"كن عاشقًا".. كتاب جديد في فلسفة الحب لأحمد الشهاوي
غلاف كتاب "من عاشقًا"
يطرح كتاب "كن عاشقا" الصادر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية للشاعر أحمد الشهاوي، عددًا من الموضوعات في فلسفة الحب، ويقع الكتاب في 36 فصلا، منها: "إذا أحبُّوا ماتُوا، والعشقُ اختيارٌ لا اضطرار، امرأةٌ واحدةٌ بصيغة مُنتهى الجموع، مُداواةُ النفُوس بالحُب، والحب أعظمُ شهوةٍ وأكملها..".
ويرى أحمد الشهاوي، أن "البيوت لا تتأسَّس، ولا تقوى أعمدتها على الحمل والتحمُّل إلا بالحُب، وإذا خربت النفوس، وقحلت القلوب وتكسَّرت، فلا يمكن أن نكون بشرًا أسوياء". وأن "الحُب يحوِّل الإنسان من جبانٍ إلى شجاع، ومن بخيلٍ إلى كريمٍ سخي، ومن غليظ الطبع إلى ظريفٍ باسمٍ ضاحكٍ، ومن جاهلٍ إلى متسامٍ مدْرِك وعارف طبائع النفوس، ويجعل الغافل فطنًا، والغبي ذكيًّا، والعشق يجدِّد الحياة، ويجلو العقل ويهذبه، ويحسن الخلق، ويصفي الذهن والفهم، ويبعث على السُّرور، والسعادة، ورضا النفس، والرحمة، ويحمل الإنسان إلى مرتبة النقاء، ومقام الصفاء والألفة".
ويشير الشهاوي في كتابه، إلى أن "الحُب هو الأوَّل والأنجع لمداواة النفوس من أكدارها، وأمراضها، وهواجسها، وشكوكها، وآلامها، ووساوسها".
وأن "العشق الذي يتربَّى في حاضنةِ القلب اختيارٌ لا اضطرار، لأن أساسه الدهشة والمتعة والسؤال، إذ يرتقي بالحياة، ويجعل المرء مقبلا عليها، راغبا فيها أكثر من أي وقتٍ مضى عليه، أو مرَّ به، أو عاش في ظلاله..
ومن دخلَ العشقَ – الذي هو شريعةٌ من شرائع الوجود - شفقةً أو مُجاملةً أو منفعةً أو مصلحةً، أو لغايةٍ من الغايات فشل، وخسر نفسه، هذا إذا كانت له نفسٌ من الأصل.
ويؤكد الكتاب، أن "الحب أسمى حضارة بين البشر، وأرقى فضيلة على الأرض، من قبل أن تنزل الديانات السماوية، ومن يتبع قلبه ينهض ويتقدم.
عندما تحب تصغى الأرضُ لك، وتمنحك السمواتُ آذانها من دون أن تطلب، ويصير كل ما على الأرض مشحوذًا متعاليًا مرتفعًا، ومُسْتنفَرًا ومتوهجًا ومتوَّجا وحارًّا وحُرًّا وفي دهشةٍ.
وأن "الحُب هو الباب الأول والأساسي للدخول إلى كل شيء وأي شيء، وتزداد حماستي شخصيًّا وموضوعيًّا يومًا بعد يومٍ في الكتابة عن وفي وحول الحُب شعرًا ونثرًا، للوصول إلى الارتقاء والتسامي بالذات، والذهاب نحو النور الكامن في النفوس، وغسل الروح، من أدرانها، وعلاجها من أمراضها المتوطنة والمزمنة والقضاء عليها نهائيًّا بدواء الحُب، بحيث يكون هذا الحُب دون غرضٍ أو غايةٍ سوى الحُب للحُب.
الحُب في الأصل انحيازٌ تام، لا يمكنُ إمساكُ العصا فيه من المُنتصف، أو الترضية، أو المُجاملة، أو تسديد ديْنٍ أخلاقيٍّ أو اجتماعيٍّ أو أُسريٍّ، أو مُمارسة شفقة، أو توجيه شكر، أو صدقة جارية، أو واجب نفسي، أو رغبة في المُجامعة سرعان ما ستنتهي، أو نزوة حيال جسدٍ فاتنٍ باذخٍ سرعان ما سيتغيَّر ويتحوَّل ويذبُل، كأيِّ كائنٍ حيٍّ له دورة حياةٍ معروفة ومُتَوقَّعة.
وجاء في كتاب " كن عاشقا " أيضا: "في العشق مغالبةٌ للعزلة، وانتصارٌ على الوحشة، ودحْرٌ للملل والكسل والاكتئاب والقلق والأرق وصعوبة النوم، والنظر إلى الماضي البعيد، والبكاء على مشاعر سكب لبنها على أرض المغامرات والتجارب المتنوعة أو المتعددة، وإبعاد لأي كبتٍ جنسيٍّ يمكن أن يصيب الإنسان خصوصًا المرأة، التي لا يجوز تكبيلُ قدميها، أو قمعُها؛ كي لا تنطلق دون مواربةٍ أو مداراةٍ للتعبير عن العشق، حيث إنه لا يوجد حُب من دون حريةٍ، لتمنح المرأة أسلوبًا أو أساليب متنوعة للتعبير عن الحُب بطرائق شتَّى، وكل استلابٍ لحرية المرأة هو انتقاصٌ من تمام العشق واكتماله، ما يعني أننا أمام حال لا ذروة فيها ولا وصول. لأنَّ الحرية تعني الوصل، بينما الأسر يعني تلبية الغريزة أو إفراغ طاقة جنسية زائدة".
ونقرأ أيضا في الكتاب الجديد "كثير منا يعيش ولا يعرف ما الحُب، ولا ما هي مكانته، مع أننا لو أدركنا جوهر الحُب لأقمنا في تمجيده "المعابد والهياكل"، مثلما كان الأمر مُتعارفًا عليه وموجُودًا في الحضارات القديمة التي قدَّست المرأة، ومجَّدت الحُب.
يشار إلى أن كتاب "كن عاشقًا" هو الكتاب السادس لأحمد الشهاوي في سلسلة ( أدب العشق )، التي ابتدأتها سنة 1992 ميلادية، وهي: "«كتاب العشق» – أحوال العاشق، الوصايا في عشق النساء، الوصَايا في عِشْقِ النساءِ، - أنا مَنْ أَهْوَى.. 600 طريق إلى العِشْق".