"بادلني".. مبادرة لمقايضة الكتب خلال تظاهرات الجزائر: استفيد من وقتك
الكتب التي يجرى تبادلها من خلال مبادرة "بادلني"
"سلمية لدرجة تقدر تبدل كتاب وتتعرف على ناس جدد مثقفين وواعيين ويحبوا البلاد.. سلمية لدرجة أنك تجد لافتة مكتوب فيها (free bookmarks)، هكذا تبنى عدد من المتظاهرين الجزائريين مبادرة بعنوان "بادلني" لمقايضة الكتب خلال التظاهرات تحت شعار "احضر كتابًا وخذ آخر".
حسين بادي، أطلق المبادرة وبدأ يتجول وسط المتظاهرون منذ الساعات الأولى لخروج المواطنون إلى الميادين ليحثوهم على ضرورة الاستفادة من الوقت بدلًا من أن يهدر هباءً.
نجاح المبادرة ظهر جليا بعقد جلسات حوار شبابية لمناقشة كتب المفكر الجزائري مالك بن نبي، أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين، والذي يعتبر امتدادًا لابن خلدون، حسب "بادي".
تبادل الكتب لا يجرى بشكل عشوائي، وإنما يجرى من خلال منافذ المبادرة، والتي حصرت أعداد الكتب والروايات التي تم تبادلها حتى الآن إلى ما يقرب من 1800 كتاب.
لم تقتصر المبادرة على تبادل الكتب والقصص القصيرة بين المواطنون المتظاهرون فقط، بل شارك في "بادلني" عدد من المثقفون ودور النشر بكتبهم الخاصة "الجزائريون يعلمون العالم دروسًا جديدة فالسلمية والثقافة شعار لثورتنا على بوتفليقة".
الإقبال على المبادرة الشبابية فاق توقعات "بادي" وزملائه المتبنيين لها، فلا يوجد ركن بالميادين ولا ساحة إلا وتجد متظاهرين يجلسون على جنبات الطريق يتصفحون الكتب وفي بعض الاحيان يسردونها لغيرهم من منطلق "خيركم من تعلم العلم وعلمه"، قالها الشاب الجزائري "بادي".
تأكيد أن التظاهرات سلمية ولا وجود للعنف فيها وأن شعب الجزائر واعي، وإذا أراد طبق، هو ما دفع شباب المبادرة لتبنيها في خضم المظاهرات.