في ذكرى رحيله الـ13.. الشاعر السوري محمد الماغوط في سطور
المبدع السوري الكبير محمد الماغوط
في مثل هذا اليوم 3 أبريل 2006 رحل المبدع السوري الكبير محمد الماغوط، عن 72 عاما، وهو شاعر ومفكر مسرحي وكاتب مقالات صحفية ومسرحي، امتهن الحزن والسخرية في كل أعماله.
ولد الماغوط عام 1934 بمدينة سلمية في وسط سوريا، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه.
عن الشاعر السوري الراحل تحدث الكاتب خضر الماغوط ابن عمه لـ"الوطن" قائلًا: يعتبره المهتمون بالمجال الأدبي والثقافي والفكري، بأنه أسطورة أدبية ثقافية فكرية، له مدرسته الأدبية في الشعر الحر وفي المسرح وفي المقالات الصحفية الساخرة التي كان يتنبأ بها منذ نصف قرن بما وصلت إليه اليوم الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية، وقد جذبت أدبياته بكل أنواعها كل القراء العرب على مختلف مستوياتهم الثقافية والعمرية، وصار رمزا للأدب الساخر في الوطن العربي.
ويضيف: يتميز كشاعر نثري بأن قصائده تحمل فكراً سياسياً واجتماعياً، ملتزماً بقضايا الإنسان العربي، في كل سطر وفي كل عبارة من أشعاره يجد القارئ فكرة جديدة مدهشة وغير مسبوقة أو مكررة، ومن يقرأ قصائده يشعر بأنه يقرأ رواية أو قصة لما تحمله من أفكار وأهداف وغايات.
ويشير إلى أن محمد الماغوط يعتمد الرمزية الأدبية ويبتعد عن الغموض الذي يعتبره يسيء للفكرة، فالقارئ عنده يجب أن يستمتع مباشرة بما يقرأ، دون أن ينشغل بفك طلاسم التعابير، أو أن يبحث عن المعنى.
ويتابع خضر: "عندما تقرأ محمد الماغوط لا بد أن تدمع عيناك باللاشعور، حتى أن أحد النقاد قال ممازحاً ما معناه إنَّ الماغوط يقدم لك صحن البصل المقشر طازجاً مع كل سطر تقرأه. تدمعُ عيناك لأنك ستضحك أولا وأنت تقرأ السخرية من الوضع القائم من حولك، ثم سرعان ما ستبكي عندما تكتشف أنك أنت المعني شخصياً في كتاباته، أنت الإنسان المهزوم دائماً الذي يتراقص من حولك الأقزام الذين هزموك سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً حضارياً، إلى كلِّ مجالات الانهزام".
ويختتم حديثه لـ"الوطن" بالقول: "محمد الماغوط واحد من المفكرين الذين شذّبوا وهيأوا الحجارة الفكرية والثقافية الصحيحة، وتركوها أمانةً بين أيادي الجيل الجديد من الشباب المثقف، لاستخدامها بالشكل الصحيح في بناء هذا الوطن".
عمل الماغوط في الصحافة السورية واللبنانية، واحترف الأدب السياسي الساخر وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، وهو الشاعر المتميز في القصيدة النثرية ويعتبر واحدًا من روادها.
وكتب عدة دواوين شعرية، فضلًا عن تأليفه بعض المسرحيات السياسية الساخرة التي انتقد فيها الأوضاع في سوريا وسائر بلدان الوطن العربي.
وله العديد من المؤلفات المسرحية والشعرية والفكرية ومنها: "كأسك يا وطن"، "ضيعة تشرين"، "المهرج" مسرحيات، "الحدود" فيلم، "حزن في ضوء القمر" مجموعة شعرية، وله رواية واحدة "الأرجوحة".
ويعتبر كتابه "سأخون وطني" أحد أكثر مؤلفاته المثيرة للجدل، والذي يقول فيه بالتأكيد إن الخيانة بمفهومها المعتاد هي فعل إجرامي لا يحترمه أحد، وليس محمد الماغوط من يخون وطنه الذي أحبه، والذي مكث فيه طوال حياته لم يغادره أبداً، ولم يطمع بالدخل المادي الذي كان سيناله لو اهتم بالرحيل والإقامة في بلاد أخرى.
عبارة "سأخون وطني" هنا هي مثل قول الأم لابنها: أنا لا أحبك، أو بالعكس أيضاً كعبارة الطفل الذي يقول لأمه: أنا لا أحبك، فهي تعبير مجازي عاطفي يعني المحبة بالتأكيد، وقد تكون بمعنى المحبة بشروط بسيطة، وعلى الأم أن لا تبخل على طفلها بالنظر في هذه الشروط.