مواد صناعية بألوان قد تكون مخالفة للمواصفات القياسية الصحية، وقد تحتوى على مواد بلاستيكية غير مصرح بها، تستخدم فى تزيين الأطعمة المختلفة من أطباق حُلوة وأخرى ذات مذاق «حادق»، تلك هى الطرق المعتادة التى يستخدمها معظم المصريين فى المطاعم وعند إعداد الطعام منزلياً، لينحو شابان منحى جديداً بدخولهما مغامرة زراعة زهور صالحة للأكل على مساحة فدانين من مزرعة حاتم علام، خريج كلية الشريعة والقانون، والذى تحمس للفكرة وورث عن والده مزرعة يعود عمرها إلى 40 عاماً وتقع على الطريق الصحراوى كما ورث حب المغامرة والبحث عن كل جديد لتطوير مزرعتهم طالما تحقق شرط الزراعة الصحية التى تأتى بثمارٍ تجنب عملاءه الإصابة بالأمراض، وفى نفس الوقت تحقق قيمة غذائية عالية وشكلاً جمالياً.
فى مزرعة «أزاهير»، التى يمتلكها حاتم علام، وكان للمهندس ياسر سمير يد فى تبنيها بشكل منفرد فى مصر والشرق الأوسط لفكرة زراعة الزهور الصالحة للأكل منذ عام، وصلت مساحة زهور الطعام إلى 10 أفدنة حالياً بين زهور أصلية، مثل القرنفل الذى يمكن استخدامه فى تزيين التورتة وله رائحة وطعم رائعان، واللافندر الذى يمكن استخدامه بلونه البنفسج فى الكيك والعصائر، كما تدخل زهور أبوخنجر بشكلها الجميل لتزيين أطباق الحوادق والسلطة لتعطى طعماً للفجل، وزهور جنينية وهى زهور شجر الفواكه وزهور الخضراوات قبل أن تصبح ثمرة، فمثلاً حبوب البازلاء هى فى الأساس زهور تحولت إلى حبوب، فى «أزاهير» يتم جمعها فى مرحلتها الأولى وبيعها بحيث تستخدم فى تزيين الأطباق بطعمها الحلو وشكلها الفاتح للشهية بديلاً عن الألوان الصناعية بدرجات لونية متفاوتة جذابة، وهى أيضاً مُحمَّلة بكل العناصر الغذائية التى كان سيصنعها النبات للمضى فى دورة حياة البازلاء، حيث يقول «ياسر»: «بنزرع فى أزاهير زهور زى الأقحوان وهى نبات طبى ممكن يتاكل عادى وفواكه زى الخوخ وخضراوات زى البسلة والبقدونس، وبناخد الزهرة قبل ما تتحول لثمرة وبتكون زى الجنين عندها كل العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات اللى كانت هتكمل دورة حياتها بيها بالتالى أخدنا الفايدة كاملة واستغنينا عن مكسبات الطعم والرائحة واللون».
عمر المزرعة هو نفس عمر حاتم، وقد شهدت تطورات عالم الزراعة عن قُرب وخصوصاً أن أباه حرص أن تتبع مزرعته، البالغ مساحتها 30 فداناً امتلكها عن طريق الاستصلاح الزراعى، كل جديد من تقنيات ومحاصيل، فتارة يكون من أول المغامرين فى إدخال زراعات جديدة مثل الفلفل المُلَون والبروكلى والكابوتشا والفراولة، ثم يبحث عن الجديد فيتعرف على نظام الزراعة المائية بدون تربة ويطبقه كما استخدم الزراعة المغطاة، ثم يعرض عليه مهندس أربعينى فكرة زراعة زهور يمكن أكلها فيقتنع بالفكرة ويقرر زراعتها بشغف الدخول إلى مغامرات التجديد وهو لا يعلم عن إمكانية تقبل المستهلك لمثل هذه المنتجات المستحدثة.
يقول «حاتم» لـ«الوطن»: «فى مزرعتنا دايماً بندور على الجديد والتطوير فنعمل خطة ونبدأ ننفذها خطوة خطوة تدريجياً على مساحات صغيرة، وحالياً بنعمل قسم المستنبتات أو المايكروجرين وفيه بدأنا نعمل استنبات لـ60 صنفاً من الحبوب زى الحِلبة بحيث نبيع الحبة وقت الإنبات قبل الزرع وبتكون غنية جداً بالعناصر الغذائية، وشكلها حلو فى التزيين برضو».
نباتات تزيين الطعام من زهور ومستنبتات أفكار اقترحها المهندس ياسر سمير الذى تخرج فى كلية الزراعة عام 2000 وعمل مع بعض الأجانب لزراعة 3 أصناف فقط من الزهور التى تستخدمها السوق الأوروبية والأجنبية فى الطعام ليستفيد من خبرته معهم ويطبقها فى مزرعة حاتم علام، عقب التحاقه للعمل معه العام الماضى، ولأنها خامات معروفة للشيفات الأجانب المقيمين فى مصر.
وهدفنا أزاهير تبقى عالمية وهنوصل لأننا ماشيين بخطط مدروسة ودرّبنا الناس اللى بتشتغل معانا لأنه مجال جديد وبيحتاج رعاية مختلفة وجمع المحصول بطريقة معينة».
تعليقات الفيسبوك