كما القدر هبطت عليهم بكل ما تختزنه ذاكرتك من مآسى شعبك! أمطرتهم بوابل من الرصاص المقدس لتضجّ جبال ووديان فلسطين ولتتراقص أزهار البرارى الفلسطينية فرحاً واحتفاء بأزيز تلك الرصاصات، التى عزفت أجمل سيمفونية عرفتها الأذن البشرية! ابننا عمر، سنحزن عليك وكأنك من صلبنا، وحزننا عليك هو امتداد طبيعى لحزننا السرمدى على كل شهدائنا ممن سبقوك وممن سيلحقون بك إلى ملكوت السماء وسفر الخلود. عمر، أيها البطل، سنحزن عليك وعلى افتقار قضيتنا التى استشهدت من أجلها لقادة حقيقيين يؤثرون الشهادة على بطاقات الـVIP. عمر، أيها الابن الحبيب، بكيناك وبكتك أرض فلسطين، بل وبكتك السماء، بكيناك جميعاً، وترحّمنا عليك ودعونا لك بالرحمة والخلود فى جنّة عرضها السماوات والأرض، ولكننا أيضاً، وفى نفس الوقت، وبالتوازى، بكينا أنفسنا وحاضرنا ومستقبلنا ومستقبل قضيتنا. نم فى مثواك مطمئناً يا ولدى، فالمجد لك ولروحك الطاهرة يوم ولدت ويوم استشهدت نقيّاً طاهراً كطيور الجنّة ويوم تبعث حيّاً لترنو إليك عيون شعبك بكلّ فخر واعتزاز، هذا هو ابننا عمر أبوليلى!!
عاطف زيد الكيلانى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك