"موت على باب المحكمة".. حكاية محام مات قبل دفاعه عن موكله
محكمة جنوب الجيزة
استيقظ المحامي رأفت عبدالله محمد إسماعيل، صباح اليوم، كعادته، تناول إفطاره وتأهب للتوجه إلى مقر محكمة جنوب الجيزة، للترافع في إحدى القضايا، راجع مرافعته في القضية، التي كتبها بخط يده، ارتدى بذلته وبدا أنيقا ووضع على يده الروب الخاص به، وحمل حقيبته وخرج من منزله، فبعد قليل سيمثل مترافعا أمام قاضي المحكمة.
لم يعلم "رأفت" أنّ ملك الموت ينتظره هناك ليحول دون دخوله إلى المحكمة، وأنّ حكم قاضي السماء سبق حكم قاضي الأرض. كانت الساعة تُشير إلى الثامنة والنصف صباح اليوم، وصل "رأفت" إلى المحكمة قادما من مدينة العياط، واتجه إلى مكتبة قريبة من محكمة جنوب الجيزة، وسلّمهم أوراقا لطباعتها، ودخل في وصلة مزاح مع العاملين في المكتبة، ثم جلس على الكرسي شعر بإعياء شديد وتوقف التنفس، حاول العاملون في المكتبة إفاقته لكن دون جدوى، وفاضت روحه.
ووقعت حالة من الهرج أمام المحكمة، أجرى أحد المحامين اتصالا بالإسعاف الذي حضر، وأخبرهم أنّه توفى.
المحامي أشرف عبدالله، أحد شهود العيان، قال إنّه فوجئ بالزميل وقد لفظ أنفاسه الأخيرة في أثناء انتظار طباعة أوراق خاصة به، كان سيستعين بها في مرافعته أمام المحكمة.
وأضاف عبدالله: "توصلنا لأهله في العياط وحملنا جثمانه في عربة نقل الموتى التابعة للنقابة بالجيزة، وتمكنا من توصيله لأسرته بالعياط، ويُدفن بعد عصر اليوم.