أحاطته بذراعها وأرخت يدها على كتفه، ووضعت يدها الأخرى على صدره، وابتسمت للكاميرا، والتقطت لهما صورة ما تزال عزة عبدالمنعم تحتفظ بها في أرشيف يضم عددا من الصور لديها، وحين كبر صغيرها، وصار على أعتاب المرحلة الثانوية قدمت له مفاجأة، بعرض تلك الصورة عليه لأول مرة، ليقرر هو أن يبادلها نفس المفاجأة في عيد الأم.
كان أحمد حسين في السنة الثالثة من عمره حين التقط له والده تلك الصورة مع أمه، ويعتبرها الأقرب لقلبه، مهما تعددت صوره واختلفت شخوصها، ولم يخرجها من ذلك الألبوم الذي تحتفظ به والدته، وحين كان عيد الأم على الأعتاب، لم يجد الشاب الذي يدرس في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق، ما يستطيع به شراء هدية تليق بأمه، غير أنه قرر مفاجأتها بصورة، سبق أن التقطها بصحبتها منذ فترة، لكنها كانت تعني له الكثير: «الصورة الأولى أمي كانت حاضناني وأنا صغير، الصورة التانية أنا اللي حاضنها لما كبرت».
يحكي الشاب، متذكرا تفاصيل الصورتين، فالأولى حكت له والدته تفاصيلها، حين كانت الأسرة في رحلة للقاهرة، وكانت في إحدى الملاهي وطلبت من زوجها تلك الصورة مع طفلها، والصورة الثانية كانت في إحدى متنزهات الإسكندرية: «وهيا من ساعة ما اتصورنا الصورة التانية مكنتش شافتها، فقلت يبقى هديتي ليها الصورة دي وربطها بالصورة القديمة».
يتمنى أحمد أن يكون مخرجا في يوم من الأيام، وفي تلك الفترة يعلم نفسه بنفسه، وأنفق كل ما لديه في محاولة لإخراج فيلم تسجيلي، يتمنى ان يرى النور قريبا، ويرى أن دعم والدته له أهم ما يملك، ففي صغره كانت هي التي حببته في متابعة الأفلام، وحين نشر الشاب صورتهما سويا على صفحته الشخصية، كان رد فعل والدته مبهجا: «اتبسطت أوي بالصورة، وقالتلي قد إيه فرحت بيها، وعشان كده بقول للناس اللي بيقولي متنشروش صوركم مع أمهاتكم إن ده مش صح، لإنهم بيتبسطوا أوي».
كانت فرحة والدة احمد بالصورة كبيرة، عبرت عن الامر في تعليقاتها عليها، حيث تمنت له أن يصير ما يتمنى، وأن يحقق حلمه بأن يكون مخرجا كبيرا: «مكانش معايا فلوس فجبتلها صورة بقى، وقريب بقى هطبعها وأقدمهلها ملموسة عشان هتبقى أحسن».
تعليقات الفيسبوك