تختلف عادات وتقاليد الزواج بين مجتمع وآخر وبيئة وأخرى، فتتميز قبائل مطروح بعادات فريدة في إجراءات الزواج تميزها عن غيرها من المجتمعات، فطريقة البحث عن شريكة الحياة والتقدم لخطبتها له طقوس مختلفة عن باقي المحافظات.
"المشاورة والسياج"، أهم تلك الطقوس، وفقا لعلي اللحامي، باحث في التراث البدوي بمحافظة مطروح، فتبدأ مرحلة الارتباط بـ"المشاورة" وهي التي تسبق الخطبة، وفيها يذهب والد العريس لأهل العروس لمعرفة موقفهم منه، على أن يأتي الرد بعد أسبوع بالرفض أو الموافقة.
وأضاف "اللحامي" لـ"الوطن": "خلال هذا الأسبوع على والد الفتاة أن يستشير أبناء عمومتها، وإذا تمت الموافقة، فيجب على العريس تقديم (السياج)، وهو عبارة عن هدية يقدمها أهل العريس إلى والد العروس، ويتضمن (السياج)، خرفان ودقيق وسكر وشاي وفاكهة ومشروبات، وفي الصباح ترسل إلى بيت العروس مصحوبة بالطبل والزغاريد".
وأوضحت نوارة مصطفى، رئيس لجنة المرأة بجمعية أبناء القبائل بمطروح، أن الزواج في مطروح له عادات وتقاليد قديمة، حيث يطلب الشاب عندما يقبل على الزواج من أخته أو أمه مواصفات معينة في عروسه، وتتجه أخته وعمته أو أمه وخالته إلى أحد النجوع في مطروح، بشكل مفاجىء بدون تحديد ميعاد مع أحد، ويطرقون الباب على أحد البيوت ويقابلون العزوز "ربة الأسرة"، ويقولون لهم نريد أن نرى بناتك لنزوجها لابننا، فتأتي لهم بالكبيرة أولا ثم الأقل سنا فالأصغر، وممكن أن تقول لهم أدخلوا فهم جميعا بالدار فيدخلن ويشاهدونهم، ويبحثن عن العروس طبقا للمواصفات التى أعطاهم إياها العريس.
وتابعت "مصطفى": "إذا أعجبيتهم إحداهن يمسكن يديها وتخرج قطعة من الفضة أو سوار أو أي حلي ترتديه تعطيها لها، ومن هذه اللحظة إذا جاء أحد طالبا الزواج فيؤكدن بهذا الحلي أن هناك أسره تكلمت عليها، وإذا لم تجد العروس ذات المواصفات التي تريدها، فتقول لها سأتي لكم بعد يومين ومعناها أنها لم تجد ما تبحث عنه".
وأردفت: "ممكن أن يذهب السيدات أقارب العريس إلى إحدى المسنات في هذا النجع لتدلهم على بيت به فتيات بنفس المواصفات التي يريدونها، ويتوجهن إليه ويجدن العروس المناسبة".
تتابع مريم محمد، إحدى أهالي مطروح: "بعدما يجد أهل العريس عروس مناسبة للعريس، يحدد ميعاد لأهلها، ويأتي الرجال أهل العريس بعد أسبوع ويعقدون الاتفاق على كل شيء فى تفاصيل العرس، وينحر أبوها خروف ذبية، ويعمل عشاء لهم بمنزله يتناولون معا الطعام عقب الاتفاق، ويعرف أهل العريس الذي لا يحضر هذا الاتفاق فيكون والده أو أخيه الكبير هو المسؤول والحاضر، الذي يتمم كل شىء، ويحدد المهر حيث كان يتم دفع حتى عام 1999 أو ما نسميه فى مطروح (الحق)، 1000 جنيه، ولكن الآن وصل إلى 120 ألف جنيه الحق، بالإضافة إلى 4 ذبائح على الأقل خرفان بجانب الأرز والفاكهة والزيت والطباخ".
وأردفت": "يتكفل العريس بعشاء يوم الحنة لجميع أقاربه وأصحابه وجيرانه، وثاني يوم (الدخلة) الظهر تأتي خالة العروس التي لم يراها العريس إلا يوم العرس، وتصطحب العروسة بجوارها في سيارة وتمشي السيارت من بيت أهل العروس في زفة، ومعها أخت العريس إلى منزل أهل العريس ويتركونها، بعد أن يجلسون ويتناولون الغذاء، وتكون الدخلة نهارا، كي يتمكن الحضور من العودة مبكرا".
وأردفت: "يدخل العريس على عروسه لياخذ العرض، وتضع خالتها القماش على رأسها وتزغرد، وعندما تخرج وتقابل أهل العروس في الشارع يضربون نار تعبيرا عن فرحتهم بابنتهم".
وأشارت إلى أن المهر أصبح معظمه مبالغ فيه، ولا يستطيع الشاب دفع الحق أو المهر، وبالتالي لا يقبل كثيريت على الزواج الآن بسبب غلاء المهور التى نتمنى أن تنخفض ويتم مراعاة ظروب الشباب الحالي.
تعليقات الفيسبوك