حالة الركود التي يعانيان منها، لا تجعلهما يتركان المهنة التي توارثاها ولكن لا يزالا يتمسكان بها، ويظلان طوال اليوم أمام دكان قديم وعريق له تاريخ يحكي عنه أهالي منطقة السيدة عائشة، كما أنه أول محل صغير يشرف على صوان الشيخ شعراوي.
أمام فراشة "أشرف سعودي"، يجلس أولاده وعلى وجههما ابتسامة كبيرة رغم صعوبة المعيشة التي يعانون منها بسبب قلة الطلب منذ فترة كبيرة بعد إلزام الحي أن يدفع الشخص الذي يرغب في عمل عزاء أو فرح في المنطقة تراخيص المكان ما يجعلهم أكثر الوقت يعملون على الموالد وأيضا بتكاليف أقل من الطبيعي: "يعني الزبون محتاج يدفع تراخيص المكان وكمان الفراشة فبيستخسر" وفقا لوصف محمد وحسام سعودي لـ"الوطن".
"مولد السيدة زينب شغال دلوقتي ومتلاقيش صوان غير في الحواري الجانبية أنا كنت بعمل قبل كده خمس بواكي في الشارع".. وصف حسام الذي يشرح أن بدلا من فرش الشارع بـ25 متر طول في 5 عرض، أصبح الزبون يطلب 5 في 5 أمتار أو يختصر على نفسه ويقوم بتأجير دكان أو شقة ليقدم بها الخدمة: "الأكل والشرب ما الناس دي بتيجي تاكل"، ويقاطع حديثه شقيقه محمد قائلا: "لو كان بيدفع 6 آلاف جنيه في المولد دلوقتي ألفين جنيه".
كان عمل أصحاب محل السعودي للفراشة الرئيسي وقت المياتم وفرش الصوان والكراسي، ولكن أصبح الآن يعتمد أكثر على الموالد، موضحا حسام: "رزقنا كان في الميتم لكن دلوقتي عشان الواحد يروح يعمل عزا في منطقته محتاج يدفع تراخيص 3 آلاف جنيه وبعدين يدفع فراشة طيب وعلى إيه بالنسبة ليه يأجر قاعة مناسبات اوفر له".
وكذلك الأفراح تحتاج تراخيص قبل موعد حفل الزفاف من الحي والقسم التابع لها ولا بد تقديم الطلب بفترة طويلة: "بنشتغل قليل أول والزبون اللي معاه يدفع للحي وللفراشة بيستخسر عشان في بدائل أفضل".
"صعب التخلي عن المحل وتغيير المجال دي مهنة الجدود مينفعش نطلع منها عاملين تاريخ".. بهذه الكلمات شرح محمد وحسام سبب تمسكهما بعملهما في الفراشة قائلين: "متعلمناش حاجة غيرها ومينفعش يتقفل إحنا قاعدين عشان التاريخ ده".
تعليقات الفيسبوك