثورة العبيد وانهزم هاربا بالخاتم واستخدمه ليرى من يستحقه في المستقبل البعيد والجدير بإكمال ثورة العبيد، فكانت الخمس ثوان كفيلة بأن تعطي كل هذه المغامرات والأحداث والمفاجآت.

أما الرواية الفائزة بالمركز الثاني كانت "رماد الشوق" للروائي الشاب العراقي محمود السمرائي، حيث الرواية أتت بثيمة اجتماعية ترصد المناطق التي استولى عليها تنظيم داعش في العراق، والتحولات الاجتماعية والفكرية. كيف عاشوا مع داعش ؟ ثم التهجير الى سامراء تلك المدينة المتنازع عليها وهي ارض صراع طائفي طويل، كيف عاشوا فيها وعانوا؟ ثم معارك التحرير.

فهي توغل في مأساة الإنسانية بأبشع صورها، نزاع داعش والجيش العراقي. أما الرواية الفائزة بالمركز الثالث فقد كانت رواية "الصمت" للروائية المصرية الشابة آية عبد الرحمن.

والحقيقة كان هناك نقاش وقتال على أفضل رواية بيني وبين أعضاء لجنة التحكيم الشاعر عبد الرزاق الربيعي، والأستاذ الروائي والقاص سلطان العميمي بشأن من تفوز من الروايات فقد كان القائمة القصيرة مستوياتها عالية ومتقاربة، وتجربة التحكيم مرهقة على المستوى العقلي فكل رواية تأتي بمعاييرها وجودتها لوحدها، ولكني فعلاً استفدت من هذه التجربة الأكثر من رائعة بالنسبة لي، لأنها كانت فرصة للقاء عمالقة الفكر والأدب والرواية في هذا الملتقى مع جميع انحاء العالم العربي.


مواضيع متعلقة