يعيشون في نفس المنزل، غرفهم متجاورة تجمعهم مائدة واحدة، ولكن تفرقهم القلوب، فرغم أن الآباء دائما مايكونوا مصدرا أمان بالنسبة لأبنائهم إلا أن هناك بعض الأشخاص نشأوا على قساوة الأب، وجفائه معهم وسوء معاملته لهم، ليعيشون إحساس "اليتم" رغم أن وجود والدهم على قيد الحياة.
خلافات أبيها مع والدتها، والتي انتهت بزواجه عليها، جعل والد "هدير" (26 عاما)، يعاملها بقسوة مع باقي إخوتها من زوجته الأولى، مركزا كل عطفه وحنانه وأمواله أيضا على زوجته الثانية وأطفالها "كأنه ماخلفناش ومابحسش بأي حنان من ناحيته"، لتنقطع كل العلاقات بينها وبين أبيها، حتى عند وفاة زوجها منذ عام، والتي اعتقدت بعدها أن معاملته ستتغير معها نظرا لاحتياجها إليه بعد مرورها بظروف صعبة بفقدان زوجها، "ماسألش فيا ولا بيصرف عليا رغم أنه زوجي مالهوش معاش".
معاناة عاشتها "أمنية" (30 عاما) منذ نعومة أظافرها مع والدها، فدائما ما يخالفها الرأي ويتحداها فطبعه "الصعيدي"، حد قولها، جعلته لا يرى ألا وجهة نظره، "دايما بيتخانق معايا في كل حاجة ممكن أعمها في حياتي لدرجة أنه خلاني أبطل من التعليم في الجامعة لولا تدخل أعمامي الذين أصروا على استكمال دراستي رغما عنه".
كحال سابقيها، هرب والد "مي" (25 عاما) بعد ولادتها بشهرين، لتعيش وحيدة هي ووالدتها دون عون وأمان ووجود عطف الأب في منزلهما مثل أقرانها، تشعر بالوحدة دموعها ترسو على وسادتها يوميا من ألم الفراق، تتمنى أن يقف والدها بجانبها في كل موقف يحتاج لتدخل ورأي الأب "الأب أهم حاجة في حياة البنت وفقدانه خلاني في فترة مراهقتي بشوف أي راجل كبير بعجب بيه"، ولكن وقوف أخيها الأكبر بجانبها جلعها تتدارك أخطاءها وتعيش حياة سوية.
تعليقات الفيسبوك