أمهات ذوى القدرات الخاصة يساندن أبناءهن: «ربّينا أبطال»
الأم «إيمان»مع ابنها «إبراهيم»
لم تتخلّ الأمهات عن مساندة أبنائهن، لكن المسئولية تزداد صعوبة حين يكون الابن من ذوى القدرات الخاصة، تحديات كثيرة مررن بها وتغلبن عليها، حتى استطعن أن يحولن من الإعاقات بطولات.
أجهشت بالبكاء بمجرد سماعها تشخيص الطبيب لحالة طفلها الذى لم يمر على ولادته شهران، مشيراً إلى سوء حالته الصحية لولادته مصاباً بـ«متلازمة داون»، المرض الذى لم تعلم حينها كيفية التعامل معه، ولم يكن أمام الأم سوى ضم أول فرحتها إلى حضنها مع الاستمرار فى البكاء.
"إيمان": ابنى نجم فى التنس وهديته فى عيد الأم بتبقى مختلفة.. و"رباب": رغم الشلل الدماغى "زياد" بيدرس فى "الصيدلة"
لم تستمر إيمان والى، فى حزنها كثيراً، حتى عاهدت نفسها على بذل ما بوسعها فى تقديم كافة الدعم لطفلها، مسئولة عن برنامج تأهيل خاص به، بجانب ذهابه إلى جلسات التخاطب وتنمية المهارات، مخصصة له الكثير من الوقت خلال اليوم لرعايته الشخصية داخل المنزل، حتى استطاع أن يلتحق بكلية الإعلام، فى إحدى الجامعات الخاصة، وحصد العديد من البطولات، كانت آخرها بطولة العالم فى التنس العام الماضى.
«كنت مسمية خطة علاجه طريق الألف ميل، كنت معاه فى كل خطوة بساعده وأشجعه، اللى يحب يقرب مننا كنا بنرحب واللى مش عايز كنا بنبعد عنه»، قالتها الأم التى قطعت مشواراً طويلاً لمساعدة ابنها، والتى تشعر بفرحة عارمة تسيطر على قلبها عندما يتذكرها ابنها «إبراهيم» فى عيد الأم بهدية تبدو بسيطة، لكنها تعد خاصة بالنسبة لها، حيث جمع ثمنها من مصروفه اليومى: «هديته بتبقى مختلفة عن باقى إخواته، وكلامه الجميل اللى بيبقى كاتبه على الكارت بيأثر فى جداً، بيقوينى أكمل معاه المشوار اللى ابتديناه سوا، هفضل وراه لحد ما يحقق كل أحلامه ويبقى مذيع مشهور، وأشوفه عريس متجوز بنت الحلال كمان».
.. و"رباب" مع ابنها"زياد"
بصدر رحب استقبلت رباب محمود، ولادة ابنها بشلل دماغى، ولم تعلم التشخيص الحقيقى للمرض إلا بعد مرور الأعوام الأولى على ولادته، بعد أن لاحظت تأخر نموه جسدياً وذهنياً، فقررت زيارة عدد من الأطباء، للخضوع إلى جلسات العلاج الطبيعى محمولاً على كتفيها، حتى استطاع الوقوف على قدميه لأول مرة عند عمر 4 أعوام، ماسكةً بيده لتعليمه الكتابة بشكل صحيح: «كنت بذاكر معاه أول بأول كان متفوق جداً فى المدرسة، وكل المدرسين يعرفوا ورقته فى الامتحان من خطّه، هو أقرب ليّا برغم من وجود بنتين توأم بعده».
لم تتوقف الأم الأربعينية، عن مساندة ابنها «زياد» فى جميع مراحله الدراسية وملازمته فى جميع الامتحانات، حتى بعد حصوله على 97٪ فى الثانوية العامة، واختياره الالتحاق بكلية الصيدلة، جامعة القاهرة، رغم وجود صعوبات فى بداية التقديم وسخرية أحد الأساتذة من حالته الصحية، لكن لم تسعها الفرحة بمجرد قبول أوراقه بعد خطابنا رئيس الجامعة حينها: «فرحة الدنيا كلها كانت فى قلبى.
منذ كان عمر طفلتها 3 أعوام، لاحظت «سناء»، تأخر ابنتها فى الكلام وعدم الاستجابة لنداءاتها، لتبدأ رحلتها مع ابنتها البِكر، بالتنقل بها بين مراكز التخاطب بالقرى المجاورة لمحافظة دمياط، لتعليمها الكلام بعد عدم قبولها فى عدة مدارس بحجة تأخر حالتها، متحدية الأم التى لم تيأس من جميع المعوقات التى تقع أمامها، ولم تلتفت لاقتراحات الكثيرين ببقاء ابنتها داخل المنزل، لعدم توافر أماكن متاحة لها، حتى توصلت بعد رحلة بحث إلى إحدى أكاديميات التخاطب التى اكتشفت مهارتها فى الرسم، وأتاحت لها الفرصة لتعليم الأطفال الرسم داخل الأكاديمية باستخدام لغة الإشارة.