من الطبيعي أن تعقد المزادات لبيع الأشياء الثمينة والهامة، كالتحف واللوحات والعقارات، ولكن الغريب للغاية أن يفتح الإنسان المزاد على أغلى ما يملكه في حياته وهم أولاده، بعرضهم للبيع دون أي رحمة لمن يدفع السعر الأعلى.
سبتمبر عام 2005، شهد حادث غريب من نوعه، ثلاث وقائع حدثت خلال أسبوع واحد لآباء يبيعون أبنائهم في مزاد، وفقا لـ"جريدة الميدان" من أرشيف الصحافة المصرية، وقع الحادث الأول في بورسعيد حينما قرر أب لأربع بنات تتراوح أعمارهن من أربع إلى عشر سنوات بيعهن، وكانت مبرراته في تلك الجريمة أن يضمن لهن حياة كريمة ويحميهن من المستقبل وقال إنه لا يجد لهن مأوى يحميهن من التشرد ولا ثمن الطعام الذي يأكلونه، وأكد الأب أنه لا يفعل ذلك طمعا في المال ولكن فعله بسبب تأمين مستقبلهن.
وكان المزاد الثاني في مرسى مطروح، وتكاد تكون الأسباب واحدة مع الحادث الأول وهي الفقر فعرض أب يدعى مصطفى رمضان ابنه الأوسط للبيع والهدف ليس الخوف عليه ولكن لتأمين مستقبل أشقائه.
وبمحافظة الجيزة كان المزاد الثالث من قبل أحد الباعة الجائلين الذي قرر أن يبيع إبنته وبدأ المزاد بمبلغ 30 ألف جنيه كبداية والبيع سيكون لمن يدفع أكثر، والطفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات ولكن سبب بيع الطفلة هذه المرة هو وجود خلافات بين الأب والأم التي تركت إبنتها لأبيها وتزوجت من رجل أخر، وكلما كان الأب ينظر لابنته يتذكر أيام الشقاء مع طليقته فيبدأ بضربها وتعذيبها قبل أن يقرر عرضها للبيع.
ويظل التساؤل بعد انتهاء تلك المزادات من هو الرابح والخاسر فيها؟
تعليقات الفيسبوك