«مصر 30 يونيو» تقهر التطرف بـ 4 آلاف مكتب تحفيظ قرآن ومقرئة
«مصر 30 يونيو» تقهر التطرف بـ 4 آلاف مكتب تحفيظ قرآن ومقرئة
سعت الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي علي إعادة ضبط البوصلة الدعوية بمصر وخارجها، من خلال مواجهة الفكر المتطرف والإرهابي واستبداله بالفكر الإسلامي الوسطي الرافض لكل أشكال القتل والذبح والتدمير باسم الدين.
ومع تولي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مقاليد وزارة الدعوة في مصر في يوليو 2013، واجه انتشار الفكر السلفي بالمساجد والزوايا وأصدر قرارا وزاريا في 2014، بضم جميع المساجد للدولة والتصدي للدروس السلفية بالضبطية القضائية.
المعركة الكبري لوزارة الأوقاف كانت في التصدي لمفارخ التطرف الكبري والتي تمثلت في الكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن، حيث بلغ عدد الكتاتيب في 2013 ما يقارب 750 كتابا تابعة للجماعات الإسلامية والجمعيات الأهلية التي تسيطر عليها جماعة الإخوان، فعمل الوزير علي ضبط الإيقاع بها، وفرض سيطرة الدولة عليها من خلال أذرعها متمثلة في وزارة الأوقاف، والبدء في ثورة جديدة بإطلاق المدارس القرآنية والعلمية.
60 ألف دارس بمكاتب التحفيظ.. و46 ألف بالمدارس القرآنية.. و7716 أعضاء بالمقارئ
2617 مكتب تحفيظ وكتاب في مصر، رقم جديد كشفه وزير الأوقاف، اليوم، خلال افتتاحه للمسابقة العالمية للقرآن الكريم الـ 26، حيث أكد أن الوزارة توسعت في أنشطتها فبلغ عدد مكاتب التحفيظ العصرية 2617 مكتبا، وعدد المدارس القرآنية 863 مدرسة، و189 مدرسة علمية جرى افتتاحها منذ تولي محمد مختار جمعة مقاليد وزارة الأوقاف في 2013.
وبلغ عدد مراكز إعداد المحفظين 70 مركزاً، كما بلغ عدد المقارئ في مصر 1137 مقرئة، فيما بلغ إجمالي عدد المحفظين المعتمدين أكثر من 5000 محفظ وإجمالي عدد الناشئة والدارسين بمكاتب التحفيظ نحو60 ألفاً، وعدد الملتحقين بالمدارس القرآنية نحو 46 ألفا وعدد الدارسين بمراكز إعداد المحفظين أكثر من أربعة آلاف وبلغ عدد أعضاء المقارئ 7716 عضواً.
وزير "الدعوة في مصر" أكد أن الوزارة تعمل على مواجهة الفكر المتطرف من خلال الفهم الصحيح لكتاب الله وفهم مقاصد النص القرآني ومراميه، فالقرآن كتاب رحمة وهداية وأمن وأمان وسلام للبشرية كلها، فكل ما يأخذ إلى الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين البشر يأخذك إلى منهج القرآن وصحيح الإسلام، وكل ما يأخذك إلى الفساد والإفساد والتخريب والقتل إنما يأخذك إلى ما يتصادم مع الإسلام والقرآن وسائر الأديان والقيم الإنسانية
وضرب الوزير مثالا على ذلك في تفسير آيه «أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، فحرم القرآن الكريم قتل النفس أي نفس وكل نفس مسلمة أو كافرة بغير حق، والمعنى من حافظ على حياتها، ودفع عنها الأذى وسبل الهلاك، سواء بكف شر الإرهاب والإرهابيين عنها، أو بتوفير ما يؤدي إلى استمرار حياتها مما ليس منه بد من ضرورات الحياة، فكأنما حافظ على حياة الناس جميعا.
المسابقة العالمية للقرآن الكريم.. بوابة دعم الفهم الصحيح للقرآن بالخارج
وافتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم، المسابقة العالمية للقرآن الكريم الـ 26 نيابة عن المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتعقد وزارة الأوقاف المسابقة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وبلغ عدد المتسابقين والمحكمين77 متسابقًا ومحكمًا من51 دولة، منهم 60 متسابقًا من مختلف دول العالم، و6 متسابقين مصريين، و11 محكما منهم 5 محكمين من خارج مصر.
وتعقد وزارة الأوقاف، عددا من الفعاليات العلمية والدعوية والجولات السياحية للمتسابقين على هامش المسابقة، منها ندوة الأوقاف مساء يوم الافتتاح عن منزلة أهل القرآن، ومنها ندوة للرأي، الثلاثاء المقبل عقب صلاة المغرب، إضافة إلى زيارة الأهرامات وعدد من المساجد الأثرية، ورحلة نيلية للمتسابقين والمحكمين من ضيوف المسابقة.
وتقام المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين للمرة الأولى، وبمشاركة عربية وأفريقية، حيث تستمر أسبوعين وتقام على عدة مستويات لحفظ القرآن الكريم.
وحددت وزارة الأوقاف، نحو مليون و20 ألف جنيه قيمة جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم، تشمل ثلاث أفرع، أولها 390 ألف جنيه للحفظ الكامل مع التفسير، 360 ألف جنيه للحفظ مع الصوت الحسن، 270 ألف جنيه للفحظ الكامل فرع النائشة.
المفتي: المصريون اتخذوا القرآن نبراسا لهم.. ونقيب الأشراف: المسابقة العالمية تبرز دور مصر في نبذ العنف
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن اهتمام مصر بالقرآن الكريم والقراء لا ينقطع أبدا، وستظل مصر العروبة مصدرا للقرآن الكريم.
وقال المفتي، في كلمته بافتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم اليوم : "الله خص مصر بأعلام القرآن وعلى رأسهم الشيخ محمود خليل الحصري، وغيره حتى أصبح كل واحد منهم مدرسة قرآنية، وكان لمصر السبق في إنشاء إذاعة القرآن الكريم وكانت تضم ومازالت أعلام المقرئين".
وأضاف: "مصر دائمًا تهتم بالقرآن الكريم، والمصريون اتخذوا القرآن نبراسا ومنهجا لهم، ولم تنحرف مصر الأزهر عن منهج القرآن في كافة مناحي الحياة".
فيما وجه النائب السيد الشريف نقيب الأشراف وكيل مجلس النواب، التحية لوزارة الأوقاف على دورها في تنظيم المسابقة العالمين للقرآن الكريم، مؤكدا أن هذه المسابقة تبرز الدور الذي تقوم به مصر لإشاعة السلام ونبذ العنف.
من جانبه، أشاد النائب عمر حمروش أمين سر لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب بتحركات وزارة الأوقاف في التصدي للفكر المتطرف، مشيراً في تصريحات لـ«الوطن» أن الفهم الصحيح للقرآن الكريم أحد الوسائل المهمة للقضاء على الفكر المتطرف والقدرة على الرد عليه في إطار المواجهة الفكرية.
وأوضح أمين سر «دينية النواب» أن وزارة الأوقاف مثلت خط دفاع قوي ضد الفكر المتطرف فمن مواجهة ظاهرة فوضي الزوايا إلى الكتاتيب وإعادتها للوسطية ثم المدارس العلمية والقرآنية، متابعا: «فكل التحيه للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي يعمل ليل نهار لرفعة شأن الدعوة في مصر».
وقال عبد الغني هندي عضو لجنة الدعوة بوزارة الأوقاف: «الوزارة تعمل على خدمة القرآن الكريم وأهله، من خلال التأكيد على تفعيل دور الكتاتيب لتعود إلى سابق عهدها في التحفيظ والتربية، والمدارس القرآنية والعلمية بالاضافة للاهتمام بالمقارئ وتواصل كبير مع نقابة القراء للوصول لجميع الطلاب الساعين لحفظ القرآن الكريم، والتصدي لكل نقاط الفوضي الدعوية التي شهدتها الدولة خلال السنوات السابقة.