يوميات.. "الحقيبة الحجرية"
فوجئت بابني الصغير، والذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، بقراره الحاسم الغاشم، والذي لن يقبل المناقشة فيه، على حد قوله، أنه سوف يترك المدرسة ليشتري "توك توك" أو يعمل مناديًا على سيارات السيرفيس.
وحينما حاولت مناقشته والاستماع لوجهة نظره والسبب في اتخاذه هذا القرار المصيرى الهام، وجدته يرفع حاجبه الصغير، ويشير إلى الكتلة السوداء المتكومة في ركن حجرته؛ إنها حقيبته التي يطلق عليها "الحقيبة الحجرية"، نظرًا لكمية الكتب والكراسات التي يحملها على ظهره، والذي أصبح يشكو من تعبه في الفترة الأخيرة، بسبب الثقل الذي ينوء به.
قررت الذهاب للمدرسة، بعد أن استأذنت ساعة كاملة من العمل، وقابلت المدرسين الذين أصروا على إحضار كل الكتب مرة واحدة، بحجة تغيب أحدهم ودخول آخر مكانه احتياطيًا، والاستفادة من الحصة في مادة أخرى.
مازلت أقنع ابني، أن يتخلى عن طموحه الجامح هذا ويتحلى بالصبر، إلى أن ينتهى من الابتدائية على خير، وجدته يحضر حقيبته قائلًا، هل يمكنك أن تجربي حملها؟!.. حاولت، فوجدت صعوبة بحملها فعلًا، ولم أجد بدًا من شراء حقيبة له يجرها بعجل ملحق بها، واكتشفت بعد هذا أن ابني قام بتلك الثورة لشراء حقيبة جديدة وقلده بقية أخوته، رغم أننا في منتصف العام الدراسي!.