بعد إعلان قائد أركان الجيش.. "الجزائر" بين "صالح" و"بن صالح"
بوتفليقة
في تطور خطير لمسار الأزمة السياسية الجزائرية المتصاعدة، ومع تفاقم الاحتجاجات منذ 22 فبراير الماضي، اعتبر قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال أحمد قايد صالح أن الحل يكمن في المادة "102" من الدستور وهي المادة الخاصة بإعلان شغور (خلو) منصب رئيس الدولة.
وبحسب هذه المادة الدستورية فإنه إذا صوت البرلمان بغرفتيه بأغلبية الثلثين على ثبوت مانع يحول دون مزاولة الرئيس لمهامه الرئاسية، فإنه في هذه الحالة يتولى رئيس مجلس الأمة الرئاسة بشكل مؤقت، وهو حاليا عبد القادر بن صالح، لتكون النهاية القريبة لعهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي تولى رئاسة الجزائر عام 1999 محتومة بين الرجلين الذي يحمل كليهما لقب "صالح".
والجنرال أحمد قايد صالح، وهو ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائر ونائب وزير الدفاع منصبه منذ سبتمبر 2013.، وهو من مواليد يناير عام 1940 بولاية باتنة.
كان له دور في الحركة الوطنية للاستقلال عن فرنسا منذ أن كان عمره 17 عاما، والتحق بجيش التحرير الوطني الجزائري ليتدرج في مناصبه حتى أصبح قائد عدة كتائب.
تمت ترقيته لرتبة لواء عام 1993 ثم عين عام 1994 قائدا للقوات البرية، وفي 3 أغسطس 2004، تم تعيينه رئيسًا لأركان الجيش الوطني الشعبي، ثم رقي لرتبة فريق في يوليو 2006، وفي 11 سبتمبر 2013 تم تعيينه نائبًا لوزير الدفاع الوطني، ورئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري.
وقد أثنى على المسيرات الشعبية التي طالبت بعدم ترشح "بوتفليقة" لولاية خامسة، وبالفعل عدل الرئيس الجزائري عن قراره، إلا أنه أجل الانتخابات التي كان مقرر لها 18 أبريل المقبل إلى أجل غير مسمى، وهو ما رفضه المحتجون.
وبمجرد دعوته اليوم لتفعيل المادة "102" من الدستور الجزائري الخاصة بشغور منصب الرئيس، اجتمع على الفور المجلس الدستوري لبحث تقديم مقترح إلى البرلمان بغرفتيه يطلب التصويت على خلو منصب الرئيس، والذي في حال تم التصويت عليه بالموافقة سيتولى رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح منصب القائم بأعمال الرئيس.
و"بن صالح" عمره 77 عاما من مواليد ولاية تلسمان عام 1941، وهو دبلوماسي وسياسي ويمنحه منصبه وصف الرجل الثاني في الدولة بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المنصب الذي يشغله منذ عام 2002.
ينتمي "بن صالح" لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى والمتحالف مع حزب جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
بدأ حياته المهنية صحفيا في جريدة "الشعب" الحكومية عام 1967، وأصبح مديرا عاما لها خلال 1974-1977، قبل أن يصبح نائبا في البرلمان عن ولايته تلمسان لثلاث دورات متتالية ابتداء من سنة 1977.
عين عام 1989 سفيرا للجزائر في السعودية وممثلا دائما لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة، ثم أصبح ناطقا باسم الخارجية الجزائرية عام 1993، بحسب ما نقلت قناة "العربية".
ويمتلك رئيس مجلس الأمة خبرة عسكرية، حيث التحق سنة 1959 بصفوف جيش التحرير الوطني انطلاقا من المغرب.