3 مليارات جنيه مهدرة سنوياً بسبب «السحابة السوداء» وخريطة لجمع 38 مليون طن مخلّفات
حرق المخلفات الزراعية أساس للسحابة السوداء
مع بداية سبتمبر تهل «السحابة السوداء» التى بدأ ظهورها عام 1999، ولم تنته حتى اليوم رغم إعلان وزارة البيئة سنوياً اتخاذ التدابير اللازمة للتصدى لتلك الظاهرة البيئية الخطيرة، ليُهدر سنوياً 3 مليارات جنيه، هى قيمة تقريبية لحجم المخلّفات الزراعية غير المستغلة، التى تتراوح بين 38 و45 مليون طن سنوياً، على مستوى المحافظات، ومؤخراً خططت وزارة البيئة لاستغلالها وفتح مجال للاستثمار بها، مثلما تم مع قش الأرز خلال السنوات الماضية.
وأكد محمد صلاح، رئيس جهاز شئون البيئة، أنه من المستهدف هذا العام تجميع 350 ألف طن قش أرز من محافظات الشرقية والغربية والدقهلية والقليوبية والبحيرة وكفر الشيخ، إضافة إلى زيادة أعداد المعدات والمواقع التفتيشية، مع الاستمرار فى آليات التمويل، حيث تقوم وزارة البيئة بتقديم دعم نقدى مقداره 50 جنيهاً لكل طن يتم تجميعه دون معدات، كما تقوم وزارة الزراعة بالتعاقد والاتفاق مع المتعهدين ومتابعة التنفيذ، بجانب الرصد من خلال نظم المعلومات الجغرافية التى يتم من خلالها تحويل البيانات الوصفية إلى خرائط لموقف التعامل مع قش الأرز فى المحافظات، وخطوط السير لحملات التفتيش وخرائط لمواقع التجميع بمنظومة قش الأرز، إضافة إلى خرائط لأماكن حرائق قش الأرز.
رئيس "شئون البيئة": نستهدف تجميع 350 ألف طن قش أرز من 6 محافظات
وتشير الإحصائيات هذا العام إلى انخفاض عدد الشكاوى والبلاغات التى تم استقبالها بغرف العمليات ومكتب خدمة المواطنين بنسبة تصل إلى 64% عن مثل تلك الفترة من العام الماضى نتيجة للجهود التى تقوم بها الوزارة وأفرعها الإقليمية لمواجهة الظاهرة.
وعن الجهود المبذولة مع بداية كل موسم، قال رئيس «شئون البيئة»: «تقوم الوزارة قبل بداية موسم جمع قش الأرز بتنفيذ برامج توعية وتدريب للمزارعين على كيفية تدوير قش الأرز وتنفيذ ندوات لتعريفهم بالمخاطر الناتجة عن الحرق والفوائد التى تعود على البيئة والإنسان والحيوان من تدويره والاستفادة منه»، مشيراً إلى أن الوزارة، بالتعاون مع وزارة الزراعة، بدأت عمل خريطة للمخلّفات الزراعية الموجودة فى المحافظات، وتقدر بنحو 38 مليون طن سنوياً من الأرز والذرة، لتحديد مكان ونوع المخلّفات وكيفية استخدامها، عقب نجاح تجربة الوزارة العام الماضى فى التعامل مع قش الأرز، ونجاح المفارم فى أسيوط التى تم استخدامها لفرم حطب الذرة، وتقليل معدلات الحرق، واستخدامه كسماد فى الزراعة، وفى الوادى الجديد تم استخدام المفارم على جريد النخل بنوعيه للحد من الحرائق.
وأكد «صلاح» أن الوزارة نجحت فى إعداد خريطة للاستفادة من 22 مليون طن للمخلّفات البلدية، والتى مكنتها من تحديد أماكن وجودها ونوعها وكميتها، وبالتالى تحديد أفضل طرق التعامل مع كل نوع، مشيراً إلى أن الخريطة التى سيتم عملها للتعامل مع المتبقيات الزراعية ستكون بمثابة خريطة استثمارية بالتعاون مع وزارة الزراعة.
وتقوم وزارة البيئة قبل بدء موسم جمع قش الأرز بالتنسيق مع كافة الوزارات كالزراعة والتنمية المحلية والداخلية والموارد المائية والرى والإعلام والطيران المدنى والصناعة والهيئة العامة للتنمية الصناعية، إضافة إلى محافظات المنظومة المعنية بتجميع قش الأرز، علاوة على عدد من الجهات المعنية، لتحديد أدوار ومسئوليات كل جهة والعمل على التنسيق والتعاون لضمان نجاح المنظومة وتحقيق نتائج أفضل من الأعوام الماضية.