مصر تتصدر اهتمامات المؤسسات الدولية بعد نجاح برنامج الإصلاح
محمد أبوباشا
حازت مصر الفترة الماضية على العديد من التوقعات الدولية باستقرار وتحسن أوضاع السوق، الأمر الذى يعكس تصوراً إيجابياً عن السوق المصرية أمام العالم لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية سواء فى سوق المال أو فى شتى مجالات الإنتاج.
وقام بنك مورجان ستانلى برفع توقعاته للعائد المحقق لمؤشر منطقة أفريقيا والشرق الأوسـط، بنسبة 6% خلال الـ11 شهراً المقبلة، مقابل 1% سابقاً، إضافة إلى رفع التوصية للسوق المصرية إلى متعادل، وأوضح «مورجان» أن رفع التوصية للسوق المصرية إلى متعادل، يأتى على خلفية الإصلاحات الهيكلية، وارتفاع العوائد، وتحجيم المخاطر الناتجة عن العجز المزدوج للحساب الحالى وعجز الموازنة، وأعلن البنك فى تقريره أن أسعار الأسهم المصرية تتداول عند معدل ربحية 8.1 مرة حالياً مقارنة بمعدل ربحية 15 مرة فى عام 2008، التى حققت أسعار الأسهم فيها أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج» إنه مع تراجع عائدات سندات الأسواق الناشئة بسبب المخاوف بشأن النمو العالمى، هناك مقياس يساعد على إيجاد أكثر العائدات جاذبية وهى العائدات المعدلة وفقاً للتضخم أو العائد الحقيقى، موضحة أن مصر صاحبة رابع أكبر عائد حقيقى فى العالم بنسبة 4.21%، تسبقها البرازيل بعائد حقيقى 5.19%، وإندونيسيا بـ4.42%، وجنوب أفريقيا بـ4.16%.
واعتبر بنك الاستثمار جولدمان ساكس أن الضغوط المالية والسياسية والاقتصادية لمصر تم احتواؤها على المدى المتوسط، مشيراً إلى أن الضغوط التضخمية يسهل التعامل معها، وتوقع البنك فى تقرير حديث صادر عنه قيام البنك المركزى بخفض الفائدة بإجمالى 300 نقطة أساس خلال 2019، لكنه ذكر أن ذلك ربما لن يكون كافياً لتحفيز الطلب على القروض من قبل الشركات، مشيراً إلى أن قروض الأفراد ستكون أكثر استفادة من خفض الفائدة، وذكر أن معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى مدفوع بالأساس بتعافى السياحة والاستثمارات فى قطاع الغاز والبترول والإنشاءات، وتوقع التقرير أن يواصل عجز الحساب الحالى تحسنه بالتزامن مع التدفقات القوية لسوق الدين المحلى، وهو ما يدعم الوضع الخارجى لمصر ومستوى السيولة بالعملة الأجنبية فى المدى المتوسط، وشدد على أن البنك المركزى يعى ما سيحدثه إلغاء آلية تحويل أموال الأجانب من تذبذب فى قيمة العملة لكنه مستعد للتدخل ووقف أى مضاربات، وأضاف البنك فى تقريره أن احتياطى النقد الأجنبى سيظل كافياً فى ظل الاتجاه لتمديد ودائع الخليج التى تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار.
"مورجان ستانلى" يرفع توصيته للسوق المصرية لـ"متعادل" و"بلومبرج": مصر صاحبة رابع أكبر عائد على السندات عالمياً
ومن جانبه قال محمد أبوباشا، محلل الاقتصاد الكلى بالمجموعة المالية هيرميس، إن تصنيف مصر صاحبة رابع أكبر عائد حقيقى فى العالم على السندات ينعكس بالإيجاب على سعر الجنيه المصرى الذى ارتفع مؤخراً، وأشار إلى أن هذا التصنيف سيساعد مصر على جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية على السندات التى تصدرها، نظراً لثقة المستثمرين فى التقارير الدولية التى تصنف الأسواق المالية، وأضاف أبوباشا أن هناك عدة عوامل أخرى حدثت مؤخراً رفعت من كفاءة السوق المصرية، حيث أشار إلى أن هناك 5 مليارات دولار زيادة فى التدفقات النقدية إلى جانب تعافى السياحة، متوقعاً انخفاض معدل التضخم مستقبلاً، وبالتالى استمرار صعود الجنيه، وأن سوق العملات مستقرة، ما يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.