بعد "بالون ترامب".. الرئيس الأمريكي يشيد بالمكسيك في منع الهجرة
الرئيس الأمريكي-دونالد ترامب-صورة أرشيفية
بعد زيارته، الجمعة الماضية إلى حدود بلاده مع المكسيك، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجهود المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية من أمريكا الوسطى باتجاه الحدود الأمريكية، تعهد ترامب، اليوم، في كلمة أمام تجمع الائتلاف اليهودي الجمهوري بمدينة "لاس فيجاس" ـ بتعزيز أمن الحدود.
وكان ترامب، توجه الجمعة، إلى الحدود مع المكسيك لإيصال رسالة إلى المهاجرين السريين تتلخص في أن لا مكان لهم في بلاده، وقال في اجتماع مع عناصر من دوريات الحدود وغيرهم من المسؤولين في "كاليكسيكو" على الحدود مع المكسيك، إن "الوضع يطغي على نظام الهجرة لدينا ولا يمكننا ترك ذلك يحدث"، مضيفا: تم إغراق نظام الهجرة ولم يعد بإمكاننا استقبالكم امتلأت بلدنا، وأضاف "عودوا".
وكان ترامب، أشار في وقت سابق، إلى أن تهديداته السابقة بإغلاق الحدود نجحت في إقناع السلطات المكسيكية بمنع المهاجرين من مواصلة رحلتهم شمالا، وكرر الرئيس الأمريكي، إلى أن إغلاق الحدود لم يعد مطروحا في الوقت الحالي، مشددا على تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات من المكسيك في حال لم تتم السيطرة على الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس24 " الفرنسية.
وأشارت القناة الفرنسية، إلى أن ترامب يرى في حملته لمواجهة أزمة الحدود مفتاحا لمسعاه للفوز بولاية جديدة في انتخابات 2020. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ناشد في وقت سابق، الديمقراطيين في "كونجرس بلاده" الانضمام إلى المشرعين الجمهوريين والتشريعات لإصلاح الثغرات الرهيبة والمكلفة والحماقة في قوانين الهجرة الأمريكية، وقال: إنه "بمجرد حدوث ذلك، سيكون كل شيء سلسًا"، مضيفا: "لا يمكننا السماح بحدود مفتوحة"، وفقا لما ذكرته مجلة "بولتيكو" الأمريكية.
وأعرب ترامب، اليوم، عن شكره لنظيره المكسيكي، لدوره في إيقاف المهاجرين القادمين من هندوراس والسلفادور وجواتيمالا "المثلث الشمالي"، مشيرا، إلى أن واشنطن، توقفت عن تقديم نحو 600 مليون دولار لبعض دول أمريكا الوسطى. وكانت المكسيك وجواتيمالا والسلفادور وهندوراس، في ديسمبر الماضي، اتفقوا على إطلاق "خطة تنمية" في محاولة لوضع حد للهجرة من أمريكا الوسطى.
وقالت الحكومة المكسيكية الجديدة في بيان في ذلك الوقت، إن هذه الدول ستضع خطة تنمية تشكل برامج ومشاريع وأعمال معينة بهدف خلق وظائف ومحاربة الفقر، موضحة أن الرابط بين جنوب المكسيك والسلفادور وجواتيمالا وهندوراس يعزز الحاجة إلى مواجهة ظاهرة الهجرة. وكانت إدارة ترامب، قالت الجمعة الماضية إن مسؤولو الهجرة يحتاجوا إلى سنتين على الأقل لتحديد آلاف الأطفال المنفصلين عن والديهم على الحدود مع المكسيك، وفقا لما ذكرته قناة "تيلسور".
وكان الرئيس المكسيكي، وصف في وقت سابق، العلاقات مع واشنطن، بأنها جيدة للغاية، موضحا: "أود أن أخبر جميع المستثمرين المكسيكيين والأجانب والمتعاملين مع الأسواق المالية بأن يلتزموا الهدوء، وبأن علاقتنا مع حكومة الولايات المتحدة جيدة جدا".
فيما ذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، أنه أثناء زيارة ترامب إلى الحدود مع المكسيك، الجمعة الماضية، احتشد نحو 200 متظاهر في مكسيكالي، في الجانب المكسيكي من الحدود، حيث وضعوا بالونا ضخما، أظهر ترامب بشكل طفل رضيع، ورفع المتظاهرون لافتات: "توقف عن تفريق العائلات" و"إذا بنيت الجدار، فسيهدمه أبناء جيلي".
وكان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، قرر في مارس الماضي، صرف مليار دولار لبناء جزء من الجدار الحدودي الذي يسعى ترامب إلى تشييده على الحدود مع المكسيك، وقال شاناهان في ذلك الوقت: "لقد قررت بناء جدار طوله 92 كلم وارتفاعه 5,5 أمتار وبناء وتصليح الطرق ونصب أجهزة إنارة وفقا لمطلب وزارة الأمن الداخلي"، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية.
وكانت الولايات المتحدة، في نهاية الشهر الماضي، قطع المساعدات عن دول عدة في أمريكا الوسطى يتهمها الرئيس دونالد ترامب بعدم القيام بأي عمل لوقف تدفق المهاجرين إلى بلاده، وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، في مارس الماضي، إنه بناء على تعليمات من وزير الخارجية مايك بومبيو: "نحن ننفذ توجيهات الرئيس وننهي برامج المساعدات الخارجية للمثلث الشمالي لأمريكا الوسطى للسنتين الماليتين 2017 و2018"، مضيفا: "سنشرك الكونجرس ليكون جزءاً من هذه العملية".
وأشارت قناة "تيلسور"، إلى أن حوالي 627 مليون دولار أمريكي، خصصها "الكونجرس" الأمريكي لبلدان أمريكا الوسطى في 2018، قد تم حظرها ولا يزال مجهولًا ما إذا كان سيتم تسليم هذه الأموال إليهم، موضحة أن الولايات المتحدة، خصصت 84 مليون دولار أمريكي كمساعدات أجنبية لجواتيمالا، و58 مليون دولار لهندوراس و51 مليون دولار للسلفادور في السنة المالية 2018، التي بدأت من أكتوبر 2017 وانتهت في سبتمبر 2018.
وتابعت "تيلسور"، إنه تم توجيه جزء من هذه الأموال عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، موضحة أنه في السنة المالية 2017، بلغت الأموال المتعلقة بمكافحة المخدرات الأمريكية 42 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء أمريكا الوسطى.
وفي سياق متصل، رفعت رئيسة "مجلس النواب" الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، أمس السبت، دعوى قضائية ضد خطط ترامب بشأن الأموال المخصصة لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك لمنع تدفق الهجرة، وطالبت بيلوسي، القضاة الفيدراليين بالتدخل وأن يكونوا الحكم فيما بين الطرفين بشأن ما أعلنه ترامب من تخصيص 2.5 مليار دولار من صندوق منع المخدرات بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" و3.6 مليار دولار ذكر ترامب أنه قد يخصصها بعد إعلان حالة الطوارئ.