محافظ سوهاج: حركة تغيير رؤساء المدن جاءت نتيجة تقاعسهم عن مواجهة مخالفات البناء
أحمد الأنصارى محافظ سوهاج
قال الدكتور أحمد الأنصارى محافظ سوهاج، إنه يواجه تحديات كبيرة فى عدد من القطاعات التى تحتاج إلى إعادة تشغيلها ودفع عجلة التنمية بها، من بينها الصحة والتعليم وشبكات الطرق المتهالكة، والمناطق الصناعية التى توقف بها عدد من المصانع عن العمل، وأضاف المحافظ لـ «الوطن» أنه أطلق مبادرة اليوم المفتوح حيث يذهب لإحدى المدن بصحبة وكلاء الوزارات والمسئولين للقاء المواطنين واتخاذ قرارات فورية لمشاكلهم، رافضاً أن يكون بينه وبين المواطنين واسطة.. وإلى نص الحوار
ما أبرز المشاكل التى تعانى منها المحافظة؟
- هناك مشروعات متعثرة ترهق المواطنين والدولة فى نفس الوقت، فكان من الضرورى التحرك لإنهاء تلك المشاريع، والحمد لله 80٪ من تلك المشروعات بدأ العمل فيها من جديد، فلا يصح أن تكون مدن مثل المنشاة وساقلتة بدون صرف صحى حتى يومنا هذا، ولا يصح أن يكون لدينا مناطق سكنية مستقرة ولا يوجد بها صرف صحى، وهذه المشروعات تمثل أهمية كبيرة للمواطنين، وتلك المشروعات هى أبرز التحديات التى واجهتها فى المحافظة، وكان أمامى تحدٍّ آخر وهو اختيار القيادات المناسبة فى الأماكن المؤثرة فى المحافظة، لأن المحافظة تضم مشروعات كثيرة ويجب أن تكون هناك متابعة دقيقة لعملية التنفيذ، ولمست العديد من المخالفات الظاهرة وكان لا بد من إحداث تغيير فى القيادات.
د. أحمد الأنصارى لـ«الوطن »: مكتبى مفتوح لأى مواطن.. ونواجه تحدياً لتحسين الخدمة الطبية
هل حركة تغيير رؤساء المدن كافية لحل المشاكل التى تعانى منها مدن المحافظة؟
- كنت أرى أموراً مهمة لا يتم اتخاذ قرارات فورية بشأنها من جانب المسئولين، وهناك تقصير واضح فى التصدى لمخالفات البناء والتعدى على الأراضى الزراعية وعدم اتخاذ إجراءات فورية، وبعد التغييرات التى حدثت هناك قرارات فورية يتم اتخاذها، تزامناً مع المتابعة الميدانية التى تتم على أرض الواقع، ولن أصف حركة التغييرات التى أجريتها بالأمثل لكننا سنحكم على تلك القيادات خلال الفترة المقبلة وهناك استجابات فورية لشكاوى المواطنين التى ترد عن طريق مجلس الوزراء أو شكاوى وزارة التنمية المحلية، صفحة «صوتك مسموع» أو صفحات التواصل الاجتماعى أو ما يصلنى على الهاتف الشخصى، فهناك استجابة فورية من الوحدات المحلية وتحرك بشكل سريع ويتم اتخاذ إجراءات بشكل فورى ومتابعة دقيقة لكل ما يرد من شكاوى.
متى يتم الانتهاء من المسابقة التى تم الإعلان عنها، الخاصة بتعيينات رؤساء القرى؟
- سيتم الانتهاء منها بعد تقييم رؤساء القرى الموجودين للتعرف على من يصلح منهم ويكمل معنا ومن سيتم استبعاده.
لماذا لم يتم تقييم رؤساء القرى قبل إجراء حركة تغييرات رؤساء المدن؟
- إحدى وسائل التقييم المهمة لرؤساء القرى هى رأى الرئيس المباشر، وبدأ الإعلان عن المسابقات وتم الانتهاء من الامتحانات التحريرية بعدها سيتم تقييم رؤساء القرى الحاليين من قبل الرؤساء المباشرين لمعرفة من سيكمل معنا ومن يتم الاستغناء عنه، وسيتم الانتهاء من المسابقة خلال شهر ونصف الشهر.
من خلال زيارتك لعدد كبير من المشروعات فى الفترة الأخيرة، ما أبرز معوقاتها؟
- المشروعات التى زرتها متعددة وهناك مشروعات تعانى من معوقات يجرى القضاء عليها بصورة فورية، وزرت مؤخراً مدينة جرجا أثناء رصف الطرق المؤدية للمنطقة الصناعية غرب المدينة، كما يتم تغطية ترعة طريق العوامر ليكون الطريق اتجاهين لتسهيل حركة النقل بالمنطقة، كما زرت مزارع البصل فى جرجا ووجدت النتائج مبشرة، وهناك زراعات متطورة للبصل فى جرجا جعلتها من المناطق التنافسية على مستوى مصر، كما أن طرق الزراعة الموجودة بها مختلفة عن باقى القرى فلدينا مصنع تجفيف بصل متوقف ويجرى إعادة تشغيله مرة أخرى وهناك بعض المستثمرين يريدون إنشاء مصانع تجفيف للبصل ويجرى عمل الدراسات الخاصة بتلك المشروعات، وكل ذلك يخلق فرص عمل للشباب ويصب فى مصلحة الاقتصاد، وحالياً نتابع زراعة البنجر فى مدينة ساقلتة وبشاير إنتاجه ظهرت الموسم الحالى، والزراعات التى تتميز بها محافظة سوهاج سيتم إنشاء صناعات مغذية لها لأننا نريد أن نحافظ على الهوية الاقتصادية للمحافظة ويجب أن تكون الصناعات متميزة وتخدم الزراعات التكتلات الاقتصادية التى تقوم على تلك الزراعة وهذا يحقق فائدة للمزارع والاقتصاد فى آن واحد.
انتهينا من دراسة احتياجات المناطق الصناعية ورفعنا تقريراً بها لوزير الصناعة.. ولدينا ١٨ حرفة فى المحافظة نعمل على تطويرها
تضم محافظة سوهاج ٤ مناطق صناعية.. كيف نحل المشاكل التى تواجهها فى جذب الاستثمارات؟
- هناك اتفاق إطارى بين المحافظة وهيئة التنمية الصناعية من خلال برنامج تنمية صعيد مصر وجرى دفع الاعتمادات المالية اللازمة لترفيق المناطق الصناعية فى المحافظة لتصبح جاذبة للاستثمار، كما بدأت هيئة التنمية الصناعية إجراءات التعاقد وعمل اللازم لتكون المناطق الصناعية الأربع متكاملة بعد إجراء دراسات مستفيضة لها وهناك مناطق صناعية حققت نسبة استفادة من الأراضى بواقع 40٪ وأخرى تستفيد بنسبة 30٪، ورصدنا كل المشاكل والمعوقات فى تقرير مفصل أرسلناه لوزير الصناعة، وهناك اجتماعات دورية مع مجالس إدارات المناطق الصناعية لبحث المعوقات التى تواجههم للعمل على إزالتها.
أعلنت أنك تولى اهتماماً كبيراً بالصناعات الصغيرة.. كيف يمكن أن تستفيد المحافظة من تلك الصناعات؟
- الصناعات الصغيرة من مكونات الهوية الاقتصادية للمحافظة ولدينا 18 حرفة، بعضها غير موجود إلا فى محافظة سوهاج ومنها صناعة النسيج اليدوى بأخميم والحرير، وهناك خبراء يدرسون كيفية تنمية عدد من الحرف وتأهيل العاملين فيها، بالشكل الأمثل لكى تكون لديهم القدرة على تطوير منتجاتهم لتنافس فى السوق المحلية والعالمية، فضلاً عن وجود تكتل اقتصادى مهم فى منطقة الأموال بحى الكوثر التى يزورها السائحون بشكل مستمر لشراء منتجات النسيج.
ماذا عن الوضع الصحى فى المحافظة؟
- لا يخفى على أحد أن الوضع الصحى فى مصر وضع صعب وهذا أمر واقع، والرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن فى ولايته الثانية أن مصر تخوض تحدياً كبيراً فى الصحة والتعليم، والرئيس يولى اهتماماً كبيراً لهما وما تم إهماله فى السنوات السابقة لن يتم إصلاحه فى يوم وليلة، وسوهاج تضم ٦ مستشفيات يتم إنشاؤها إلى جانب المستشفيات التى يجرى رفع كفاءتها، وهناك مبادرات أطلقتها الدولة ومنها مبادرة «100 مليون صحة»، و«القضاء على قوائم الانتظار فى المستشفيات»، وسوهاج من المحافظات التى حققت نجاحاً كبيراً فى حشد المواطنين لمبادرة «١٠٠ مليون صحة» كما أن هناك مبادرة «علاج التقزم والسمنة بين أطفال المدارس»، كل تلك المبادرات تساعد النظام الصحى حتى يكون أفضل مما سبق، وأعترف بأن هناك نقصاً فى عدد الأطباء والتمريض والعمالة الفنية، وخلال الأشهر المقبلة سيتم تلافيه، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة رفعت أعداد التكليف للأطباء ومن المتوقع أن يتم تصنيف سوهاج من المناطق النائية وذلك يترتب عليه زيادة الحافز المادى للأطباء وبذلك تكون المحافظة جاذبة لهم.
وفيما يخص مشروعات رفع كفاءة المنشآت الطبية، جارٍ الانتهاء من تطوير مستشفيى جرجا وجهينة إلى جانب افتتاح قسم لقسطرة القلب فى مستشفى الهلال للتأمين الصحى، وتجهيز وحدة الغسيل الكلوى بالمستشفى ذاته، وهناك مستشفى جامعى جديد يجرى بناؤه بمدينة سوهاج الجديدة فضلاً عن عدد من المستشفيات يجرى الانتهاء من العمل بها، وأعلم جيداً أننا لن نجنى ثمار تلك المشروعات سريعاً لكننا نسير فى الطريق الصحيح والقطاع الصحى تكلفته عالية جداً سواء فى ثمن الأجهزة والتجهيزات ونفقات التشغيل.
سوهاج تضم 62 قرية تحت خط الفقر.. ما خطط تنمية تلك القرى؟
- انتهينا من حصر الاحتياجات الفعلية لتلك القرى وهناك حالات فردية سقطت سهواً، يتم فحصها الآن وجرى الاتفاق مع بعض المؤسسات الخيرية وعدد من رجال الأعمال لتنميتها ويجرى الآن عمليه «تشبيك» لما تم رصده من احتياجات ومع من سيقومون بدخول تلك القرى لتنميتها عبر تدشين مؤتمر للإعلان عن الخطوات التى سيجرى تنفيذها، فضلاً عن مراجعة مشروعات الدولة وتوجيهاتها فيما يخص القرى الأكثر احتياجاً وتلك القرى تحتاج إلى نحو مليار و400 مليون لتطويرها ووضعنا خطة لتنفيذها خلال ستة أشهر لرفع مستوى تلك القرى عبر برامج لمحو الأمية وتوصيل شبكات المياه ومساعدات اجتماعية وهذه حلول سريعة للقرى الفقيرة، أما إعادة تأهيل المنازل فهو يحتاج إلى وقت أطول وتكلفة مالية ولدينا مجموعة من المؤسسات الخيرية سوف تساهم بشكل كبير فى تنمية تلك القرى.
فتحت مكتبك للمواطنين بشكل يومى.. هل هذا يساعد فى حل مشاكلهم؟
- أقسمت أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمام الشعب أن أرعى مصالح المواطنين، وهذه الكلمة أضعها أمام عينى بشكل دائم، وزرت أماكن عديدة منذ وصولى للمحافظة فى أول شهر من بينها قرى ونجوع وفكرت فى طريقة أكون بها أقرب للمواطنين وأن ألتقى بهم بشكل مباشر فأطلقت مبادرة «اليوم المفتوح» حيث أصطحب جميع وكلاء الوزارات والمصالح وأتوجه إلى مدينة معينة لنسمع لمشاكل المواطنين على الطبيعة ونعمل على حلها، إلى جانب النزول المفاجئ لكى أستمع لشكاوى المواطنين، بعدها يتم إصدار قرارات، تزامناً مع فتح باب المكتب للمواطنين على مصراعيه فى الفترة الصباحية لأننى مقتنع أن صاحب المشكلة هو الأجدر على توصيل مشكلته ووصفها وأنا أميل للتواصل بشكل مباشر مع المواطنين لأنه لا ولاية لأحد على المواطن، وأتطلع إلى أفكار جديدة للقاء المواطنين فى الفترة المقبلة للوصول إلى أكبر عدد من الناس أما المؤتمرات الجماهيرية فأعتقد أنها غير مفيدة لأننى عندما ألتقى المواطن بشكل مباشر يكون المواطن أقدر على توصيل شكواه، وقد تمكنا من حل أكثر من 70٪ من مشاكل المواطنين.
متى يتم الانتهاء من توسعة كورنيش النيل الغربى؟
- كان من الممكن أن ننهى العمل فى طريق الكورنيش الغربى بنهاية عام 2018، لكن كان هناك أمامى تحدٍّ كبير وخياران إما أن أتبنى سياسة المسكنات أو سياسة الحلول طويلة الأجل، والشعب السوهاجى يحب البناء بطبعه وهناك أبراج تم تشييدها فى طريق الكورنيش الغربى وخلال السنوات العشر المقبلة ستكون هناك كثافة سكانية عالية فى المنطقة وعندما سألت عن شبكات المرافق الموجودة فى الشارع وجدت أنها لن تستوعب الزيادة السكانية التى ستحدث، وهذا الأمر لم يكن فى الحسبان أثناء عمل الدراسة للمشروع فعقدت عدة اجتماعات لمتابعة الموقف، وكان لا بد من اتخاذ قرار حاسم بدون مسكنات لعمل مشروع يمتد للأجيال المقبلة فاتخذت قراراً بتنفيذ البنية التحتية السليمة فى طريق الكورنيش الغربى.
كيف تقيم المشروعات الإنتاجية فى المحافظة، خاصة أنها تحقق خسائر كبيرة.
- مشروع إنتاج الدواجن لا يحقق خسائر، أما مشروع الإنتاج الحيوانى فى قرية الديابات فيحقق خسائر، وحالياً نُجهز شبكة الرى المحورى للمزرعة لنقوم بزراعتها من جديد لتوفير الأعلاف واستغلال جميع المساحات فى المزرعة وقريباً سيتم تخصيص مساحات لإقامة مشروعات للإنتاج الداجنى والحيوانى فى عدد من المناطق