من جديد.. رئيس الوزراء الإثيوبي يعود إلى "أبو ظبي"
رئيس الوزراء الإثيوبي- أبي أحمد-صورة أرشيفية
وصل رئيس الوزراء الإثيوبي، الدكتور أبي أحمد إلى العاصمة الإماراتية "أبو ظبي"، اليوم الأربعاء، في زيارة دولة، وذكرت وكالة "فانا" الإثيوبية، أن ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، استقبل المسؤول الإثيوبي، موضحة أن "بن زايد" وأحمد، زارا مركز "أبوظبي الوطني للمعارض"، للقاء بعض الرياضيين المتنافسين في الألعاب الأولمبية العالمية الخاصة.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، في وقت سابق، أن العلاقات بين البلدين شهدت نشاطا مكثفا في الآونة الأخيرة وزيارات رسمية على مستوى عالٍ على رأسها زيارة ولي عهد أبوظبي، منتصف يونيو الماضي للعامصة الإثيوبية "أديس أبابا"، عقده جلسة محادثات رسمية مع رئيس وزراء إثيوبيا والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تعنى بمجالات الاستثمار والتعاون الثقافي والمشاريع التنموية.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد زار "أبو ظبي" في يوليو الماضي، حيث تم تكريم المسؤول الإثيوبي والرئيس الإريتري إسياس أفورقي من الإمارات.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد قام بزيارة رسمية لدولة الإمارات خلال شهر يوليو الماضي التقى خلالها محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشهدت الزيارة اجتماعا ثلاثيا ضم محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإثيوبي وأفورقي وهو الاجتماع الذي أشاد به "بن زايد"، ووصفه بأنه خطوة شجاعة و تاريخية اتخذها قائدا البلدين لإنهاء الصراع وحل النزاع وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الجارين.
وفي 18 ديسمبر 2018، اتفقت إثيوبيا والإمارات على مكافحة جرائم نقل الأموال عبر الحدود، وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، إنه خلال اللقاء وزير الخارجية الإثيوبي الدكتور ورقنه جبيهو مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان في العاصمة الإماراتية "أبو ظبي"، استعرض الجانبان العلاقة الدبلوماسية القائمة بين البلدين، موضحة، أن الجانبين اتفقا على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية من أجل المنفعة المتبادلة لشعبي البلدين، وتم مناقشة سبل معالجة جرائم نقل الأموال عبر الحدود فضلا عن إجراء تحقيقات مشتركة كلما تجلت هذه الجرائم، واتفق الوزيران أيضا على وضع إطار قانوني يهدف ضمان وجود آلية ودية لمكافحة هذه الجرائم.
ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في وقت سابق، للاقتداء بالإمارات في التنمية والتطور، وقال -خلال مخاطبة حشد من مواطني إقليم الصومال الإثيوبي وقياداته الأهلية، بعاصمة بلاده "أديس أبابا"، في أواخر اغسطس الماضي- إن دولة الإمارات استطاعت أن تفرض نفسها في منطقة صحراوية وتخلق معجزة تنموية مبهرة جعلت منها قبلة تقصدها كل شعوب العالم، موضحا أن الإمارات أصبحت مقصداً لكل إثيوبي وكل فرد يتطلع للذهاب إليها، لما وصلت إليه من تطور. وتابع المسؤول الإثيوبلي قائلا: "يجب علينا الاقتداء بهذه الدولة المتطورة"، وفقا لما ذكرته صحيفة "البيان" الإماراتية.
ودعا أحمد، في 9 يناير 2019، الإثيوبيين إلى الاقتداء بالإمارات في ثقافة التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وقال خلال مخاطبته لمؤتمر المعلمين في العاصمة الإثيوبية، إنه "يجب على الإثيوبيين تعزيز ثقافة التسامح والتعايش، إن شعب دولة الإمارات العربية يستضيف أكثر من 10 ملايين من مختلف الجنسيات الأجنبية، وهو يمثل نموذجا يحتذى به في ثقافة التسامح والتعايش وتقبل الآخر".
وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى أن ما يقرب من 130 مليون شخص يزورون دولة الإمارات، ما يجعل هذا البلد العربي نموذجا للتعايش وتقبل الاختلافات وهو الأمر الذي يجب على الإثيوبيين الاقتداء به في أفعالهم، وفقا لما ذكرته "بوابة العين" الإماراتية.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، أحمد شيد، قال لوكالة "رويترز" للأنباء، في 15 يونيو 2018، إن الإمارات تعهدت بتقديم ما إجمالية 3 مليارات دولار في مساعدات واستثمارات إلى إثيوبيا في إظهار لدعم كبير لرئيس الوزراء أبي أحمد، مضيفا عقب اجتماع رئيس الوزراء الإثيوبي مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، إن الإمارات ستودع مليار دولار في "البنك المركزي" الإثيوبي لتخفيف نقص حاد في العملة الأجنبية.
وأشار رئيس مكتب شؤون الاتصالات الحكومية في إثيوبيا، إلى أن الإمارات وافقت أيضا على تخصيص ملياري دولار إضافيين لاستثمارات مختلفة.
وفي 11 فبراير الماضي، التقت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، رئيس الوزراء الإثيوبي في "أديس أبابا"، على هامش أعمال قمة "الاتحاد الأفريقي"، وأشارت وكالة الانباء الإماراتية" وام"، إلى أن الجانبين بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على كل الأصعدة والمستويات، خاصة مجالات التنمية المختلفة.
وفي 3 أغسطس الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، بيانا حول تصريحات، تناقلتها وسائل إعلام على لسان أبي أحمد، بشأن حوار دار بينه وبين ولي عهد أبو ظبي، والتي تحدث فيها عن أنه قال لولي عهد أبو ظبي، "الإسلام ضاع منكم".
وقال المتحدث باسم الوزارة الإثيوبية، إن الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء الإثيوبي في منتدى بدر للجالية الإسلامية الإثيوبية بشأن أن "الإسلام ضاع منكم"، التي استخدمت من قبل بعض وسائل الإعلام خارج السياق، مشيرا إلى أن الجملة التي قالها "أبي أحمد"، تعبر عن المنطقة، بينما استخدمت بعض الوسائل الإعلام للهجوم على ولي عهد أبو ظبي، مشيرا إلى أنه "ليس هناك أي تغير في علاقات البلدين (إثيوبيا والإمارات)، معلنا أن علاقتنا مع الإمارات قوية من أي وقت مضى"، وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وكانت مواقع عديدة تداولت مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإثيوبي، خلال لقائه الجالية الإثيوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يقول إنه قال خلال لقائه مع محمد بن زايد، طلب مساعدته في بناء مركز إسلامي في إثيوبيا، وقال ابن زايد له، بحسب الفيديو المزعوم، إنه "سيقدم كثير من المساعدات لتعليم الدين الإسلامي لإثيوبيا"، لكن رد أبي أحمد عليه قائلا: "لكن الإسلام ضاع منكم، ونحن بحاجة لتعلم اللغة العربية سريعا لنتمكن من فهم الإسلام سريعا، ثم نعلمك إياه ونعيدكم إلى الإسلام"، ليرد عليه ابن زايد بحسب الفيديو "لماذا"، ويرد رئيس الوزراء: "الإسلام ينادي بالسلام أولا، لكن انظر ماذا يحدث في الشرق الأوسط، ما نراه أن الإسلام يدمر نفسه ولا يبدو كالإسلام الحقيقي".
بدورها، أشارت "رويترز"، في 2018، إلى أنه عندما تعانق زعيما إثيوبيا وإريتريا في العاصمة الإريترية "أسمرة" في يوليو الماضي، ووعدا بإنهاء حالة الحرب بين بلديهما التي استمرت قرابة عقدين من الزمان ، بدا الأمر انفراجا مفاجئا، ونقلت عن مصادر قولها، إن التقارب بين البلدين كان في حقيقة الأمر تتويجا لمحادثات جرت عبر قنوات خلفية لمدة عام.
وقال مسؤولون ودبلوماسيون من الإمارات وإثيوبيا، إن "أبو ظبي"، اكتسبت نفوذا متزايدا في المنطقة في السنوات القليلة الماضية.
ودخلت الإمارات المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات مدفوعة من جهة برغبتها في أن تلعب دورا في اقتصاد إثيوبيا الذي يحقق نموا، ومن جهة أخرى بخشيتها من أن يكتسب خصوم مثل إيران وقطر موطئ قدم لهم في القرن الأفريقي.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، في وقت سابق، إن بلادها لعبت دورا متواضعا في محاولة التوفيق بين البلدين.
وأقر فيتسوم أريجا مدير مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بعقد اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين، مشيرا إلى أن زعيمي البلدين هما اللذان أنهيا الحرب.